الذهب يُعيد رسم خريطة الاستثمار الآمن، المعدن النفيس في صدارة المشهد العالمي

السبت، 19 أبريل 2025 06:03 م

أسعار الذهب عالميًا

شهيرة أحمد

يواصل الذهب تحقيق مستويات قياسية، وسط انسحاب متسارع لرؤوس الأموال من الأصول التقليدية مثل الأسهم وسندات الخزانة الأمريكية، مما يعيد رسم خريطة الاستثمار الآمن في 2025.

الذهب يتربع على عرش الأصول الآمنة

خلال الأشهر القليلة الماضية، فرض الذهب نفسه كخيار أول للمستثمرين القلقين من تقلبات الأسواق، متفوقًا على كل من الأسهم وسندات الخزانة الامريكية، التي تراجعت جاذبيتها بشكل ملحوظ.

ويبدو أن المعدن الأصفر يتداول كما لو أن الاقتصاد العالمي في حالة ركود عميق، ما جعله يحصد مكاسب استثنائية، ويتفرد بدور "الملاذ الآمن" بلا منازع.

تشير البيانات إلى صعود مذهل للذهب، حيث حقق خلال العقدين الماضيين ارتفاعًا بنحو 620%، متجاوزًا مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" التي بلغت 580%.

وخلال الأشهر التسعة الماضية فقط، قفز سعر الذهب بأكثر من ألف دولار للأوقية، ما يعكس قوة الزخم الاستثماري تجاه المعدن، ووفقًا لما ذكرته رويترز.

تراجع دور السندات.. وصعود الذهب التاريخي

ومنذ مارس 2020، ارتفع الذهب بنسبة 114%، بينما سجلت صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بسندات الخزانة الأمريكية انخفاضًا بنحو 45%.

ويعد هذا التغير الحاد أحد أهم التحولات في تاريخ أسواق الذهب، ويعكس فقدان الثقة التدريجي في قدرة السندات الأمريكية على توفير الأمان والعائد المستقر.

التضخم والديون الأمريكية السبب الأبرز لتفوق الذهب

يرجع هذا التحول في التفضيل الاستثماري نحو الذهب إلى ارتفاع معدلات التضخم، وزيادة الإنفاق الحكومي، وتضخم العجز الأمريكي.

وبلغت نفقات الفائدة على الدين الوطني الأميركي نحو 1.2 تريليون دولار في آخر 12 شهرًا فقط، ما اضطر الولايات المتحدة إلى إصدار كميات ضخمة من سندات الخزانة، تجاوزت 23 تريليون دولار في عام 2023 وحده، ما ساهم في تراجع أسعارها وعزوف المستثمرين عنها.

الحرب التجارية تعمق الأزمة

ساهمت الحرب التجارية بين أمريكا والصين في رفع مستوى القلق الاقتصادي، إذ ارتفع مؤشر عدم اليقين في السياسات الاقتصادية إلى أكثر من 3 أضعاف مستوياته خلال حرب ترامب التجارية في 2019، ما عزز التوجه نحو الذهب باعتباره الخيار الآمن في ظل اضطراب السياسات العالمية.

تدفّقات قياسية نحو صناديق الذهب

منذ بداية 2025، سجلت صناديق الذهب صافي تدفقات بلغت 80 مليار دولار، وهو رقم قياسي يتجاوز بأكثر من الضعف أعلى مستوى مسجل سابقًا في عام 2020.

وسجلت البنوك المركزية العالمية مشتريات ضخمة من الذهب بلغت 3176 طنًا خلال السنوات الثلاث الماضية، منها 24 طنًا في فبراير 2025 فقط.

أين تتجه أسعار الذهب في ظل التوترات العالمية؟

مع استمرار التراجع في سوق الأسهم الأمريكية، يتوقع الخبراء أن يصل سعر أوقية الذهب إلى مستوى 3500 دولار خلال الفترة المقبلة.

وتشير المؤشرات إلى أن هذا السيناريو أصبح واقعيًا، إذا ما استمرت الأزمات الجيوسياسية والمالية في الضغط على الأسواق، وسط تنامي التوجه نحو الذهب كملاذ آمن في عالم مليء بعدم اليقين.

Short Url

أخبار متعلقة