"في زمن الأزمات" هل تسحب العملات المشفرة البساط من تحت الذهب؟
الأحد، 27 أبريل 2025 07:57 م

العملات المشفرة والذهب
تحليل/ كريم قنديل
في مشهدٍ اقتصاديٍ يزداد اضطرابًا، وبينما الأسواق المالية تترنح تحت ضربات المناوشات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لمع نجم جديد في سماء التحوط المالي، والعملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، والتي قفزت بقوة، متحدية كل القواعد التقليدية.

ترامب يتراجع والذهب لا يحلق وحده
وبعد موجة من التصعيد الجمركي العنيف الذي قاده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الصين، بلغت الرسوم المفروضة على بعض السلع، مستويات تاريخية وصلت إلى 245%، وهذه المعركة أدت إلى خسائرَ فادحة قدرت بنحو 5 تريليونات دولار، ودفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة وسط حالة غير مسبوقة من عدم اليقين.
ومع تراجع السندات الأميركية وتقلبات الدولار، عاد الذهب إلى الواجهة، بصفته الملاذ التقليدي للمستثمرين، لكن المفاجأة الكبرى كانت في أداء البيتكوين، والتي تفوقت على مكاسب الذهب والأسهم، ليطرح سؤالًا جوهريًا نفسه، هل تفقد الأصول التقليدية بريقها أمام العملات الرقمية؟
العملات المشفرة ملاذٌ جديدٌ في زمن التشكيك؟
ويشير الأداء الأخير للبيتكوين، إلى تحولٍ جذريٍ في سلوك المستثمرين، فمع تآكل الثقة بالنظام المالي العالمي وارتفاع مستويات الدين، بدا أن الكثيرين باتوا يرون في العملات المشفرة، خيارًا أكثر مرونة واستقلالية.
إن التعريفات الجمركية والهزات الاقتصادية الأخيرة، تزيد من الإقبال على الأصول الرقمية، ليس فقط كوسيلة للتحوط، بل كخيارٍ لتقليل الاعتماد على العملات التقليدية، وفي مقدمتها الدولار الأميركي.

البيتكوين والذهب، معركة الملاذات الآمنة
والذهب طالما كان رمزًا للاستقرار في أوقات الأزمات، لكنه اليوم يواجه منافسًا شرسًا، فبينما لا تزال البنوك المركزية تعتمد الذهب كاحتياطي رئيسي، تكتسب العملات المشفرة زخمًا متزايدًا، خصوصًا مع تبني دولٍ مثل السلفادور للبيتكوين كعملة قانونية، وبدأ بعض الصناديق الاستثمارية الكبرى، بإدراجه في محافظها.
ورغم هذه الديناميكية المتغيرة، لا يزال الذهب صاحب المرجعية الأساسية للاحتياطات، بفضل تاريخه واستقراره النسبي، لكنه لا ينفي أن الزمن، قد يحمل مفاجآت إذا استمر تبني العملات المشفرة في التسارع، خاصة مع تطور أدوات الحماية التكنولوجية، ضد القرصنة والاحتيال.
الإمارات نموذج عالمي في تشريع الأصول الرقمية
ووسط هذا الحراك العالمي، تبرز الإمارات العربية المتحدة، كنموذجٍ رائدٍ في تنظيم قطاع الأصول المشفرة، فقد نجحت الدولة في خلق بيئة قانونية متطورة، تضمن حماية المستثمرين، وتدعم الابتكار التكنولوجي، ما جعلها مركزًا إقليميًا وعالميًا لجذب الاستثمارات الرقمية.

إلى أين تتجه البَوصلة الاستثمارية؟
في ظل استمرار حالة عدم اليقين العالمي، يتوقع كثير من الخبراء، أن يستمر المستثمرون في تنويع محافظهم، مع تخصيص جزءٍ أكبر منها للعملات المشفرة، فالبيتكوين رغم تقلباتها، تقدم فرصة فريدة للهروب من مركزية الدولار وهيمنة الأسواق التقليدية.
ومع ذلك، تظل المخاطر قائمة، سواءً بسبب التحديات التكنولوجية، أو الإطار التشريعي الدولي غير الموحد، لكن الشيء الأكيد، أن المشهد المالي العالمي يتغير بوتيرة متسارعة، ولا يبدو أن الذهب سيظل الملاذ الوحيد، كما كان لعقود طويلة.
ويبدو أن معركة المستقبل بين الذهب والبيتكوين قد بدأت فعليًا، لكن من سينتصر؟ وحده الزمن سيكشف ذلك.
Short Url
كأس العالم 2034م، السعودية تكتب مستقبل الابتكار الرياضي والتقني
27 أبريل 2025 08:07 م
منصة «جولد إيرا» تطلق مفهوم الادخار الذهبي الدوري لجميع الفئات
27 أبريل 2025 09:29 ص
من الجيل الخامس إلى العاشر، كيف تسرع الصين خطواتها نحو الهيمنة التكنولوجية العالمية؟
26 أبريل 2025 05:19 م


أكثر الكلمات انتشاراً