الخميس، 06 مارس 2025

06:31 م

«كنز الصحراء الذهبي» التمور السعودية تحقق أرقامًا قياسية في التصدير 2024

الأربعاء، 05 مارس 2025 08:00 م

التمور السعودية

التمور السعودية

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

تعتبر التمور أحد المنتجات الزراعية الاستراتيجية التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد السعودي، حيث يتزايد الطلب على التمور السعودية عالميًا نتيجة لجودتها العالية ووفرتها، ما جعلها واحدة من أبرز المنتجات المصدرة إلى العديد من دول العالم.

وفي هذا السياق، يظهر أداء صادرات التمور السعودية في عام 2024 كأحد المؤشرات الحيوية على تطور قطاع الزراعة في المملكة.

يعرض هذا التحليل أداء صادرات التمور السعودية في العام الماضي، مقارنةً بالواردات، مع تسليط الضوء على أكبر الدول المستوردة والتوجهات المستقبلية لهذا القطاع المهم.

الصادرات السعودية من التمور في عام 2024

بلغت صادرات التمور السعودية في عام 2024 ما قيمته 1.5 مليار ريال سعودي، محققة زيادة طفيفة تبلغ 0.4% مقارنةً بالعام الذي قبله.

هذا النمو الطفيف يعكس الاستقرار النسبي في الطلب العالمي على التمور السعودية، بالرغم من التحديات الاقتصادية واللوجستية التي قد تواجه الصادرات الزراعية.

كما بلغت الكمية الإجمالية للتمور المصدرة حوالي 308 مليون طن، وهو ما يظهر حجم الإنتاج الكبير الذي تمتلكه المملكة في هذا القطاع.

وعلى الرغم من الزيادة البسيطة في القيمة، إلا أن الأرقام تشير إلى أن التمور السعودية لا تزال تحافظ على مكانتها كأحد الصادرات الزراعية الرئيسية.

أكبر الدول المستوردة للتمور السعودية

تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة أكبر الدول المستوردة للتمور السعودية، حيث استحوذت على 31% من إجمالي الصادرات السعودية للتمور، بقيمة بلغت 460 مليون ريال.

يعتبر هذا الرقم مؤشرًا على الطلب الكبير في الأسواق الخليجية على التمور السعودية، خاصة وأن الإمارات تعد أحد الأسواق الكبيرة والفاعلة في التجارة الإقليمية والدولية.

هذا بالإضافة إلى التقارب الثقافي والتجاري بين المملكة والإمارات الذي يعزز حجم التبادل التجاري بين البلدين في هذا القطاع.

تأتي اليمن في المرتبة الثانية بين أكبر الدول المستوردة للتمور السعودية، حيث بلغت حصتها 9% من إجمالي الصادرات، ما يعادل 134 مليون ريال سعودي.

تعتبر اليمن سوقًا مهمًا للتمور السعودية، ويرجع ذلك إلى العلاقات التجارية والثقافية الوثيقة بين البلدين، وفي المرتبة الثالثة، جاء سوق الكويت الذي استورد 84 مليون ريال من التمور السعودية، مما يعكس حجم الطلب في أسواق الخليج الأخرى.

أما المغرب فقد جاءت في المرتبة الرابعة، حيث استوردت تمورًا سعودية بقيمة بلغت 77 مليون ريال، تليها الأردن التي استوردت تمورًا بقيمة 58 مليون ريال.

يمثل هذا التوزيع الجغرافي للأسواق المستوردة للتمور السعودية دليلًا على الانتشار الواسع لهذه المنتجات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

واردات السعودية من التمور

على الرغم من كون السعودية أكبر منتج ومصدر للتمور في العالم، إلا أن المملكة استوردت تمورًا بقيمة 26 مليون ريال سعودي في العام الماضي.

كما تعد هذه الزيادة الكبيرة بنسبة 1010% مقارنةً بعام 2023 مؤشرًا على تزايد الطلب المحلي على أنواع معينة من التمور التي قد لا تتوافر بكميات كافية في الأسواق المحلية أو التي تتميز بأنواع وأصناف لا تتوفر في السعودية.

وكانت الأردن هي أكبر مصدر للتمور المستوردة من قبل السعودية، حيث وصلت قيمة وارداتها من التمور الأردنية إلى 14.5 مليون ريال سعودي، وهو ما يمثل 56% من إجمالي واردات المملكة من التمور.

التمور السعودية في السوق العالمي

شهدت صادرات التمور السعودية قفزة كبيرة على مدار السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت الكميات المصدرة من 579 مليون طن في عام 2016 إلى 308 مليون طن في عام 2024.

