مركز المعلومات: مشروعات النقل الأخضر تشكل 50% من الاستثمارات العامة الخضراء في مصر
الخميس، 13 مارس 2025 01:46 م

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار
ميرنا البكري
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا جديدًا حول "النقل الأخضر"؛ استعرض من خلاله مفهوم النقل الأخضر وأهميته، مع تسليط الضوء على دوره في قطاع اللوجستيات والجهود المصرية، للتوجه نحو هذا النوع من النقل بشكل مستدام.
وأشار إلى أنه في إطار تزايد المخاوف من الآثار البيئية السلبية الناجمة عن وسائل النقل التقليدية، والتي تعتمد على الوقود الأحفوري؛ فقد ظهر مفهوم النقل الأخضر، والذي يعكس وسائل تَنقُل صديقة للبيئة تُخفض الانبعاثات الكربونية، وتحافظ على الطاقة، وتقلل من البصمة الكربونية لنقل الأشخاص والبضائع.

أهم وسائل النقل الصديقة للبيئة
تشمل هذه الوسائل، المركبات الكهربائية (EVs)، وركوب الدراجات والمشي والخيارات المستدامة الأخرى، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في الانتقال من مكان لآخر.
وبالتركيز على الكفاءة والطاقة المتجددة وتصميم البنية التحتية الذكية، فإن النقل الأخضر أو "التنقل الأخضر"، يعزز الهواء النظيف، ويقلل من الازدحام المروري، ويدعم نمو المناطق الحضرية المستدامة، فمن خلال تبني هذه الحلول الواعية بيئيًّا، يلعب النقل الأخضر دورًا حيويًّا في مكافحة تغير المناخ، وتعزيز المجتمعات الأكثر صحة ومرونة.
وأشار التحليل، إلى الأهمية الكبيرة للنقل الأخضر، والتي ترجع لمساهمته بشكل كبير في معالجة العديد من المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
أهم الدوافع التي جعلت التحول للنقل الأخضر أمرٌ ضروريٌ
الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
يُعد النقل الأخضر ضروريًا لتقليل انبعاثات الكربون، باعتبار أن صناعة النقل، تعد أحد أكبر أسباب انبعاث غازات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم، ويتم ذلك من خلال التحول إلى المركبات ذات الانبعاثات الصفرية، أو المنخفضة (مثل السيارات الكهربائية أو الدراجات)، ومن خلال ذلك، يمكن التكيف مع تغير المناخ، عن طريق تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والملوثات الأخرى.
الحفاظ على الطاقة
يشجع النقل الأخضر، على استخدام السيارات الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، للحد من استخدام الوقود الأحفوري كالغاز والنفط، وهذا يساعد على الحفاظ على موارد الطاقة غير المتجددة، ويقلل الاعتماد على النفط، وهو أمر من شأنه أن يعزز أمن الطاقة.
خفض التكاليف
يمكن أن يؤدي اعتماد طرق النقل الخضراء، مثل النقل العام أو ركوب الدراجات أو استخدام السيارات الكهربائية، إلى انخفاض تكاليف التشغيل والوقود، فعلى سبيل المثال، السيارات الكهربائية، لديها تكاليف صيانة أقل مقارنة بمركبات محرك الاحتراق الداخلي التقليدية، كما يُترجم انخفاض استهلاك الوقود، إلى وفورات اقتصادية للأفراد والحكومات على حدٍ سواءٍ.
النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل
يدعم التحول إلى النقل الأخضر، نمو الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية وأنظمة النقل العام والتخطيط الحضري المستدام، وهذا يعزز الابتكار الاقتصادي، ويمكن أن يخلق فرص عمل جديدة في مجالات مثل نقل الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية.
وسلط التحليل، الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه النقل الأخضر في قطاع اللوجستيات، لا سيما في ظل السياق العالمي الذي تؤدي فيه اللوجستيات دورًا محوريًا في الاقتصاد وفي الحياة اليومية، حيثُ يعد قطاع النقل قطاعًا حيويًا لحركة السلع في جميع أنحاء العالم، ولذلك يصبح اعتماد ممارسات النقل الأخضر عنصرًا محوريًا في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
ويمكن أن يساهم النقل اللوجستي الأخضر، في تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، مثل القضاء على الجوع وتوفير صحة جيدة ومياه نظيفة وطاقة ميسورة التكلفة؛ فهو يخفض تكاليف النقل والخدمات اللوجستية، ويدعم التجارة والوصول إلى الأسواق، ويسهم في النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية دون الإضرار بالبيئة، أو بالموارد الطبيعية.
