من آسيا لأوروبا، تحركات الغاز تكشف مستقبل الطاقة
الأحد، 20 أبريل 2025 03:27 م

الغاز الطبيعي المسال
تحليل/ ميرنا البكري
يمر سوق الغاز الطبيعي بفترة بها تحديات وفرص في نفس الوقت، وهو واضح جدًا من تقرير معهد أكسفورد لدراسات الطاقة وتقارير وكالة الطاقة الدولية، هناك تحولات بين كبار اللاعبين في السوق مثل الصين، وأوروبا، وآسيا، وبالتالي يحرك أسعار السوق، وتؤثر على النمو الاقتصادي، وتكشف لنا أشياء مخفية عن شكل الطاقة في عالمنا اليوم.

صادرات الغاز الطبيعي المسال، النمو البسيط مع دلالات كبيرة
بلغت نسبة الزيادة حوالي 0.9% في صادرات الغاز المسال تعني إن السوق ينمو لكن ببطء، فالزيادة هي 1.33 مليار متر مكعب، تصل الصادرات لـ 148.7 مليار، رغم إن الرقم شكله صغير، لكن وزنه في السوق ضخم جدًا، وأي زيادة معناها توسع في الطلب أو قدرة إنتاجية أعلى.
كما إن الـ21 دولة المصدرة زودت صادراتها بـ 2.24 مليار، أي المنافسة شغالة، والدول تحاول أن تزود حصتها، وفي نفس الوقت، الدول المستوردة قللت من "إعادة التصدير"، وهذا يعني إن هناك استهلاك أكبر داخليًا أو صعوبة في التخزين.
جمهورية الصين الشعبية، من أكبر المستوردين لأكثرهم انسحابًا
الصين قللت وارداتها بنسبة 25%، وهو رقم ضخم جدًا، يهبط الواردات من 27 مليار لـ 20.2 مليار، وقد يكون ذلك بسبب تباطؤ اقتصادي داخلي، أو تحوّل لاستخدام مصادر طاقة أخرى (مثل الفحم أو الطاقة المتجددة)، أو حتى سياسة تقشف في الطاقة، وانسحاب الصين بهذا الشكل يجعل أوروبا تستفيد، وهو مدخل مهم للفترة المقبلة.
أوروبا، اللاعب دخل بقوة في الوقت الصح
أوروبا زودت وارداتها بـ 6 مليار متر مكعب، لأن انخفاض استيراد الصين جعلت الكميات المتاحة أكبر والأسعار أهدى، فالاتحاد الأوروبي استغل الفرصة، لماذا تحتاج أوروبا لهذه الكميات؟ بسبب برد الشتاء، ونقص إنتاج الطاقة المتجددة (الرياح والمياه)، فكان يجب أن تعوض من الغاز، والمعهد قالها بصراحة: “إذا لم تقلل الصين استيرادها، أوروبا كانت ستواجه أسعار نار”، وهو ما يجعلنا نرى إن سوق الغاز كله شبكة مترابطة، أي تحرك في الشرق يؤثر على الغرب فورًا.
توقعات المستقبل، صيف 2025 وسنوات قادمة
أوروبا تنوي أن تزود وارداتها في الربع الثاني لكي تعبىء المخزونات قبل الشتاء، ولكن توجد مشكلة وهي إن المعروض لن يزيد بسهولة، فقد يستمر السوق في ضيق والاسعار تبقى في مستوى مرتفع نسبيًا، أما 2026 و2027، من المتوقع إن السوق سيصبح "أكثر مرونة"، أي المعروض سيبقى أكثر والضغط سينخفض قليلًا.
الصناعة الأوروبية، ضحية الرسوم والشك السياسي
من المفترض إن الصناعة تنتعش في 2025، لكن أمريكا فرضت رسوم جمركية جديدة، كما إن التوترات السياسية زادت، مما يؤثر على الاقتصاد. والنتيجة؟ الطلب الصناعي على الغاز من الممكن أن يقل، وهو يتضح من هبوط أسعار الغاز 57% من فبراير لأبريل، من 58 يورو لـ 33 يورو لكل ميجاواط/ساعة، أي السوق عنده وفرة لكن الطلب لن يجري خلفها، وبالتالي ضغط على الأسعار.

آسيا، المحرك الأساسي للطلب العالمي
تقول الوكالة الدولية إن الطلب العالمي على الغاز في 2024 وصل لأعلى مستوى في التاريخ، وهو بسبب إن آسيا مازالت تتوسع وتستهلك أكثر، كما إن 45% من النمو في الطلب قادم من آسيا والمحيط الهادئ، وهو مؤشر إن هذه المنطقة هي التي تقود السوق في المستقبل، وتقرير الغاز يقول إن السوق يتغير بسرعة، وكل لاعب فيه يؤثر على الآخر، وانسحاب الصين فاد أوروبا، وبالتالي أزمة أوروبا ضغطت على السوق كله، وأسعار الغاز تتحرك مثل مؤشر حرارة الاقتصاد العالمي.
والمستقبل؟ لا يزال به ضباب سياسي واقتصادي، ومن الواضح إن آسيا ذاهبة تجاخ استهلاك أكبر، وأوروبا تستعد لأي صدمة جديدة، أما أمريكا تقفل الباب بالرسوم.
Short Url
منح الامتياز التجاري، طريقك إلى النجاح أو نقطة البداية لأسوأ قرار تجاري؟
20 أبريل 2025 04:58 م
15 مليار جنيه في قلب سيناء، «التجلي الأعظم» يعيد سانت كاترين لخريطة السياحة العالمية
20 أبريل 2025 04:02 م
أدوات تمويل جديدة، خطة مصرية شاملة لكبح جماح الدين العام
20 أبريل 2025 02:53 م


أكثر الكلمات انتشاراً