نتفليكس تغير قواعد اللعبة، البحث بالمزاج وليس بالأسم
الإثنين، 21 أبريل 2025 02:58 م

شركة نتفليكس
تحليل/ ميرنا البكري
قررت شركة نتفليكس أن تدخل مرحلة جديدة من التطور، وبدلًا ما تعتمد على توصيات مبنية على التي شاهدته من قبل، دخلت في شراكة مع OpenAI لكي تطور محرك بحث “ذكي” يشبه صديقك، كما يقترح الذي يناسب مزاجك، كل هذا باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والـ NLP، والموضوع ليس مجرد رفاهية تقنية، بل له تأثير اقتصادي كبير على السوق، والمنافسين، والمستخدمين.

1. الذكاء الاصطناعي لا يزيّن المنصة، بل يقلب اللعبة
تستخدم نتفليكس الذكاء الاصطناعي من زمان، لكن الجديد إنها تجعل المُشاهد "يتكلم" مع المنصة بلغته العادية، مثلًا يقول: "أنا أشعر بملل وأبحث عن فيلم يشعرني بالسعادة".
الذكاء الاصطناعي يحلل طلبه ويرشحله اقتراح مناسب، وهو معناه إن تجربة المشاهدة أصبحت شخصية جدًا، مما يجعل المستخدمين يتمسكوا بالمنصة أكثر، ويقلل احتمالات إلغاء الاشتراك.
2. هذه الميزة تفتح باب المنافسة على أوسع أبوابه
إذا نجحت هذه التجربة، الشركات الأخرى مثل "ديزني بلس" و"HBO Max" و"أمازون برايم" ستكون مضطرة تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بقوة، مما يشعل المنافسة في سوق البث المشتعل، وهذا يعكس استثمارات ضخمة في التكنولوجيا، وتغيير في طريقة تطوير المحتوى وتقديمه.
3. قيمة اقتصادية للمستخدم والشركة
هذه الميزة تزود قيمة الاشتراك بشكل غير مباشر، أي عندما يجد المستخدم نفسه يرى محتوى جيد من أول لحظة، دون أن يبحث كثير، هذا يجعل الاشتراك يستحق أمواله أكثر، وبالتالي يقل معدل الإلغاء (churn rate)، مما يرفع الإيرادات على المدى الطويل، وهو ما ظهر في أرقام الإيرادات فعليًا، التي زادت بنسبة 12.5% ووصلت لـ10.54 مليار دولار في أول ربع من 2025.
4. الذكاء الاصطناعي ليس مجانين بل تكاليف واستثمار
نتفليكس تحتاج إلى الاستثمار أكثر في البنية التحتية القوية لكي تفعل هذه الميزة بكفاءة، خاصة في حالة توسع التجربة لدول أخرى وأنظمة تشغيل مختلفة، هذا يشير إلى إن التكلفة ستزيد في الأول، بس من المتوقع إن العائد سيكون كبير على المدى البعيد من خلال زيادة عدد المستخدمين وتقليل مغادرتهم للمنصة.

5. تأثير على صناعة المحتوى والمبدعين
رغم إن نتفليكس تقول إن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الكتُاب والممثلين، لكن الواقع يقول إن هناك تغيير يحدث. إذا أصبحت الآلة تفهم المشاعر والمزاج، وقد يؤثر ذلك على شكل المحتوى الذي يُكتب ويُقدم، وقد يسبب ذلك حساسية وسط العاملين في المجال الفني، خصوصًا في هوليوود الخارجة من إضرابات بسبب الذكاء الاصطناعي.
الاستنتاجات
1.الذكاء الاصطناعي أصبح عنصر رئيسي في المنافسة بين منصات البث، وليس مجرد أداة مساعدة.
2.نتفليكس تستخدمه لزيادة ولاء المستخدمين وتحسين تجربة المشاهدة.
3.الاستثمارات في التكنولوجيا ستزيد، لكن العائد على المدى الطويل مضمون طالما التجربة جذابة وفعّالة.
4.هناك تغييرات قادمة في شكل الصناعة، من إنتاج المحتوى لطريقة ترويج الأعمال.
ختامًا، نتفليكس ليس مجرد منصة تعرض أفلام ومسلسلات، بل تشكّل شكل المستقبل في علاقتنا بالمحتوى. ومحرك البحث الذكي ليس مجرد تحديث، بل باب جديد لثورة في تجربة المشاهدة، والمنافسة، والاستثمار. ومن لا يواكب الذكاء الاصطناعي، سيشاهد من بعيد وهو يتراجع.
Short Url
أزمة أسعار أم سياسة؟، كيف يعبّر ترامب برجر عن أزمة أمريكا الاقتصادية؟
24 أبريل 2025 04:09 م
ترامب والتعريفات، سياسة بلا بوصلة وفن صفقات محفوف بالمخاطر
24 أبريل 2025 03:23 م
غسّالة الصحون التي هزّت الاشتراكية، تحوّل الاستهلاك إلى سلاح أميركي في الحرب الباردة
24 أبريل 2025 11:57 ص


أكثر الكلمات انتشاراً