هل تساءلت يومًا كيف يمكن للعلامات التجارية التأثير على مراحل الحياة المختلفة؟

الأربعاء، 19 فبراير 2025 12:33 م

استراتيجية التسويق

كتب/ عبد الرحمن عيسى

شهدت السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا في طرق التفكير لدى العديد من العلامات التجارية الكبرى التي باتت تركز على تنويع منتجاتها واستراتيجياتها التسويقية لتناسب مراحل الحياة المختلفة للمستهلكين. هذا التحول يتماشى مع التغيرات السريعة في سلوكيات المستهلكين، والتي أصبحت أكثر توجهًا نحو الجودة والقيمة المضافة، وهو ما أشار إليه تقرير "يورومونيتور" حول اتجاهات المستهلكين لعام 2025، حيث يرتبط هذا التحول بشكل كبير بتأثيرات الصحة والرفاهية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أولويات المستهلكين في العديد من الأسواق العالمية.

استراتيجية التنويع عبر مراحل الحياة

إحدى الاستراتيجيات البارزة التي يشير إليها التقرير هي تعيين المنتجات في مراحل الحياة المختلفة للمستهلكين، وهو ما يساعد في تحديد أنسب الاستراتيجيات التسويقية التي يمكن أن تواكب احتياجات كل فئة عمرية، حيث يشير التقرير إلى كيفية إعادة صياغة منتجات الأطفال للبشرة الحساسة لتناسب الكبار، مثل مستحضرات العناية بالبشرة التي كانت موجهة للأطفال وتم تعديلها لتلائم احتياجات البالغين، كما يعكس هذا التوجه فهم العلامات التجارية المتزايد لاحتياجات المستهلكين في مختلف مراحل حياتهم، مما يتيح لهم الاستفادة من فرص جديدة في أسواق مستهدفة مختلفة.

هذه الاستراتيجية تعتبر مربحة للغاية، حيث تساعد في بناء علاقات أعمق مع العملاء من خلال تقديم منتجات تتماشى مع اهتماماتهم الشخصية في كل مرحلة من مراحل حياتهم، كما أنها تمنح العلامات التجارية فرصة للبقاء على صدارة اهتمامات المستهلكين في أسواق تنافسية.

التفاعل مع المستهلكين في عملية الابتكار

تعتبر تجربة المستهلكين أمرًا بالغ الأهمية في تحقيق النجاح في العصر الحديث، حيث أظهر التقرير أن 59% من المهنيين في الشركات يخططون لتحسين محفظة المنتجات أو الخدمات الحالية لتحفيز النمو في السنوات الخمس المقبلة، كما أشار التقرير إلى أن 53% من المهنيين يعتزمون استهداف قطاعات أو مناسبات جديدة للمستهلكين لتعزيز نمو الشركات في المستقبل. هذا التوجه يعكس الحاجة إلى أن تكون العلامات التجارية أكثر مرونة وابتكارًا في تلبية متطلبات السوق.

من خلال إشراك المستهلكين في عملية تطوير المنتجات، تتيح الشركات للمستهلكين فرصة للتفاعل المباشر مع العلامة التجارية، مما يساعد في بناء ثقة متبادلة أعمق للعلامة التجارية، كما يمكن للمستهلكين تقديم التغذية الراجعة على المنتجات، وكذلك اختبارات المنتجات الجديدة، وهو ما يمنحهم شعورًا بالانتماء والاهتمام، مما يعزز من الثقة في العلامة التجارية، حيث يعتقد ما يقرب من نصف المستهلكين أنه يمكنهم التفاعل مع العلامات التجارية للتأثير على ابتكار المنتجات في عام 2024، وهذا يعكس رغبة المستهلكين في أن يكون لهم دور في تشكيل المنتجات التي يستخدمونها، مما يعزز من ولائهم للعلامات التجارية ويحفزهم على المشاركة في تحسين المنتجات والخدمات.

تحسين تجربة العملاء عبر القنوات المتعددة

يشير تقرير "يورومونيتور" أيضًا إلى أن الشركات يجب أن تعزز تجربة العملاء من خلال وجود متعدد القنوات، فوجود العلامة التجارية على منصات متعددة، سواء كانت عبر الإنترنت أو في المتاجر الفعلية، يعد من العوامل التي تساهم بشكل كبير في تعزيز المشاركة والتفاعل مع العملاء، فمع تزايد أهمية التسوق الإلكتروني، أصبح من الضروري للعلامات التجارية توفير تجربة تسوق سلسة وسهلة عبر القنوات الرقمية والتقليدية على حد سواء.

كما أن الحملات التسويقية الفريدة أو الموارد التعليمية التي تكمل العروض الأساسية يمكن أن تسهم في زيادة مشاركة العملاء، فمثلًا، يمكن لعلامة تجارية ما تقدم منتجات صحية أن تقدم محتوى تعليميًا حول التغذية أو العناية بالصحة، مما يزيد من تفاعل العملاء مع العلامة التجارية ويعزز من مكانتها في عقولهم.

استراتيجيات جديدة للنمو المستدام

ترتكز استراتيجيات النمو المستدام في المستقبل على قدرة الشركات على التنويع في منتجاتها واستهداف قطاعات جديدة كما أشار التقرير، فإن تحسين محفظة المنتجات أو الخدمات الحالية لم يعد كافيًا وحده؛ بل يجب أن تكون هناك خطط واضحة لاستهداف مناسبات وقطاعات جديدة، فقد تشمل هذه القطاعات الجديدة الفئات العمرية المختلفة أو الحالات الصحية الخاصة، مثل المنتجات التي تستهدف كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة، كما يتيح ذلك للشركات توسيع نطاق وصولها وزيادة إيراداتها من خلال تلبية احتياجات الأسواق غير المستغلة.

Short Url

أخبار متعلقة