ويمثل هذا النمو في الصادرات تقدمًا ملحوظًا في تعزيز مكانة التمور السعودية في الأسواق العالمية، ويعود السبب الرئيس وراء هذه الزيادة إلى الجودة العالية التي تتمتع بها التمور السعودية، فضلًا عن تنوع الأصناف التي تلبي احتياجات أسواق متعددة.

يشير هذا النمو المستمر إلى التقدير الكبير الذي تحظى به التمور السعودية في الأسواق الدولية ويعزز موقف المملكة كمصدر رئيسي للتمور.

السعودية كأكبر منتج للتمور في العالم

تستمر المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بين أكبر الدول المنتجة للتمور في العالم، حيث بلغ إنتاجها في عام 2023 نحو 1.64 مليون طن.

تأتي مصر في المرتبة الأولى بإنتاج يصل إلى 1.87 مليون طن من التمور، وفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).

تشير هذه الأرقام إلى أن السعودية تشكل جزءًا مهمًا من سوق التمور العالمي، حيث تعد المنتج الأول في منطقة الشرق الأوسط، وتعكس هذه الأرقام دور المملكة البارز في صناعة التمور على المستوى العالمي.

دور الهيئة العامة للإحصاء والمركز الوطني للتمور

ساهمت الهيئة العامة للإحصاء في توفير بيانات دقيقة وشاملة حول صادرات وواردات التمور السعودية، مما ساعد في رسم صورة واضحة حول اتجاهات السوق.

كما يواصل المركز الوطني للتمور والنخيل العمل على تطوير القطاع ودعم المزارعين المحليين، وفي ظل وجود أكثر من 123 ألف حيازة زراعية وأكثر من 37 مليون نخلة في المملكة.

يُعتبر قطاع النخيل والتمور أحد القطاعات المهمة في الاقتصاد السعودي، كما يساهم المركز في تحسين جودة الإنتاج ودعم المزارعين في مواجهة التحديات.

تضم السعودية أكثر من 137 مصنعًا متخصصًا في صناعة التمور ومنتجاتها التحويلية، مما يعكس الحجم الكبير لهذا القطاع الاقتصادي الهام.

هذه المصانع تساهم في تنويع الإنتاج وزيادة القيمة المضافة للتمور، مثل إنتاج التمور المجففة والعصائر ومنتجات أخرى. هذه التطورات تؤكد على الدور الكبير الذي تلعبه السعودية في دعم صناعة التمور محليًا وعالميًا.

العوامل المؤثرة في نمو صادرات التمور

هناك عدة عوامل ساهمت في نمو صادرات التمور السعودية بشكل ملحوظ، ومنها ارتفاع الطلب العالمي على المنتجات الغذائية الطبيعية والصحية.

ويعتبر التمر من الأغذية التي تتمتع بقيمة غذائية عالية، مما يجعله محط اهتمام في العديد من الأسواق العالمية، كما إن التمور السعودية تتمتع بسمعة ممتازة في الأسواق العالمية بسبب جودتها العالية وطرق تعبئتها المتميزة.

كذلك، تساهم استراتيجيات التسويق والتصدير التي تعتمدها المملكة في تعزيز مكانتها كأكبر مصدر للتمور، حيث عملت المملكة على فتح أسواق جديدة وزيادة التوعية بفوائد التمور في الدول المستوردة، ما ساهم في تحسين أداء الصادرات.

التوقعات المستقبلية لقطاع التمور السعودي

من المتوقع أن يستمر قطاع التمور السعودي في النمو خلال السنوات القادمة، خاصة مع التوجه نحو تحسين الإنتاج وتوسيع شبكة التصدير.

كما يُتوقع أن تزداد حصة السعودية في السوق العالمي للتمور في المستقبل القريب، خاصة مع استمرار الاستثمار في تحسين الجودة والتعبئة والتغليف.

تسعى المملكة أيضًا إلى تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة صادراتها من التمور عن طريق تطوير تقنيات الزراعة المستدامة ودعم المزارعين المحليين، وهذا بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع دول أخرى لزيادة الطلب على التمور السعودية في الأسواق العالمية.

 

ختامًا: يظل قطاع التمور في السعودية من القطاعات الاستراتيجية التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، وبالنظر إلى الأرقام القياسية التي حققتها صادرات التمور السعودية في عام 2024، فإن المملكة تواصل تحقيق نجاحات ملموسة على مستوى الإنتاج والتصدير.

وبفضل الجودة العالية للتمور السعودية وتنوع أصنافها، تظل المملكة تلعب دورًا محوريًا في أسواق التمور العالمية، كما تتواصل الجهود الحكومية لتحسين هذا القطاع، مما يضمن استدامة نموه وتوسيع حصته في الأسواق العالمية.

Short Url

showcase
showcase
search