لاجارد: حرب ترامب تهدد أمريكا وتوقظ أوروبا

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، إن نشوب حرب تجارية شاملة في العالم سيضر بالولايات المتحدة على وجه الخصوص، وقد يؤدي في الوقت ذاته إلى إعادة تنشيط جهود أوروبا نحو وحدة أوثق.

وفرضت الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على دول صديقة ومعادية على السواء، وهددت باتخاذ المزيد من الإجراءات، مما دفع معظم الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة، وأثار مخاوف من احتمال تعرض نمو الاقتصاد العالمي لضربة كبيرة، وفقا لما نشرته وكالة رويترز. 

تداعيات اقتصادية خطيرة

في حديثها لبرنامج (هارد توك) الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، حذرت لاجارد من أن انزلاق العالم إلى حرب تجارية حقيقية سيؤثر بشكل سلبي كبير على التجارة العالمية، قائلة: "إذا انزلقنا إلى حرب تجارية حقيقية وتأثرت التجارة سلبًا بشكل كبير، فسيكون لذلك عواقب وخيمة، سيكون له عواقب وخيمة على النمو والأسعار في أنحاء العالم، لكن خاصة في الولايات المتحدة".

فرصة لتعزيز الوحدة الأوروبية

رغم هذه التهديدات، ترى لاجارد أن التوتر التجاري قد يحمل أثرًا إيجابيًا يتمثل في إعطاء دفعة جديدة للوحدة الأوروبية، مضيفة: "هل تعلمون ما الذي يحدث حاليًا؟ تحريك للطاقة الأوروبية، إنه جرس إنذار كبير لأوروبا. ربما تكون هذه لحظة أوروبية مرة أخرى". وأشارت إلى أن المفوضية الأوروبية وألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أعلنتا بالفعل زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية، مما أنهى ترددًا استمر لسنوات.

استفاقة تتجاوز حدود الاتحاد الأوروبي

أكدت لاجارد أن هذه "الاستفاقة الجماعية" بدت أنها تشمل أيضًا بريطانيا، رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث تشارك في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الأوروبي، وأضافت أنه على مدى العقد الماضي، لم تُبذل جهود كبيرة لتعميق الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي، لكن التطورات الأخيرة قد تكون بمثابة حافز يعيد إحياء تلك الجهود في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية المتزايدة.