رئيس وزراء اليابان في الفلبين، تحالف ثلاثي جديد لكبح نفوذ الصين

وصل رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إلى الفلبين يوم الثلاثاء لتعزيز التحالف في مواجهة تنامي نفوذ الصين في المنطقة.

حيث سيلتقي إيشيبا بالرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس في مانيلا في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء في مستهل زيارته التي تستغرق يومين، وقال مسؤولون إن من المتوقع أن تركز محادثاتهما على الإجراءات العدوانية للصين في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي المتنازع عليهما، وتأكيد التزامهما بتحالف ثلاثي مع الولايات المتحدة، وسلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.

تحالف في مواجهة تنامي نفوذ الصين في المنطقة

ومن المتوقع أن يبدأ المسؤولون اليابانيون والفلبينيون مفاوضات هذا العام بشأن اتفاقيتين دفاعيتين، بما في ذلك اتفاقية لوجستية دفاعية مقترحة تسمح بتوفير الغذاء والوقود وغيرها من الضروريات عندما تزور القوات اليابانية الفلبين لإجراء تدريب مشترك بموجب اتفاقية دفاعية رئيسية وُقعت العام الماضي ومن المتوقع أن يُصادق عليها المجلس التشريعي الياباني.

تتضمن اتفاقية مقترحة أخرى أمن معلومات دفاعية وعسكرية سرية للغاية يمكن للدول تبادلها. ومن المتوقع أيضًا أن تبدأ محادثات هذه الاتفاقية هذا العام، وفقًا لمسؤولين يابانيين وفلبينيين.

وقال إيشيبا في مؤتمر صحفي عُقد في طوكيو خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل الشروع في رحلة إلى فيتنام والفلبين: "في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، قامت الصين بمحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة"، وأضاف: "أعتزم تعزيز تعاوننا الأمني ​​بشكل أكبر".

وجهت اتهامات لسفن خفر السواحل والبحرية الصينية، إلى جانب سفن يُشتبه بأنها ميليشيات، بصدم وعرقلة سفن فلبينية وفيتنامية بشكل منفصل واستخدام مدافع مائية قوية ضدها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه في السنوات الأخيرة.

تطالب الصين بالسيادة على كامل الممر المائي تقريبًا، حيث عززت وجود خفر السواحل والبحرية، وأنشأت قواعد في جزر اصطناعية لتعزيز مطالبها، كما شاركت ماليزيا وبروناي وتايوان في المواجهات الإقليمية المستمرة منذ فترة طويلة.

في بحر الصين الشرقي، دأبت الصين على إرسال سفن وطائرات خفر السواحل إلى المياه والمجال الجوي المحيط بالجزر التي تطالب بها كل من طوكيو وبكين لمضايقة السفن اليابانية. وقد دفع ذلك اليابان في بعض الأحيان إلى إرسال طائراتها ردًا على ذلك.

وقد حذرت الولايات المتحدة الصين مرارًا وتكرارًا من تصعيد أعمالها العدوانية في المياه المتنازع عليها ضد اليابان والفلبين، وهما من أقوى حلفاء واشنطن في آسيا بموجب معاهدات.

ومع ذلك، أثارت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على اليابان والفلبين، من بين دول أخرى حول العالم، معضلةً محرجةً بين الحليفين الأمنيين المقربين.

وقال إيشيبا، الذي كان من المقرر أن يلتقي بمسؤولين تنفيذيين من شركات يابانية في الفلبين للاستماع إلى مخاوفهم: "لقد وجهت إجراءات الرسوم الجمركية الأمريكية ضربةً قويةً لاقتصادي كل من فيتنام والفلبين. بالإضافة إلى ذلك، كانت لها آثارٌ كبيرةٌ على الشركات اليابانية التي تتوسع في هذه الدول".

وقال إيشيبا قبل رحلته: "ستكون هذه التعليقات في صالحنا ونحن نرسم سياسات اليابان ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب". بعد زيارة نصب تذكاري للحرب اليابانية في مقاطعة لاجونا، جنوب مانيلا، يوم الأربعاء، من المقرر أن يصعد الزعيم الياباني على متن سفينة الدوريات "ماجبانوا"، إحدى أكبر سفينتي دورية بنتها اليابان لخفر السواحل الفلبيني.

شاركت ماجبانوا في مواجهات عدائية متزايدة مع خفر السواحل الصيني في بحر الصين الجنوبي، وتعرضت لأضرار في مواجهة متوترة العام الماضي في جزر سابينا المتنازع عليها. وتبادل البلدان الاتهامات آنذاك بالتحريض على المواجهة في أعالي البحار.

زودت اليابان الفلبين بعشرات سفن الدوريات في السنوات الأخيرة، وتستخدمها بشكل رئيسي للدفاع عن مصالحها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي. وتخطط اليابان لبناء خمس سفن دورية أخرى على الأقل للفلبين. كما زودت الجيش الفلبيني بأجهزة رادار ومعدات دفاعية أخرى.