من الخوارزميات إلى الحوكمة، «دبي» تعلن الذكاء الاصطناعي شريك في اتخاذ القرار
الأربعاء، 23 أبريل 2025 03:19 م

الذكاء الاصطناعي في دبي
كتب/ كريم قنديل
في خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا اقتصادية وتكنولوجية بعيدة المدى، كشفت هيئة دبي الرقمية بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل عن أول تقرير من نوعه يرصد حالة الذكاء الاصطناعي في دبي، ويأتي هذا الإصدار خلال فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025، ليؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح أداة سيادية في رسم معالم اقتصاد المستقبل.

أكثر من 100 استخدام واقعي، خارطة رقمية لحكومة المستقبل
ما يميز هذا التقرير ليس فقط كونه الأول، بل ما يحتويه من زخم واقعي لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف مفاصل القطاع الحكومي، أكثر من 100 حالة استخدام تشمل قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، والنقل، والتخطيط الحضري، والمالية، والأمن السيبراني.
هذا التنوع لا يعكس فقط نطاق التبني، بل يكشف عن إرادة سياسية واضحة لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى شريك دائم في اتخاذ القرار الحكومي.
مساهمة اقتصادية ضخمة، 235 مليار درهم بحلول 2030
من أبرز ما كشف عنه التقرير أن الذكاء الاصطناعي مرشّح لأن يُسهم بما يصل إلى 235 مليار درهم إماراتي (64 مليار دولار) في اقتصاد دبي بحلول عام 2030، أي ما يعادل 14% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
هذا الرقم يضع دبي في مصاف العواصم التي تدرك بعمق القيمة الاقتصادية للتكنولوجيا، ليس كمجرد أداة خدمية، بل كركيزة لنمو اقتصادي قائم على المعرفة والابتكار.
تعتمد هذه التقديرات على نماذج اقتصادية محلية تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك زيادة الإنتاجية، وتقليل الهدر، وتحسين كفاءة الخدمات العامة، وتحفيز الاستثمارات في التكنولوجيا.

D33، خارطة طريق نحو اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة
تتسق هذه الأرقام مع رؤية دبي الاقتصادية D33، وهي أجندة استراتيجية ترمي إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة خلال العقد المقبل من خلال تنويع مصادر الدخل والتركيز على القطاعات المستقبلية، ويشكّل الذكاء الاصطناعي أحد الأعمدة الأساسية لهذه الأجندة، حيث يتم النظر إليه كأداة استراتيجية لتعزيز تنافسية دبي عالميًا.
حوكمة الذكاء الاصطناعي، الشفافية قبل الخوارزميات
ولأن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يحمل تحديات أخلاقية وتشغيلية، فقد أعلنت دبي عن إطلاق سياسة الذكاء الاصطناعي الحكومية، التي تهدف إلى ضمان الاستخدام المسؤول والآمن لهذه التقنيات.
السياسة تركّز على مبادئ الشفافية، والعدالة، والحوكمة المتكيفة مع المستقبل، وهي خطوة ضرورية لبناء الثقة العامة، وضمان استدامة التحول الرقمي دون المساس بالخصوصية أو العدالة الاجتماعية.

نظرة حتى 2035، خدمات حكومية تنبؤية وتوأم رقمي للتنقل
لا يكتفي التقرير باستعراض الوضع الحالي، بل يمتد بنظرته إلى عام 2035، حيث يضع مجموعة من الأهداف الطموحة، تكمن في تقديم خدمات حكومية تنبؤية تعتمد على التحليل الاستباقي للبيانات، من خلال تعزيز استخدام التوأم الرقمي في أنظمة التنقل الحضري لإدارة المرور وتخطيط المدن، عن طريق دمج الذكاء الاصطناعي في الحوكمة المالية ومكافحة الاحتيال، وتقديم تجربة متعاملين بلا جهد، ترتقي بمستوى جودة الحياة.
دبي، مختبر عالمي للابتكار المستدام
من خلال هذا التقرير، تؤكد دبي أنها لا تستورد المستقبل، بل تصنعه، فالإمارة التي تحوّلت إلى مركز عالمي للأعمال، تضيف اليوم إلى سجلها بعدًا جديدًا كمختبر عالمي للابتكار الحكومي المستدام، حيث تتكامل التقنية مع الاستراتيجية، وتتحول السياسات إلى أدوات تنفيذية لتغيير الواقع.
إن ما يحدث في دبي اليوم هو نموذج لمدن المستقبل، مدن ذكية واقتصادات ذكية، يديرها ذكاء اصطناعي يوازن بين الكفاءة والعدالة، بين البيانات والرؤية، وبين الطموح والتنفيذ.
Short Url
الدولار المريض يربك العالم، البنوك المركزية نحو دواء لأزمة الثقة
23 أبريل 2025 08:34 م
وداعًا للسيارات، أول دولة تتخذ القرار الأكثر جرأة في العالم (تفاصيل)
23 أبريل 2025 06:29 م


أكثر الكلمات انتشاراً