27 مليار دولار، صندوق الاستثمارات السعودي يوسع نفوذه في وول ستريت

في خطوة تعكس استراتيجيته الاستثمارية الطموحة في وول ستريت، رفع صندوق الاستثمارات العامة السعودي قيمة استثماراته إلى حوالى 27 مليار دولار بنهاية عام 2024م، وفقًا لبيانات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، حيث توزعت هذه الاستثمارات على قطاعات متنوعة تشمل التكنولوجيا، والسيارات الكهربائية، والخدمات المالية، والترفيه الرقمي، في محاولة لتعزيز العوائد وتنويع مصادر الدخل.

لوسيد تتصدر الاستثمارات

تتصدر لوسيد موتورز، شركة السيارات الكهربائية، قائمة استثمارات الصندوق بقيمة 5.35 مليارات دولار، مستحوذةً على 20% من إجمالي المحفظة، ما يعكس التزام الصندوق طويل الأمد بتطوير صناعة السيارات الكهربائية، لا سيما أن المملكة، تدعم تصنيع هذه السيارات محليًا ضمن رؤية 2030م.

أما الاستثمار في أوبر، والذي بلغ 4.39 مليارات دولار بنسبة 16% من المحفظة، يؤكد اهتمام الصندوق بقطاع النقل التشاركي، الذي يشهد تحولًا رقميًا كبيرًا.

الترفيه والتكنولوجيا الرقمية

تواصل “إلكترونيك آرتس”، الرائدة في صناعة الألعاب الإلكترونية، جذب اهتمام الصندوق، إذ بلغ استثماره فيها 3.63 مليارات دولار بنسبة 14%، وهو ما يتماشى مع توجه السعودية، نحو دعم قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، كجزء من خطط التنويع الاقتصادي.

كما استثمر الصندوق 2.10 مليار دولار بنسبة 7.8% في شركة “تيك تو إنتراكتيف سوفتوير”، المطورة لسلسلة ألعاب جراند ثفت أوتو، إلى جانب 1.21 مليار دولار بنسبة 4.5% في شركة “آرم هولدينجز”، والمتخصصة في تصميم الرقائق الإلكترونية، ما يؤكد اهتمام الصندوق، بتوسيع استثماراته في الاقتصاد الرقمي.

الخدمات المالية والتجارة الإلكترونية

قطاع الخدمات المالية والتجارة الإلكترونية، حيث استثمر الصندوق 0.63 مليار دولار بنسبة 2.3% في “باي بال” ، ما يشير إلى إدراكه لأهمية المدفوعات الرقمية، كما ضمّت المحفظة استثمارات في “أمازون” بقيمة 0.62 مليار دولار بنسبة 2.3%، وهو ما يبرز رهانه على التجارة الإلكترونية والبنية التحتية اللوجستية.

تنوع المحفظة وتعزيز العوائد

إلى جانب الشركات الكبرى، شملت استثمارات الصندوق، شركات أخرى مثل “ستاربكس” والتي بلغت 1.04 مليار دولار بنسبة 3.9%، و"سيلز فورس" 0.82 مليار دولار، بنسبة 3.1%، و"بوكينغ" 0.73 مليار دولار بنسبة 2.7%، ما يعكس توجهه لتنويع المحفظة عبر الاستثمار في قطاعات الاستهلاك والخدمات الرقمية والسفر.

في النهاية، تعكس هذه الاستثمارات، نهجًا متوازنًا بين الاستثمارات طويلة الأجل في قطاعات واعدة مثل السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المالية، والاستثمارات في الشركات القائمة، والتي تضمن عوائدًا مستقرة، ما يعزز مكانة الصندوق كأحد أكبر المستثمرين السياديين في الأسواق العالمية.