السبت، 22 فبراير 2025

10:58 ص

"يورومونيتور": اقتصاد مضطرب، وتوجهات استهلاكية غير مسبوقة 2025

الثلاثاء، 18 فبراير 2025 01:11 م

المستهلكون - Consumers

المستهلكون - Consumers

كتب/ عبد الرحمن عيسى

أفاد تقرير “يورومونيتور” حول اتجاهات المستهلكين لعام 2025، أن المستهلكين أصبحوا أكثر اتزانًا وحكمةً في عملياتهم الشرائية، حيث أصبحوا يزنون قيمة مشترياتهم مقابل أولوياتهم، سواء من حيث الاحتياجات الحالية أو المطالب المستقبلية، كما أكد التقرير أن التسوق الاستراتيجي قد أصبح جزءًا من عقلية المستهلكين؛ لذا، تحتاج الشركات إلى الاستجابة بحلول موجهة لتلبية احتياجاتهم المتغيرة.

الاضطراب الاقتصادي

أوضح التقرير حالة الاضطراب الاقتصادي المستمر قد غيرت معايير الإنفاق لدى المستهلكين بشكل ملحوظ، وأشار إلى أن التضخم العالمي قد تراجع إلى (4.2%) في عام 2025، ومع ذلك، توقع التقرير بقاء التضخم في الاقتصادات الناشئة عند مستوى ثابت يبلغ (5.5%). رغم هذه الأرقام، بيّن التقرير أن (72%) من المستهلكين في عام 2024 كانوا قلقين بشأن ارتفاع تكلفة العناصر اليومية، مما يعكس تأثرهم المباشر بالتضخم في حياتهم اليومية.


كما أشار التقرير إلى تفضيل المستهلكين لوضع المزيد من الأموال في المدخرات، وقال التقرير إن نحو (48%) من المستهلكين خططوا لتوفير المزيد من المال في عام 2024، مما يعكس توجهًا نحو زيادة الاستقرار المالي الشخصي في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة، لكن رغم هذه المخاوف الاقتصادية، بيّن التقرير (50%) من المستهلكين كانوا على استعداد لإنفاق أموالهم لتوفير الوقت، مما يدل على أن الأولويات تغيرت لدى العديد منهم من الادخار إلى الاستثمار في الوقت.


كشف التقرير معدل الإنفاق في 2024، والذي كان يركز بشكل أكبر على الخبرات وتوفير الوقت، حيث أنفق أكثر من (60%) من المستهلكين على الخبرات التي تعتبر ذات أهمية خاصة لهم، كما أنفق أكثر من (50%) من المستهلكين أموالهم لتوفير أوقاتهم، مما يعكس رغبتهم في التخلص من ضغوط الحياة اليومية، وفي نفس السياق، أشار التقرير إلى تفضيل حوالي (40%) من المستهلكين الإنفاق على الادخار، مما يعكس توجهًا متزايدًا نحو الاستمتاع بالحياة وتحقيق الراحة في الوقت الحالي على حساب الادخار للمستقبل.


أوضح التقرير أيضًا شعور (44%) من المستهلكين بالأمان المالي في عام 2024، وهو ما يعد مؤشرًا على الاستقرار المالي لدى نسبة كبيرة من الجمهور رغم القلق العام من التضخم وارتفاع الأسعار، وبالرغم من كون المستهلكين قد أظهروا استعدادًا للإنفاق على الخبرات وتوفير الوقت، إلا أن القلق من ارتفاع تكاليف الحياة لا يزال يؤثر على سلوكهم الشرائي.


ختامًا: أكد تقرير يورومونيتور على التوجهات الاستهلاكية، والتي تشير إلى تغيرات كبيرة في الأولويات، حيث أصبح المستهلكون يفضلون شراء الخبرات وتوفير الوقت على الإنفاق التقليدي، وأضاف التقرير أن الشركات يجب أن تتكيف مع هذه التوجهات من خلال تقديم منتجات وخدمات تلبي احتياجات المستهلكين وتمنحهم فوائد ملموسة، من أجل البقاء في صدارة اهتماماتهم في ظل التحولات الاقتصادية الحالية.

Short Url

search