كيف جمعت أمريكا 8,133 طنًا من الذهب؟ القصة الكاملة لاحتياطي الذهب الأمريكي
الأربعاء، 19 مارس 2025 05:50 م

احتياطي الذهب الأمريكي
تحليل/ ميرنا البكري
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة أكبر احتياطي من الذهب في العالم، حيث تمتلك حوالي 8,133 طنًا من الذهب، أي ما يعادل تقريبًا 69.89% من إجمالي احتياطياتها الدولية، لكن السؤال الأساسي، كيف تمكنت الولايات المتحدة من جمع هذا الاحتياطي الضخم، ومتى كانت البداية، وسنوضح في هذا التحليل، تاريخ احتياطي الذهب الأمريكي، بدءًا من قانون احتياطي الذهب، لعام 1934م وحتى الآن.
البدايات، قانون احتياطي الذهب لعام 1934م
وكان الاقتصاد الأمريكي في مرحلة التعافي من انهيار سوق الأسهم 1929م، فيما كان الرئيس “فرانكلين د. روزفلت” يبحث عن طرق لإحياء الاقتصاد بعد الانهيار الذي تعرض له، وقبل صدور هذا القانون، اتخذ روزفلت بالفعل خطوات للسيطرة على الذهب، ففي عام 1933م، وقع مرسومًا يمنع المواطنين من امتلاك الذهب، باستثناء المجوهرات أو التحف، وكانت هذه البداية نحو تأميم الذهب.
وفي عام 1934م، أصدرت الولايات المتحدة "قانون احتياطي الذهب"، والذي نص على مصادرة الذهب من الأفراد والمؤسسات والبنوك الخاصة، وتحويله إلى ملكية الحكومة الفيدرالية، كما تم تحديد سعر ثابت للذهب وقتها، بـ35 دولارًا للأونصة، وبالتالي ساهم في زيادة احتياطي الذهب الوطني، وكان قانون احتياطي الذهب 1934م نجاة لاقتصاد أمريكا من هذه الأزمة، حيث ساعد على استقرار العملة، وزيادة المعروض النقدي.
عواقب قانون احتياطي الذهب 1934م على الاقتصاد الأمريكي
ومن خلال زيادة قيمة الذهب، تمكنت الحكومة الأمريكية، من زيادة المعروض النقدي، وبالتالي ساهم هذا في خفض أسعار الفائدة، ما شجع على زيادة الاستثمار، وفيما يلي بعض التداعيات الرئيسية:-
- زيادة احتياطيات الذهب:- حيث أصبحت الولايات المتحدة، أكبر حائزٍ للذهب، والذي سجل 8 أطنان في وقتها، معظمها في فورت نوكس.
- الاستقرار الاقتصادي: وساعد القانون على استقرار الاقتصاد، بعد أزمة انهيار الأسهم.
فورت نوكس، الحصن الذهبي
ولحماية هذا الكنز الوطني، قامت الحكومة الأمريكية، ببناء "فورت نوكس" عام 1936م في ولاية كنتاكي، ليكّون الخزانة الرئيسية لاحتياطي الذهب الأمريكي، ويُعتبر هذا المبنى من أكثر المباني حراسة في العالم، حيث يوجد به جزءًا كبيرًا من احتياطي الذهب الأمريكي.
اتفاقية بريتون وودز، فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية
وفي عام 1944م بعد الحرب العالمية الثانية، تم عقد اتفاقية "بريتون وودز"، والتي جعلت الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية الدولية، مع ربطه بالذهب بسعر ثابت، وعزز هذا الربط من مكانة الدولار عالميًا، كما انعكس على زيادة تدفق الذهب، إلى الخزائن الأمريكية.
فك الارتباط بالذهب، قرار نيكسون عام 1971م
وفي عام 1971م ومع تزايد الضغوط الاقتصادية، أعلن الرئيس “ريتشارد نيكسون”، عن فك ارتباط الدولار بالذهب، ما أدى إلى حدوث تقلبات كثيرة في أسعار الذهب والدولار، وبالرغم من فك الارتباط، احتفظت الولايات المتحدة باحتياطي ضخم من الذهب، كضمانة لقوة اقتصادها.
الوضع الحالي، استقرار الاحتياطي
وحتى عام 2024م، استمر احتياطي الذهب الأمريكي، عند حوالي 8,133 طنًا، ما يظهر استقرارًا في سياسات الاحتفاظ بالذهب، كجزء من الاحتياطيات الدولية، وللحفاظ على قوتها الاقتصادية.
ختامًا، يشير تاريخ احتياطي الذهب الأمريكي، إلى قدرة الولايات المتحدة، على بناء أكبر مخزون ذهبي في العالم عن طريق سياسات نقدية واستراتيجيات اقتصادية محكمة، ما ساهم في تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية حتى الآن.
Short Url
شركة "Kearney"، تُطلق مبادرة رائدة لتعزيز رفاهية الموظفين والصحة النفسية
19 مارس 2025 07:07 م
«سبكيم 2024»، أرباح متراجعة ومشاريع واعدة
19 مارس 2025 02:15 م
الاقتصاد التركي في حالة ترقب بعد اعتقال إمام أوغلو، تأثيرات على الليرة وأسواق المال
19 مارس 2025 10:58 ص


أكثر الكلمات انتشاراً