25 مليون زائر يتوافدون على المسجد الحرام في العشر الأوائل من رمضان 2025

الخميس، 13 مارس 2025 11:26 ص

عمرة رمضان 2025

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

شهد المسجد الحرام في مكة المكرمة أرقامًا قياسية لموسم العمرة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان 2025، مما يعكس القدرة التنظيمية العالية والجهود المبذولة لضمان توفير بيئة ملائمة للمصلين والمعتمرين.

هذا الموسم يشهد تزايدًا مستمرًا في عدد الزوار، مع تحسينات كبيرة في الخدمات اللوجستية والبنية التحتية، وفي هذا التحليل، سنستعرض تطور هذه الخدمات والإحصائيات المتعلقة بالمسجد الحرام في رمضان هذا العام، والمقدمة من الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين.

25 مليون مصلٍ وزائر

سجل المسجد الحرام أكثر من 25 مليون مصلٍ وزائر في العشرة الأولى من رمضان 2025، وهو ما يعكس ارتفاعًا كبيرًا في إقبال المسلمين من مختلف أنحاء العالم على أداء عباداتهم في الشهر الفضيل، ومن بين هؤلاء، تجاوز عدد المعتمرين 5.5 مليون مسلم، مما يؤكد تزايد الطلب على أداء مناسك العمرة في هذا الموسم.

يمثل هذا العدد الضخم تحديًا كبيرًا من حيث توفير البنية التحتية والخدمات اللوجستية التي تضمن سلامة وراحة الزوار.

وقد تضافرت جهود المملكة العربية السعودية ووزارة الشؤون الإسلامية والمرافق المختصة لتوفير بيئة مناسبة تستوعب هذه الأعداد الكبيرة، مع الحفاظ على معايير الأمن والسلامة في جميع أنحاء المسجد الحرام.

خدمات المسجد الحرام ما بين التنسيق والتنظيم

تعد الأنظمة اللوجستية والتنسيقية في المسجد الحرام أحد أبرز العوامل التي ساعدت في تيسير هذه الزيادة الضخمة في عدد الزوار.

فقد عملت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين على تنظيم الخدمات بشكل استباقي لتلبية احتياجات المعتمرين والمصلين.

وكان من أبرز هذه الجهود هو توفير أكثر من 120 ألف وحدة إضاءة لضمان أن يكون المسجد الحرام مضاءً طوال العام، بما يوفر بيئة مريحة وآمنة للمصلين.

الخدمات اللوجستية للموظفين والمشرفين

تعمل أكثر من 11,000 موظف وموظفة على تنظيم الساحات والممرات في المسجد الحرام، وتنسيق حركة المصلين والمعتمرين داخل المسجد.

ويشرف 350 مشرفًا سعوديًا على الأعمال الميدانية ويقومون بمتابعة حوالي 4000 عامل يتم تكليفهم بأعمال غسل المسجد الحرام خمس مرات يوميًا، وهو ما يعكس مستوى الاهتمام بالنظافة والتهيئة المستمرة للمكان.

من خلال هذا التنظيم المتكامل، يمكن للمصلين والمعتمرين الانتقال بسهولة بين الساحات، وتوجيههم إلى الأماكن المناسبة لأداء الطواف والصلاة.

وتعمل هذه الآلية بشكل متكامل مع السلالم الكهربائية ووسائل التنقل المختلفة التي تتيح الوصول إلى مختلف أرجاء المسجد.

التبريد والتهوية

من أبرز الجوانب التي تميز المسجد الحرام في مكة المكرمة هو نظام التبريد المتطور الذي يعد من بين الأكبر في العالم.

حيث تقوم محطتان رئيسيتان لتبريد الهواء في المسجد الحرام بتقديم خدمة تبريد عالية الجودة، أما محطة الشامية تبلغ طاقتها الإنتاجية 120,000 طن تبريد، بينما تصل طاقة محطة أجياد إلى 35,000 طن تبريد.

يعمل هذا النظام على ضمان الحفاظ على درجات حرارة تتراوح بين 22 و24 درجة مئوية داخل المسجد، بما يعزز راحة الزوار ويقيهم من حرارة الجو في الخارج.

كما يستخدم المسجد الحرام فلاتر تنقية هواء عالية الكفاءة تعمل على إزالة 95% من الشوائب، مما يضمن جودة هواء مثالية للمصلين والمعتمرين في جميع أرجاء المسجد الحرام.

وضوح الأذان والصلوات

يعد النظام الصوتي في المسجد الحرام من أبرز التكنولوجيات التي تسهم في تعزيز التجربة الروحانية للمصلين، حيث يتم تشغيل نظام صوتي متطور يضمن وصول الأذان والصلوات بوضوح إلى جميع أرجاء المسجد وساحاته..

كما يتكون النظام من 8000 سماعة موزعة في التوسعات الثلاثة للساحات، مما يتيح للمصلين سماع الأذان والخطب والصلوات بوضوح تام، حتى في الأماكن البعيدة عن المحراب.

العربات وحافظات زمزم

فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية الأخرى، قام المسجد الحرام بتوفير أكثر من 20,000 حافظة لماء زمزم، والتي تعتبر من أكثر الاحتياجات أهمية بالنسبة للمعتمرين والمصلين، كما تضمن هذه الحافظات توافر الماء في جميع أنحاء المسجد الحرام لتلبية احتياجات الزوار.

بالإضافة إلى ذلك، تم توفير 400 عربة كهربائية من نوع "الجولف" لتسهيل التنقل داخل المسجد الحرام، ما يعكس اهتمامًا خاصًا بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تم تصميم هذه العربات بطريقة تعكس الهوية البصرية الموحدة للمسجد الحرام.

ختامًا: تعتبر الخدمات المقدمة في المسجد الحرام من أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح موسم العمرة خلال شهر رمضان 2025، حيث تمت مواكبة الزيادة الكبيرة في عدد الزوار من خلال تحسينات مستمرة في البنية التحتية والخدمات اللوجستية.

ومن خلال تطبيق أنظمة متطورة في التبريد، الصوت، والتنقل، بالإضافة إلى كفاءة إدارة الموظفين، نجحت المملكة في تقديم تجربة مميزة للمصلين والمعتمرين.

ويستمر المسجد الحرام في تعزيز مكانته كأحد أكبر وأهم الوجهات الدينية في العالم، مع تقديم بيئة آمنة ومريحة للملايين من الزوار في كل موسم.

Short Url

أخبار متعلقة