منح الامتياز التجاري، طريقك إلى النجاح أو نقطة البداية لأسوأ قرار تجاري؟

الأحد، 20 أبريل 2025 04:58 م

الامتياز التجاري

تحليل/ ميرنا البكري

يُعتبر مفهوم المنح في نظام الامتياز التجاري أداة قوية للانتشار والتوسع للعلامة التجارية، لكنه ليس دائمًا سبب النجاح، فيعتبر منح حقوق الامتياز التجاري لشركاء مستقليين نعمة تعزز من انتشار العلامة التجارية، ولكنه يتحول إلى نقمة في حالة عدم وجود نظام داخلي صارم، فالسؤال الذي يطرح نفسه: نموذج "المنح" أداة جيدة للنمو أم فخًا يضعف المؤسسة على المدى الطويل؟، سنوضح في هذا التحليل الإجابة على هذا السؤال؟، كما نسلط الضوء على مفهوم المنح في نظام الامتياز التجاري (الفرنشايز)، مع ذكر مميزاته ومخاطره، والاستشهاد ببعض الأمثلة الواقعية التي استفادت منه، وأخرى تعرضت لمخاطره.

الحماية الفنية والقانونية في نظام الامتياز - Franchise Business

مفهوم المنح في نظام الامتياز التجاري

يعكس هذا المفهوم الاستثمار بتكاليف مناسبة وعوائد جيدة، ويتمحور هدفها الاساسي حول تخفيض رسوم الامتياز التجاري، فهي توفر دعم مالي وتسهيلات في عملية الدفع، كما تقدم حوافز بناء على الاداء، كما تعطي لمانح الامتياز ميزة الانخراط كشريك استراتيجي مع ممنوح الامتياز.

مميزات المنح في نظام الامتياز التجاري

دفع عجلة الانتشار والتوسع

عندما تحصل العلامة التجارية على رخصة نظام الامتياز التجاري بشروط ميسرة، هذا يسهل على المستثمرين الجدد دخول السوق، وهو ما يدعم انتشار المؤسسة دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة من الشركة الأم.

الإعفاءات من الرسوم

تعتبر العروض المخففة أو العمولات الشهرية من أهم مميزات المنح، فهي دافع قوي لجذب المستثمرين، خاصة في القطاعات التنافسية، بسبب تكاليفها المرتفعة إلى حد ما.

الانتشار في الاسواق الناشئة

يعتبر تخفيف الأعباء المالية على ممنوح الامتياز في الأسواق الناشئة ضرورة استراتيجية، لجذب المستثمر وتحفيزهم على تحمل مخاطر هذه الأسواق.

المخاطر المحتملة للمنح في نظام الامتياز التجاري

1.هبوط قيمة العلامة التجارية، وذلك عندما يتم هذا المنح بشروط ميسرة، مما يؤدي ذلك إلى جذب مستثمرين غير موثوقين وغير مؤهلين، مما يؤثر سلبًا على سمعة العلامة التجارية.

2.تقديم شروط ميسرة، قد يؤدي إلى التهاون في المعايير ، هو ما يؤثر سلبًا على جودة العمل وغدارة منافذ البيع.

3.العروض المخففة التي تقدمها العلامة التجارية قد تقلل من تدفق الإيرادت ويؤثر سلبًا على السيولة النقدية،كما يضعف من عمليات الاستثمار في تطوير العلامة التجارية.

4.في حالة عدم تحمل ممنوح الامتياز عبء مالي كبير فقد لا يكون ملتزم بتحقيق شروط النجاح، مما قد يؤدي إلى إغلاق منافذ البيع.

مثال واقعي على نجاح المنح في نظام الامتياز التجاري

أدركت بعض العلامات التجارية في الصين والهند إن المستثمرين في هذه الأسواق يحتاجوا إلى حوافز جذابة، لذلك خفضت العلامات التجارية الرسوم لجذب المستثمرين الجدد، كما قامت بتقديم امتيازات تسويقية لمساعدتهم على بناء قاعدة عملاء قوية في وقت قصير، بالإضافة إلى ذلك قدمت العلامات التجاية دعمًا تشغيليًا كاملًا؛ لضمان التزام منافذ البيع الجديدة.

مثال واقعي على فشل المنح في نظام الامتياز التجاري

إحدى العلامات التجارية المشهورة المتخصصة في الحلويات، كانت تهدف إلى الانتشار السريع فقامت بتقديم امتيازات بمبالغ زهيدة، لجذب عدد أكبر من المستثمرين، ولكن هذا الامر أدى إلى دخول مستثمرين غير مؤهلين يفتقرون إلى الخبرة في إدارة المنافذ.

ختامًا، يجب على المؤسسات والعلامات التجارية اتباع استراتيجية متوازنة لضمان تحقيق أقصى استفادة من المنح في نظام الامتياز وتجنب مخاطره، ويتم ذلك من خلال التقييم الدقيق لمؤهلات المستثمرين قبل تقديم أي تسهيلات، كما يتعين تحديد شروط واضحة لاستحقاق الحوافز مثل: تحقيق حد أدنى من الإيرادات، وفي نهاية القول نظام الامتياز التجاري ليس نعمة ولا نقمة، بل هو سلاح ذو حدين يعتمد على طريقة استخدامه وتطبيقه، ففي حالة افتقاره إلى التخطيط والتنظيم يتحول إلى نقمة على العلامة التجارية.

Short Url

أخبار متعلقة