نيويورك تايمز: إعادة تدوير البشر، صناعة تحويل الجثث إلى سماد زراعي بين الحقيقة والخيال
السبت، 15 مارس 2025 02:44 م

سماد
تُعدّ أجساد البشر، غذاءًا ممتازًا للديدان، وهذا هو ما توصل إليه اختبار مبكر أُجرى على ست جثث، سُمح لها بالتحلل بين رقائق الخشب ومواد عضوية أخرى، وفقًا ما نشره موقع نيويورك تايمز.
ويُشكّل التخلص من الجثث البشرية مشكلة بيئية حقيقية، حيث أن تحنيط الجثث التي ستُدفن في توابيت يتطلب كميات كبيرة من سائل سام، وعلى الجانب الآخر، حرق الجثث يطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبالنسبة للسماح للطبيعة بتحليل الجثث، فإن ذلك يُنتج تربة جديدة غنية.
من جانبها قالت جينيفر ديبروين، عالمة أحياء دقيقة بيئية، إن السماح للطبيعة بتحليل الجثث يعد “خيار رائعًا”، فيما كانت ولاية واشنطن، قد سمحت بتحويل جثث البشر إلى سماد، وهي أول ولاية أمريكية تُقرّ ذلك، وتتوقع شركة "ريكومبوز" (Recompose)، ومقرها سياتل، أن تبدأ قريبًا بقبول الجثث للتحويل إلى سماد، بحسب ما نشر موقع نيويورك تايمز.

ما هو التسميد البشري؟
ويعد التسميد البشري، نوعًا من طقوس الدفن الذي تُعالج فيه بقايا الإنسان، لتحويلها إلى تربة أو سماد، حيث تتضمن هذه العملية عادةً، تغطية الجثة بمادة نباتية في حجرة خاصة، لتهيئة بيئة تتحلل فيها الجثة إلى تربة عضوية أساسية على مدار فترة تتراوح بين الـ60 والـ90 يومًا.
كما طُوِّر التسميد البشري، كخيار بديل للدفن لأول مرة من قِبل كاترينا سبيد لشركتها "ريكومبوز"، والتي مقرها سياتل حيث افتُتحت عام 2021م، ومذ ذاك الحين بدأت شركات أخرى في تقديم هذه الخدمة.
التسميد البشري شكل متسارع من التحلل الطبيعي
ويعتبر التسميد البشري، شكلٌ متسارع من التحلل الطبيعي ويتم تصميمه على غرار التسميد بالوفيات، وهي العملية التي يقوم بها المزارعون بتحلل الحيوانات النافقة، وبالنسبة للتسميد البشري، يتم وضع الميت في حاوية فولاذية مع القش والبرسيم ونشارة الخشب، أو ركائزَ عضويةٍ أخرى.
ثم يتم الحفاظ على هذه الحاوية، عند درجة حرارة تتراوح بين 55 إلى 71 درجة مئوية، (131 إلى 160 درجة فهرنهايت)، ويتم تزويدها بالأكسجين للتهوية، حيث تساعد هذه الإجراءات الكائنات الحية الدقيقة المشاركة في عملية التحلل، لقتل مسببات الأمراض، حتى يكون السماد الناتج آمنًا للاستخدام.

وبسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة، فإن الأشخاص الذين عانوا من أمراض البريون غير مؤهلين للتسميد البشري، وبعد 30 يومًا، تتم إزالة التربة الناتجة، ويتم غربلة أي مواد غير عضوية، مثل الأجهزة الطبية، ثم يتم سحق بقايا الهياكل العظمية المستمرة، ثم إعادتها إلى التربة، ويوضع الخليط في صندوق معالجة، حيث يتم تجفيفه ومعالجته لمدة 2-4 أسابيع، في المقابل، تستغرق الرفات البشرية المدفونة في الأرض دون نعش عادةً، عدة أشهر لتتحلل.
ينتج عن التسميد البشري، أقل بقليل من متر مكعب (حوالي ياردة مكعبة) من التربة، والتي تُعاد إلى عائلة المتوفي، وغالبًا ما تُستخدم هذه التربة في حدائق تذكارية، أو لزراعة شجرة، أو تُتبرع بها لجهود الحفاظ على التراث.
ما هي الفوائد العائدة من التسميد البشري؟
زاد الاهتمام بالتسميد البشري وأشكال الدفن الخضراء الأخرى في القرن الحادي والعشرين، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى زيادة الوعي بالتكاليف البيئية للدفن والحرق الغربي التقليدي، فعلى سبيل المثال، يستخدم التسميد البشري ثمن الطاقة اللازمة لحرق الجثث الحديثة فقط.

تقليل استخدام الوقود الأحفوري
وهي ممارسة تعمل بالوقود الأحفوري، وتنتج ما يقدر بنحو 190 كجم (418 رطلًا) من ثاني أكسيد الكربون لكل جسم، أو ما يعادل قيادة أكثر من 750 كم (470 ميلًا) في سيارة تعمل بالبنزين.
وبينما يبطئ التحنيط التحلل، ويحافظ على الجثة في حالة جيدة للعرض، فإن له أيضًا آثارًا سلبية على البيئة، وعلى الرغم من توفر المواد الكيميائية القابلة للتحلل الحيوي الآن، إلا أن سائل التحنيط يحتوي عادةً على العديد من المواد الكيميائية السامة، وخاصة الفينول والفورمالديهايد.
وبالرغم من أن آثارها البيئية، لم تُدرس جيدًا، إلا أن سوائل التحنيط الخطرة هذه، معروفة بتسربها من مواقع الدفن والمقابر إلى التربة والمياه الجوفية، وقد تظل مصدرًا للتلوث الكيميائي لعقود، بعد الدفن في قبر غير مقبب.

العودة إلى الأرض دون استخدام مواد كيميائية
ويؤكد مؤيدو التسميد البشري أهمية العودة إلى الأرض، دون استخدام مواد كيميائية أو عمليات تُعطل عملية التحلل الطبيعية، حيث أنه في الواقع، يسعى العديد ممن يختارون التسميد البشري، إلى طريقة دفن تُعيد إلى الأرض ما ورثوه من خيرات، وقد يعتبرون التوابيت وحرق الجثث، وسيلةً معقمةً ومنفصلةً عن الدورة البيئية للحياة والموت.
أقل تكلفة بكثير من الدفن التقليدي في التوابيت
كما أن التسميد البشري، أقل تكلفة بكثير من الدفن التقليدي في التوابيت، والذي لا يشمل تكلفة الدفن فحسب، بل يشمل أيضًا تكلفة التابوت، ومقبرة الدفن، وشاهد القبر، وخدمات أخرى، مثل التحنيط، وقد تُشكل الحاجة إلى الأراضي للدفن التقليدي، دافعًا قويًا للتسميد البشري، سواءًا لسكان المناطق الحضرية، أو التي يصعب الوصول إلى مقابرها، أو لمن يرغبون في دمج رفاتهم بشكل أفضل مع الطبيعة.
Short Url
الصين ترسم مستقبل التعليم , الذكاء الاصطناعي يدخل الفصول الدراسية!
15 مارس 2025 11:49 م
مجلس الشيوخ الأمريكى يوافق على مشروع قانون تمويل لـ6 أشهر قبل الإغلاق الحكومى
15 مارس 2025 09:40 م
أول قمر صناعي «اتحاد سات» تطلقه دولة الإمارات اليوم
15 مارس 2025 03:50 م


أكثر الكلمات انتشاراً