الخميس، 24 أبريل 2025

12:33 ص

إيلون ماسك بين تسلا وواشنطن، عندما يصطدم الابتكار بالسياسة

الأربعاء، 23 أبريل 2025 06:53 م

إيلون ماسك

إيلون ماسك

كتب/ كريم قنديل

إيلون ماسك لا يغيب عن عناوين الأخبار، لكن هذه المرة العناوين لم تكن انتصارًا تقنيًا جديدًا، بل تراجعًا اقتصاديًا مدوّيًا لتسلا، الشركة التي لطالما كانت مرادفًا للنمو الصاروخي والابتكار الجريء. 

إيلون ماسك

وبينما تغلي الأسواق بالأرقام المخيبة، تتجه الأنظار إلى السبب، وهو انشغال ماسك بمشروع سياسي جديد في واشنطن، وأطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت اسم DOGE وزارة كفاءة الحكومة.

فهل ينجح أغنى رجل في العالم في اللعب على أكثر من حبل؟ أم أن مغازلته للسياسة قد تكون الكلفة الأثقل في مسيرته المهنية؟

البيروقراطية الأمريكية تحت مجهر ماسك

منذ اللحظة التي أعلن فيها ترامب عن مشروع DOGE ضمن حملته الرئاسية لعام 2024، والذي هدفت لإعادة هيكلة الإدارة الفيدرالية باستخدام التكنولوجيا، بدا أن اسم إيلون ماسك سيكون جزءًا أساسيًا من الخطة.

وبالفعل، تولّى ماسك دور القائد الشبه رسمي للمشروع، ساعيًا لتطبيق فلسفته في تسريع الأداء، تقليص الهدر، وتفكيك الروتين الحكومي عبر الذكاء الاصطناعي والأتمتة.

لكن هذا الدور لم يأتِ بلا ثمن، الثمن كان تسلا.

تسلا 

تسلا تحت الضغط، أرقام تعكس غياب القبطان

في الربع الأول من 2025، فجّرت تسلا مفاجأة ثقيلة في أسواق المال:

  • انخفاض في الأرباح بنسبة 71% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
  • تراجع في مبيعات السيارات بنسبة 13%.
  • انخفاض في الإيرادات الإجمالية بنسبة 9%، وهو الأسوأ منذ سنوات.

هذه الأرقام لم تكن مجرد تقلبات دورية، بل كشفت عن أزمة قيادة داخل الشركة، فالقرارات التي كانت تُحسم سريعًا أصبحت مؤجلة، والابتكار الذي ميّز تسلا بدأ يفقد وتيرته.

المستثمرون طرحوا السؤال الصعب، من يدير تسلا فعليًا، إذا كان إيلون في واشنطن؟

ثقة السوق تهتز، كيف استقبل المستثمرون غياب ماسك؟

أسهم تسلا عانت من انخفاضات متتالية في الأشهر الأخيرة، ليس فقط بسبب الأرقام، بل بفعل غياب ماسك الذهني والجسدي عن إدارة الشركة. في عالم المال، الثقة هي العملة الأهم، ومع تزايد ظهور ماسك في سياقات سياسية أكثر من تقنية، بدأت تلك الثقة بالتآكل.

شركة تفوق قيمتها 600 مليار دولار لا يمكن إدارتها بـالريموت كنترول، بحسب ما صرح به أحد كبار المحللين في وول ستريت.

ماسك

ماسك يراجع حساباته، "سأعود لتسلا"

الشهر الماضي، وتحت ضغط متزايد من المستثمرين ومجالس الإدارة، أعلن ماسك أنه سيُقلّص التزامه بمشروع DOGE إلى يومين في الأسبوع فقط، ليتفرغ لبقية الأسبوع لإدارة تسلا وسبيس إكس ومشروعه الطموح الجديد xAI.

رد السوق كان فوريًا، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 5% في تعاملات ما قبل السوق، ما يعكس رغبة واضحة لدى المستثمرين في عودة ماسك إلى قمرة القيادة.

الهجوم المعاكس: RoboTaxi والسيارة الشعبية

ماسك لم يكتفِ بالتصريحات التصالحية، بل كشف عن خطط هجومية تهدف إلى إعادة تسلا إلى دائرة الضوء الإيجابي:

  • إطلاق خدمة RoboTaxi في أوستن، تكساس، خلال صيف 2025، ما قد يُحدث نقلة نوعية في النقل الحضري الذكي.
  • طرح سيارة كهربائية منخفضة التكلفة في مطلع 2026، تستهدف أسواقًا جديدة ومتوسطة الدخل، وهو ما قد يفتح أمام تسلا أسواقًا غير تقليدية مثل الهند، وأمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا.

هاتان الخطوتان تعكسان استراتيجية إعادة تموضع، تؤكد أن تسلا لا تزال في سباق الابتكار، لكنها بحاجة إلى قبطانها في موقع القيادة، لا في دهاليز السياسة.

ماسك وDOGE

ما بين الابتكار والحكم، معضلة رجل أعمال على عتبة السياسة

قصة ماسك وDOGE ليست فقط فصلاً جديدًا في سيرته الذاتية المثيرة، بل أيضًا تجربة حية لمعركة التوازن بين الطموحات العامة والمصالح الخاصة، هل يستطيع أحد أن يجمع بين كفاءة الحكومة وريادة الأعمال دون أن يخسر أحد الجانبين؟

في حالة ماسك، كانت الإجابة حتى الآن، لا. 

غيابه عن تسلا كلّفها أرباحًا، وثقة، وربما زخمًا استثماريًا يصعب استعادته بسرعة، لكن السوق منحه فرصة جديدة، وماسك يعرف تمامًا كيف يستثمر الفرص.

Short Url

showcase
showcase
search