السبت، 19 أبريل 2025

06:21 م

النفط الأمريكي على الحافة، أسعار تتراجع وسياسات ضاغطة

السبت، 19 أبريل 2025 11:31 ص

النفط الخام الأمريكي

النفط الخام الأمريكي

تحليل/ ميرنا البكري

سجلت صادرات النفط الخام الأمريكي رقم قياسي جديد في 2024، كما تخطت 4.1 مليون برميل يوميًا كمعدل سنوي، والنمو نفسه بدأ في التراجع، أمريكا صدرت بكمية كبيرة كالعادة، لكن معدل الزيادة كان 1% فقط، مقارنة بـ14% في 2023 و21% في 2022، يُعتبر حجم الصادرات قوي ولكن المعدل يوضح إن هناك تغيرات عديدة.

معلومات الطاقة

ترامب يقلب الترابيزة، سياسة تجارية قد تعرقل التصدير

ترامب ينوي الدخول بقوة بسياسات حمائية،  بهدف جعل الاقتصاد الأمريكي يعتمد على نفسه أكثر ويقلل التبادل التجاري مع الصين والدول المنافسة، كما إن إعلان حالة طوارئ في مجال الطاقة وفرض تعريفات جمركية جديدة ضغط على سوق النفط العالمي وعلى صادرات أمريكا خاصة، الدول التي كانت تشتري من أمريكا مثل الصين، قد تقلل وارداتها كرد فعل أو بسبب توتر العلاقات التجارية

سوق آسيا ليس ضعيف، روسيا وإيران وفنزويلا يزاحموا

يُعد من أبرز الأسباب التي تجعل النمو في الصادرات يتراجع، هو إن أمريكا تواجه منافسة شديدة في السوق الآسيوي، الذي يعتبر سوق مهم جدًا، والنفط الروسي والإيراني والفنزويلي أصبح متاح بأسعار أقل أو بشروط سياسية معينة، وهو ما يجعل البضاعة الأمريكية شكلها أعلى في السعر وغير مغرية.

سعر البترول يتباطأ، مشكلة لمنتجي النفط الأمريكيين

سجل خام غرب تكساس لأقل من 60 دولارًا للبرميل، وهذا رقم غير مريح لشركات الحفر الأمريكية، خصوصًا في مجال النفط الصخري، ووفقًا لـ استطلاع من بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، تحتاج الشركات سعر يقرب من 70 دولار لكي تستطيع مواصلة العمل وتكون مربحة، أي كل ما السعر يهبط، الشركات تقلل الحفر، وتقلل الإنتاج، وتبدأ تضغط على التصدير أيضًا.

أسعار النفط تستقر الثلاثاء.. خام برنت يصل إلى 64.77 دولار - جريدة المال

تكاليف التمويل تخنق المنتجين الصغار

ليس فقط الأسعار التي تضغط، بل تكاليف التمويل زادت أيضًا، بسبب توسع الفجوة الائتمانية لشركات الحفر، وهذا معناه إن الشركات الصغيرة غير قادرة على الاستثمار أو توسيع عملياتها بسهولة، قد نواجه قريبًا اندماجات أو خروج شركات من السوق، مما يؤثر على كميات التصدير.

ترامب يتبنى فكرة "النفط الأمريكي للأمريكان"؟

تعكس كل المؤشرات إن السياسات الجديدة تجعل التركيز أكثر على الاستهلاك المحلي بدلًا ما يكون في اندفاع وراء التصدير، يعني بدلًا من إن أمريكا تصبح لاعب تصدير كبير، قد نجدها تركز على توفير طاقتها للسوق الداخلي، خاصةإذا زادت التوترات والأسواق العالمية أصبحت غير مضمونة.

توقعات، إنتاج عالي الآن، لكن المستقبل مقلق

تقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن الإنتاج سيواصل في الارتفاع ويصل لـ 14 مليون برميل يوميًا في السنين القادمة، لكن في نهاية العقد، يبدأ المعدل في الهبوط تدريجيًا ليصل لـ 11.3 مليون برميل يوميًا عام 2050، يعني الإنتاج سيظل ثابت شوية، وبعد كده يبدأ في الهبوط، خصوصًا إذا قلت الاستثمارات أو السياسات ظلت خانقة للسوق.

ختامًا، صادرات النفط الأمريكي في مفترق طرق، والإنتاج مرتفع، لكن معدل النمو يتراجع، وبما إن الإنتاج مرتفع فالأسعار منخفضة والتمويل غالي، منافسين كثير في السوق، ترامب يحاول أن يحصن الاقتصاد المحلي، وكل هذا يجعل صادرات النفط الأمريكية في موقف حساس للغاية، والتوقع الأقرب هو: إمّا التصدير يركد، أو يواجه العالم  تحول استراتيجي تجاه السوق الداخلي.

Short Url

search