«بوينج» تسقط في مرمى نيران الرسوم الجمركية والصين تضرب قلب الصناعة الأمريكية

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 02:42 م

الصراع بين الصين وأمريكا

تحليل/ ميرنا البكري

يتصاعد الصراع ما بين أمريكا والصين، وحرب الجمارك التي بدأها ترامب دخلت مرحلة جديدة اليوم، والصين قررت أن ترد وبقوة، ولكن في هذه المرة ضربت في القلب الصناعي لأمريكا، "شركة بوينج" لكن كيف ولماذا؟، سنوضح في هذا التحليل القصة ببساطة.

الصين قالت لشركات الطيران الخاصة بها: " لا هناك طائرة بوينج جديدة تدخل البلد"، هذا ردًا على الولايات المتحدة بعد ما فرضت جمارك ضخمة وصلت لـ145% على البضاعة الصينية، وهذا يعني، أن أي شركة طيران صينية كان من المفترض إنها تستلم طائرات من بوينج، ستوقف ذلك فورًا، كما إنهم قالوا: "لا يوجد قطع غيار ولا معدات أمريكية تدخل البلاد"، وبالتالي يرفع تكلفة صيانة الطائرات الصينية بشكل كبير، لكن الصين مستعدة تساعد هذه الشركات وتتحمل الخسائر، لكي تضرب أمريكا في نقطة ضعفها.

بوينج تبيع كميات ضخمة للصين، والشركات الصينية الكبيرة مثل "إير تشاينا" و"تشاينا إيسترن" كانوا يخططوا لشراء حوالي 180 طائرة من بوينج حتى 2027. إذا نفذت الصين هذا الكلام بالفعل، بوينج ستخسر مليارات، مما يؤثر على السوق الأمريكي؛ لأن بوينج تعتبر واحدة من أعمدة الصناعة الأمريكية.

وهذه ليس أول مرة الصين تضرب ترامب، الأسبوع الماضي رفعوا الجمارك على البضاعة الأمريكية لـ125%، أي هناك صراع مستمر، وفي كل يوم يمر، تزداد الخسائر على الطرفين، تؤكد هذه التحركات إن الصين لم تقف مكتوفة الأيدي، بل ترد بذكاء وتخطيط، وتستخدم كل ورقة ضغط ممكنة لكي توقف غطرسة ترامب التجارية.

بوينغ» تستهلك مزيداً من النقد وتخفض إنتاج «طائرات 737» وسط أزمة متفاقمة — **شركة بوينج الأمريكية**

توقعات مستقبلية

1. بوينج تدخل أزمة حقيقية

مع توقف الصين عن استلام الطائرات وقطع الغيار، بوينج على أعتاب خسارة أهم زبون لها، مما يجعل أرباحها تنهار، والأسهم الخاصة بها تقع في البورصة، وقد نرى الفترة القادمة تسريحات عمال أو تقليل إنتاج في مصانعها.

2. الشركات الصينية تتجه للمنافسين

مثل "إيرباص" الأوروبية أو حتى تبدأ في تطوير صناعتها المحلية للطيران بشكل أسرع، وهو ما يهدد بوينج على المدى البعيد جدًا.

3. التصعيد التجاري يكمل

ترامب ليس من نوع الذي يرجع في كلامه بسهولة، ومن المتوقع أن يرد على الصين بإجراءات جديدة، وينتج عن ذلك دخول العالم في دوامة تجارية عنيفة، يكون ضحاياها ليس الشركات فقط، بل المواطنين أيضًا في البلدين، بسبب ارتفاع الأسعار وقلة المعروض.

4. الدول الآخرى تستغل الفرص

الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والهند قد يدخلوا مكان أمريكا في السوق الصيني، سواء في مجال الطيران أو سلع أخرى، وهذا يعني إن أمريكا قد تخسر أكثر مما كسبت من الحرب الجمركية.

5. مفاوضات في الأفق

إذا زاد الضغط الاقتصادي على الطرفين، من المحتمل أن يعودو لطاولة المفاوضات قبل خروج الأمور عن السيطرة، لكن متى سنواجه هذا؟ كل يوم يمر يزود التوتر والمخاطر.

ختامًا، الأحداث الآن ليس مجرد نزاع اقتصادي، بل معركة كسر عظام بين أكبر قوتين في العالم، و"بوينج" مجرد بداية. ومع استمرار التصعيد، من يدفع الثمن الحقيقي هم الشركات والمستهلكين في البلدين. وما بدءه ترامب بجمارك، ترده الصين بأجنحة طائرات مكسورة، والمشهد لن ينتهي.

Short Url

أخبار متعلقة