الجمعة، 14 مارس 2025

08:31 ص

الموانئ في مرمى الأزمات، تحديات الأمن والمناخ تهدد سلاسل الإمداد العالمية

الخميس، 13 مارس 2025 03:35 م

الموانئ البحرية

الموانئ البحرية

كتب/كريم قنديل

تلعب الموانئ دورًا محوريًا في حركة التجارة العالمية، حيث يمر عبرها أكثر من 80% من إجمالي حجم البضائع المتداولة عالميًا، ورغم تعافي قطاع الشحن البحري بعد جائحة كورونا، تواجه الموانئ تحديات متزايدة بفعل الأزمات الجيوسياسية والتغيرات المناخية. 

الموانئ

فالهجمات في البحر الأحمر تسببت في تراجع حركة الشحن عبر قناة السويس، بينما أدى الجفاف إلى تقليص عبور السفن في قناة بنما، ما أثر سلبًا على سلاسل الإمداد وأدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والتجارة. في ظل هذه التحديات، يصبح تحسين كفاءة الموانئ وإيجاد حلول بديلة أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار التجارة البحرية العالمية.

إن الموانئ ليست مجرد مراكز لتفريغ وتحميل البضائع، بل تُعد عناصر استراتيجية في سلاسل الإمداد العالمية، حيث يتم نقل أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية عبر الطرق البحرية، ويشكل نقل الحاويات نسبة تصل إلى 35% من إجمالي الأحجام التجارية، وما يزيد عن 60% من القيمة الاقتصادية.


تحديات قطاع الموانئ وأثر الأزمات العالمية

رغم أهميته الكبرى، يواجه قطاع الموانئ تحديات عديدة، من أبرزها التأخير في عمليات الشحن، والذي يتسبب في تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع تكاليف النقل والتجارة، ومع تزايد الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، أصبح تحسين كفاءة الموانئ ضرورة ملحة لضمان تدفق السلع بمرونة وسلاسة.

وفي هذا السياق، أطلق البنك الدولي بالتعاون مع مؤسسة "ستاندرد آند بورز" مؤشر أداء موانئ الحاويات، وهو تصنيف عالمي لأداء 405 موانئ استنادًا إلى كفاءتها الزمنية في استقبال السفن ومناولة الحاويات.

الموانئ الأكثر كفاءة عالميًا وفق مؤشر 2023

  1. ميناء يانغشان (الصين).
  2. ميناء صلالة (عمان).
  3. ميناء قرطاجنة (كولومبيا).
  4. ميناء طنجة المتوسط (المغرب).
  5. ميناء تانجونغ بيليباس (ماليزيا).

أداء القطاع البحري.. انتعاش ما بعد الجائحة

في ظل تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، شهد قطاع الشحن البحري نموًا ملحوظًا عام 2021، حيث ارتفع معدل التجارة البحرية بنسبة 3.8% مقارنة بعام 2020، ليصل إجمالي حجم الشحنات المحمولة بحرًا إلى 11 مليار طن، وهو مستوى قريب من معدلات ما قبل الأزمة الصحية.

ويعكس هذا التعافي الدور الحيوي الذي تلعبه الموانئ في سلاسل الإمداد العالمية، حيث تستمر في العمل كحلقة وصل رئيسية بين الاقتصادات المختلفة، سواء من خلال ناقلات البضائع السائبة التي تحمل السلع الأساسية مثل الفحم والصلب، أو من خلال ناقلات الحاويات التي تنقل مختلف أنواع البضائع داخل حاويات موحدة الأحجام.

التجارة البحرية

تحولات في هيكلة التجارة البحرية.. من السلع الأساسية إلى الحاويات

تشير البيانات إلى تحول هيكلي مهم في قطاع الشحن البحري خلال العقود الماضية. ففي عام 1970، كانت أكثر من نصف التجارة البحرية العالمية تعتمد على ناقلات البضائع السائبة، ولكن بحلول عام 2021، أصبح ما يقرب من ثلاثة أرباع الشحنات تتألف من البضائع الجافة، بما في ذلك تلك المشحونة عبر الحاويات، وبلغ إجمالي حجم هذه البضائع حوالي 8 مليارات طن، مما يؤكد زيادة الاعتماد على أنظمة النقل الحديثة وسلاسل الإمداد المعقدة.

اضطرابات في الممرات المائية.. قناة السويس وقناة بنما في مرمى الأزمات

لم تكن الحرب وحدها هى العامل الوحيد الذي ضرب قطاع الموانئ، فقد جاءت الاضطرابات الجيوسياسية والتغيرات المناخية لتضيف المزيد من التحديات، فالهجمات التي استهدفت السفن في البحر الأحمر أدت إلى انخفاض كبير في حركة الشحن عبر قناة السويس، التي تُعد شريانًا حيويًا يمر عبره نحو 15% من التجارة البحرية العالمية.

قناة السويس

وأمام هذه التهديدات الأمنية، قررت العديد من شركات الشحن العالمية تغيير مساراتها بعيدًا عن قناة السويس، والاتجاه نحو رأس الرجاء الصالح، وهو ما تسبب في إضافة 10 أيام أو أكثر إلى أوقات التسليم، مما أضر بالشركات التي تعتمد على المخزون المحدود والتسليم السريع. وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة المارة عبر قناة السويس انخفض بنسبة 50% خلال الشهرين الأولين من عام 2024، بينما ارتفعت حركة الشحن عبر رأس الرجاء الصالح بنسبة 74% مقارنة بالعام الماضي.

على الجانب الآخر، تغيرات المناخ ألقت بظلالها على قناة بنما، حيث أدى الجفاف الشديد إلى انخفاض كبير في عدد السفن التي تعبر القناة يوميًا منذ أكتوبر 2023، ما تسبب في تباطؤ حركة التجارة البحرية عبر أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث تراجعت التجارة عبر القناة بنسبة 32% مقارنة بالعام السابق.

Short Url

search