الخميس، 06 مارس 2025

03:15 م

كيف حوّل ملياردير في هونج كونج الضغوط الأمريكية على بنما لصفقة بـ19 مليار دولار؟

الخميس، 06 مارس 2025 10:32 ص

 الملياردير لي كا-شينغ

الملياردير لي كا-شينغ

ندى ذهنـى

في واحدة من أجرأ صفقاته الاستثمارية، تمكن الملياردير لي كا-شينغ، البالغ من العمر 96 عامًا، من تحويل الضغوط الأمريكية بشأن ميناءين تديرهما شركته في قناة بنما إلى فرصة استثمارية ضخمة ، فقد أعلنت شركته "سي كيه هوتشيسون هولدينغز" (CK Hutchison Holdings) عن خطة للتخارج من الجزء الأكبر من أعمالها في الموانئ العالمية، وبيعها لتحالف استثماري تقوده "بلاك روك" (BlackRock) مقابل 19 مليار دولار ، وفقا لما نشرته الشرق بلومبرج.

دولة بنما

 

من صفقة صغيرة إلى عملية بيع ضخمة

ما بدأ كضغوط على عمليتين في بنما، تطور إلى صفقة تشمل 43 ميناءً في 23 دولة، مع احتفاظ الشركة بمنشآتها في هونج كونج والبر الرئيسي الصيني فقط ، وأثارت هذه الصفقة دهشة المستثمرين والمستشارين المقربين من الشركة، لكنها مثلت خطوة ذكية للاستفادة من الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الصفقة

رأت "سي كيه هوتشيسون" أن تصاعد الحواجز التجارية والتوترات الجيوسياسية جعل من أعمال الموانئ استثمارًا أقل استقرارًا ، ووفقًا لمطلعين على الصفقة، فقد كان هذا هو الوقت المناسب لجني الأرباح، وهو ما أكده المحللون الذين أشادوا بالسعر المرتفع الذي حصلت عليه الشركة، وكما ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 25%، ما أضاف حوالي 5 مليارات دولار إلى قيمتها السوقية.

ووفقًا لغاري نغ، كبير الاقتصاديين في "ناتكسيس" (Natixis SA)، فإن هذه الصفقة تمثل "مثالًا ممتازًا على كيفية تحويل المخاطر الجيوسياسية إلى فرص استثمارية"، فالشركة استغلت الوضع العالمي لبيع أصولها بسعر متميز، مما منحها سيولة مالية كبيرة.

توسع عالمي رغم الاضطرابات

لم تكن هذه الصفقة مجرد رد فعل على التوترات السياسية، بل تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد اتبعها لي كا-شينغ منذ الثمانينيات، حيث نجح في توسيع إمبراطوريته خارج الصين، وتعد أوروبا الآن المصدر الرئيسي لنصف إيرادات المجموعة، بينما لا يمثل البر الرئيسي الصيني وهونج كونج سوى 12% فقط.

ساعد هذا التوسع الشركة في تجاوز تحديات مثل اضطرابات هونج كونج السياسية عام 2019 والتباطؤ الاقتصادي في الصين، مما يجعلها أقل تأثرًا بالمناخ الاقتصادي الآسيوي المتقلب.

شركة "ثايمز ووتر"

 

مستقبل الشركة بعد الصفقة

بعد نجاح عملية البيع، أصبح لدى الشركة سيولة مالية ضخمة يمكن استخدامها في استثمارات أكثر استقرارًا ، ويبدو أن "سي كيه هوتشيسون" تتجه نحو التوسع في المملكة المتحدة، حيث قدمت عروضًا للاستحواذ على شركات مثل "ثايمز ووتر" (Thames Water) و"فيريدور" (Viridor)، بقيمة إجمالية قد تصل إلى 14 مليار دولار.

عززت الصفقة ثروة لي كا-شينغ، حيث أضاف 1.3 مليار دولار إلى ثروته، التي بلغت الآن 30.6 مليار دولار، وفقًا لمؤشر "بلومبرج للمليارديرات"، وكما يتوقع بعض المحللين أن تقوم "سي كيه هوتشيسون" بتوزيع جزء من الأرباح على المساهمين، مما قد يزيد من جاذبية أسهمها في السوق.

قطاع الموانىْ        

 

بيع الموانئ في التوقيت المناسب

رغم أن قطاع الموانئ كان جزءًا أساسيًا من أعمال "سي كيه هوتشيسون"، إلا أن مساهمته في الأرباح تراجعت، إذ شكل 9% فقط من إيرادات الشركة و15% من أرباحها في النصف الأول من عام 2024 ، ومع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بدا بيع هذه الأصول خيارًا استراتيجيًا ذكيًا.

وصف ديفيد بلينرهاست، المحلل في "كويديتي أدفايزرز" (Quiddity Advisors)، الصفقة بأنها "رائعة، سواء من الناحية النقدية أو الجيوسياسية"، مشيرًا إلى أن لي كا-شينغ أثبت مجددًا براعته في إدارة الأزمات وتحويلها إلى فرص استثمارية مربحة.

Short Url

showcase
showcase
search