جنازة بابا الفاتيكان، العالم يودع الزعيم الروحي بساحة القديس بطرس

السبت، 26 أبريل 2025 10:54 ص

جنازة البابا فرنسيس

شهيرة أحمد

شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان صباح اليوم السبت، حضور ملوك ورؤساء دول وحشود ضخمة للمشاركة في جنازة بابا فرنسيس، في قداس مهيب لتوديع بابا الفاتيكان

وسيكون من بين الحاضرين قادة من أكثر من 150 دولة، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كانت علاقته بالبابا متوترة بسبب خلافات حادة حول قضايا الهجرة، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.

توفي البابا الأرجنتيني يوم الاثنين الماضي عن عمر ناهز 88 عامًا بعد إصابته بجلطة دماغية، مما أدخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي يتبعها 1.4 مليار شخص حول العالم، في فترة حداد وانتقال دقيقة حافظت على الطقوس العريقة.

خلال الأيام الثلاثة الماضية، تدفق أكثر من 250 ألف شخص إلى كاتدرائية القديس بطرس العريقة لإلقاء النظرة الأخيرة على البابا، حيث وُضع جثمانه في نعش مفتوح بداخل الكاتدرائية.

وفي مشهد مهيب، سيتم اليوم حمل نعش البابا عبر الأبواب الكبرى لساحة القديس بطرس، لتنطلق جنازة بابا فرنسيس الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي (الثامنة بتوقيت جرينتش).

وقد تم تجهيز الساحة الواسعة لاستقبال الشخصيات الأجنبية رفيعة المستوى من جانب، بينما سيجلس الكرادلة بالمقابل في صفوف منظمة.

أبرز القادة الحاضرين لجنازة بابا الفاتيكان

رؤساء دول الأرجنتين وفرنسا والجابون وألمانيا وإيطاليا والفلبين وبولندا وأوكرانيا، إلى جانب رئيسي وزراء بريطانيا ونيوزيلندا، بالإضافة إلى عدد كبير من أفراد العائلات المالكة الأوروبية.

وأوضح الفاتيكان أن حوالي 250 ألف مشيع سيحتشدون لمتابعة مراسم جنازة بابا فرنسيس التي يقودها الكردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري، البالغ من العمر 91 عامًا.

توافد آلاف المشيعين إلى الفاتيكان منذ الساعات الأولى للصباح، وبعضهم قضى ليلته بالقرب من الساحة لضمان موقع متميز خلال الجنازة، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء رويترز.

وقالت الإسبانية ماريا فييرو: "انتظرنا طوال الليل... وداع البابا فرنسيس لحظة لا تُنسى"، فيما أضافت الراهبة الفرنسيسكانية جيمس ماري: "سهرت الليل كله لأودع قديسًا متواضعًا وإنسانًا عظيمًا".

إرث بابا فرنسيس

خلال 12 عامًا من قيادته للكنيسة، أعاد البابا فرنسيس صياغة دور الكنيسة الكاثوليكية، موجهًا رسائل قوية لدعم الفقراء والمهاجرين، كما كان مدافعًا شرسًا عن قضايا المناخ. وقد جاء في السجل الرسمي لبابويته: "ترك البابا فرنسيس شهادة ناصعة للإنسانية والقداسة والأبوة العالمية".

رغم جهوده لإضفاء الشفافية والانفتاح، إلا أنه واجه معارضة قوية من التيارات التقليدية داخل الكنيسة، ولم تجد دعواته لإنهاء الصراعات والانقسامات الاجتماعية والاقتصادية الاستجابة الكاملة التي كان يأملها.

جنازة بابا الفاتيكان تتميز بالبساطة

وفاءً لأسلوبه المتواضع، أعاد البابا الراحل صياغة تقاليد الدفن البابوي، حيث ستُقام جنازة بابا فرنسيس بشكل مبسط ومختصر، مقارنة بجنازات سابقيه.

فبينما استغرقت جنازة البابا يوحنا بولس الثاني 3 ساعات عام 2005، من المتوقع أن تستغرق جنازة اليوم 90 دقيقة فقط.

كما تخلى البابا عن تقليد وضع جسده في 3 توابيت متداخلة من السرو والرصاص والبلوط، مفضلًا تابوتًا واحدًا من الخشب المبطن بالزنك، وقد أُغلق التابوت بإحكام خلال الليلة الماضية.

وفي خروج آخر عن الأعراف، سيُدفن البابا فرنسيس خارج أسوار الفاتيكان، وتحديدًا في كنيسة القديسة مريم الكبرى في روما، وهي المرة الأولى منذ أكثر من قرن، وسيحمل قبره البسيط نقشًا وحيدًا: "فرنسيسكوس".

موكب جنازة البابا سيجوب شوارع روما، مانحًا الكاثوليك فرصة الوداع الأخير للبابا الذي غيّر الكثير داخل الكنيسة.

ترتيبات أمنية مشددة

بالتزامن مع جنازة بابا فرنسيس، أعلنت السلطات الإيطالية حالة التأهب القصوى، مع إغلاق المجال الجوي فوق روما، ونشر قوات إضافية، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي، وتسيير زوارق دورية في نهر التيبر، في واحدة من أضخم العمليات الأمنية التي شهدتها البلاد منذ جنازة يوحنا بولس الثاني.

من يخلف البابا فرنسيس؟

بعد انتهاء مراسم الدفن، سيتجه الاهتمام إلى اختيار خليفة للبابا فرنسيس. ومن المتوقع أن يبدأ الاجتماع السري للكرادلة (الكونكلاف) بعد السادس من مايو، حيث سيسبق ذلك سلسلة من الاجتماعات التمهيدية لتقييم أوضاع الكنيسة، التي تواجه تحديات مالية وانقسامات فكرية عميقة.

Short Url

أخبار متعلقة