الخميس، 24 أبريل 2025

05:45 ص

بعد أزمة التسمم، «بلبن» تعود للسوق السعودي بأرباح يومية تتجاوز 156 ألف ريال

الإثنين، 21 أبريل 2025 10:03 م

ب لبن

ب لبن

كتب/ كريم قنديل

عادت شركة بلبن المصرية إلى الساحة السعودية، بقوة يوم الأحد الموافق 20 أبريل 2025، بعد أزمة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي إثر حالات التسمم الغذائي التي نُسبت إلى منتجاتها الفترة الماضية، والتي دفعت السلطات إلى إغلاق فروع الشركة كافة داخل المملكة. 

إعادة افتتاح بلبن في السعودية

وقد شكلت إعادة الافتتاح، التي شملت 26 فرعًا دفعة واحدة، لحظة حاسمة في مسار الشركة، ليس فقط من الناحية التشغيلية، بل من حيث اختبار مدى قدرتها على استعادة ثقة المستهلك السعودي وسط سوق تتسم بالحساسية العالية تجاه قضايا الجودة والسلامة الغذائية.

في اليوم الأول من العودة، بدا واضحًا أن بلبن نجحت جزئيًا في استثارة فضول المستهلكين، فقد اصطف العشرات أمام بعض فروعها منذ ساعات الصباح، وتدفقت التغطيات على تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل سناب شات وتيك توك، حيث شارك الزبائن تجربتهم بتفاعل لافت. 

الإيرادات بجميع فروع بلبن بالسعودية 

هذا الزخم، وإن كان متوقعًا في مثل هذه الظروف، ترجم إلى مبيعات مرتفعة نسبيًا، حيث تشير التقديرات إلى أن متوسط الإيراد لكل فرع بلغ نحو 8 ألاف ريال سعودي، بإجمالي تجاوز 208 ألف ريال سعودي لجميع الفروع، في أول أربع وعشرين ساعة فقط، إلا أن هذا الأداء القوي لم يصمد طويلًا.

فمع حلول اليوم التالي، بدأ تأثير الإشاعات والقلق العام في الظهور، فقد شهدت المبيعات تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض متوسط الدخل اليومي للفرع إلى نحو 6 ألف ريال سعودي، بإجمالي لم يتجاوز 156 ألف ريال سعودي لكافة الفروع.

وقد عكس هذا الانخفاض جزئيًا حالة الحذر التي سادت بين شرائح واسعة من المستهلكين الذين فضلوا الانتظار أو الامتناع عن زيارة الفروع حتى تتضح الصورة بشكل أكبر، خاصة في ظل غياب أي بيان رسمي حاسم من الجهات الرقابية الصحية السعودية يبدد الشكوك حول سلامة منتجات الشركة.

بلبن في السوق السعودي

من الناحية الاقتصادية، فإن عودة بلبن إلى السوق السعودي تأتي في وقت حرج، إذ يمثل هذا السوق أحد أكثر الأسواق الإقليمية جذبًا في قطاع المشروبات والحلويات الجاهزة، ويتميز بارتفاع متوسط إنفاق الفرد، لا سيما في المدن الكبرى كـالرياض وجدة. 

ومع ذلك، فإن الثقة في العلامات التجارية لا تُكتسب بسهولة، بل تُبنى عبر تجارب متراكمة وسمعة مستقرة، وهو ما يجعل التحدي أمام بلبن أكبر من مجرد فتح الأبواب أو إطلاق العروض الترويجية.

ثقة المستهلكين في محل شك

ففي حال استمرت حالة القلق بين المستهلكين، يُتوقع أن تشهد مبيعات الفروع مزيدًا من التراجع خلال الأيام المقبلة، لتستقر ربما عند مستويات تتراوح بين 5 إلى 6 ألف ريال يوميًا للفرع الواحد، ما يعني أن إجمالي مبيعات الفروع قد ينخفض إلى نحو 130 ألف ريال سعودي في اليوم.

إن شركة بلبن، التي تمكنت خلال السنوات الماضية من ترسيخ حضور قوي لها داخل السوق المصري، تجد نفسها اليوم أمام اختبار جديد في بيئة مختلفة تمامًا. 

ففي السعودية، لا يكفي أن تمتلك اسمًا معروفًا أو منتجًا لذيذًا، بل لا بد من امتلاك آليات واضحة لإدارة الأزمات، وسرعة استجابة موثوقة للمخاوف الجماهيرية، خاصة حين يتعلق الأمر بالصحة العامة. 

Short Url

showcase
showcase
search