كما يساهم النقل الأخضر، في مجال الخدمات اللوجستية بشكل كبير في الحد من البصمة الكربونية، فمن خلال تحسين المسارات واستخدام الوقود النظيف وتحسين كفاءة المركبات، يمكن للشركات، تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتي تعد خطوة أساسية في مكافحة تغير المناخ.
كما أوضح التحليل، أن الخدمات اللوجستية الخضراء، تعتمد على عدة ركائز أساسية، ولا تساعد هذه الركائز في تقليل التأثير البيئي للعمليات اللوجستية فحسب، بل تساهم أيضًا في دعم كفاءة الشركات العاملة في هذا القطاع واستدامتها على المدى الطويل.
أهم الركائز التي تساعد في تقليل التأثير البيئي للعمليات اللوجستية
كفاءة الطاقة
1. استخدام الوقود البديل:- عن طريق تطبيق أنواع وقود أكثر نظافة واستدامة، مثل الغاز الطبيعي المسال أو الميثان الحيوي، أو الكهرباء لمركبات النقل.
2. مركبات ومعدات فاعلة:- عن طريق اعتماد مركبات وآلات ذات تقنيات متقدمة، تعمل على تحسين استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات.
الحد من الانبعاثات
1. مراقبة البصمة الكربونية والحد منها:- من خلال تنفيذ أنظمة لمراقبة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بشكل نشط في جميع العمليات اللوجستية.
2. تعويض الكربون:- عن طريق المشاركة في مشروعات تعويض الكربون، لتحييد الانبعاثات التي لا يمكن تجنبها، ولذلك، فإن تبني ممارسات الخدمات اللوجستية الخضراء، يجلب العديد من الفوائد المهمة، ليس فقط للبيئة، بل وأيضًا لقطاع الأعمال والمجتمع والاقتصاد بشكل عام، وتعكس هذه الفوائد القيمة المضافة لدمج الاستدامة في الأنشطة اللوجستية.
الجهود المصرية للتحول نحو النقل الأخضر
وأوضح التحليل، أن مصر تضع أهدافًا طموحة لتطوير صناعة النقل، للمساعدة في التحول إلى النقل الأخضر؛ حيث تشكل مشروعات النقل الأخضر، نحو 50% من الاستثمارات العامة الخضراء، ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي 2025/2024م.
يأتي ذلك في إطار مواصلة تنفيذ الاستثمارات الخاصة، بتوسيع شبكة مترو الأنفاق وتطوير وسائل النقل الكهربائي، وفي الإطار ذاته اتخذت الحكومة المصرية، العديد من الإجراءات للتحول إلى النقل الأخضر، وتم وضع الأساس لعدد من مشروعات النقل الأخضر بما في ذلك المونوريل في هذا السياق، فضلًا عن القطار الكهربائي الخفيف (LRT)، وغيرها من المشروعات.
ويعد مونوريل القاهرة، إحدى وسائل النقل الخضراء المتنوعة، والتي تم تبنيها في مصر بهدف تحسين حركة سكانها وتقليل الانبعاثات وتخفيف الازدحام المروري، حيث يبلغ طول مشروع المونوريل الإجمالي (شرق/غرب النيل)، 100 كم بعدد 35 محطة، وقد تم تصميمه للعمل بسرعة 90 كم/ساعة، بطاقة استيعابية 600 ألف راكب/اليوم، بتركيب 4 عربات بكل قطار، والتي سترتفع مع تركيب 8 عربات، بكل قطار إلى 1.2 مليون راكب/يوم.
كما يعد مشروع القطار الكهربائي الخفيف (LRT)، الذي يربط بين القاهرة والمدن الجديدة كالعاصمة الإدارية الجديدة والشروق والعاشر من رمضان، أحد مشروعات النقل المستدام، والتي تم تبنيها خلال الآونة الأخيرة، لتسهيل حركة نقل الركاب، بوسيلة نقل آمنة غير ملوثة للبيئة باستخدام الطاقة الكهربائية، بما يقلل من استخدام الوقود، بواقع 22 قطارًا وسرعة تشغيلية 120 كم/ساعة، وسيخدم المشروع نحو مليون راكب يوميًّا، كما يتم تنفيذه على ثلاث مراحل، وقد تم افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من القطار الكهربائي الخفيف LRT في الـ3 من يوليو 2022م.
ختامًا، أشار التحليل إلى أن النقل الأخضر، يُعتبر خطوة أساسية للحد من التأثيرات البيئية لقطاع النقل، حيث سيسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، على المستويين المحلي والعالمي، من خلال تقليل الانبعاثات الضارة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة، الأمر الذي من الممكن أن يساعد في تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وتجربة مصر في هذا المجال، تعكس التزامًا واضحًا بتطوير بنية تحتية مستدامة تدعم النقل الأخضر، ما يعزز من دورها في مواجهة التغير المناخي، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
Short Url
تقرير الأمم المتحدة: 867 مليار دولار تدفقات استثمارية للبلدان النامية في 2023
13 مارس 2025 02:09 م
%10 تراجع في الاستثمار الأجنبي المباشر عالميًا في 2023
13 مارس 2025 12:24 م
"الوزراء" يعلن تشكيل مجلس إدارة جديد لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار
13 مارس 2025 12:15 م


أكثر الكلمات انتشاراً