الأربعاء، 16 أبريل 2025

08:26 ص

من جيوب الشعب إلى جيب ترامب، عملية نقل ثروة في أكبر مخطط مالي في التاريخ

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 01:23 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

الرئيس "دونالد ترامب" ليس حاكم دولة فحسب بل مضارب ذكي، والأحداث مؤخرًا في أمريكا ليس مجرد قرار اقتصادي، بل تعتبر عملية نصب مالية متكاملة الأركان، تم تنفيذها تحت أضواء الكاميرات، وبطلها هو  دونالد ترامب نفسه.

بمعنى آخر، ترامب فرض رسوم جمركية ضخمة على الصين، مما فزع السوق، والبورصة تراجعت بشكل مفاجىء، مما أدى إلى انتشار حالة من القلق والخوف الأمر الذي دفع الناس إلى بيع أسهمها بخسارة. وفي ظل هذا الانهيار، بدأ ترامب يلمح على منصته “تروث سوشال” إن الوقت مناسب للغاية للشراء.

والغريب إنه لمح تحديدًا لشراء أسهم شركته الشخصية (DJT)، وبعدها بساعات قليلة، أعلن تأجيل الرسوم 90 يوم، والأسواق طارت لفوق، وأسهمه ارتفعت، وثروته زادت مئات الملايين في أقل من يوم.

أهم 7 أنواع من الأسواق المالية التي عليك معرفتها
الأسواق المالية

أمريكا VS ترامب، من يحمي السوق من رئيسه؟

وقع ترامب السوق وقام بالشراء، ثم طير السوق مرة أخرى بإعلانه تأجيل الرسوم، وكسب هو و"الدائرة المقربة" منه مليارات على حساب المواطن العادي الذي باع بخسارة، هذا ما يُطلق عليه المضاربين بالظبط في البورصة: Pump and Dump، وهي تُعني: قيام مجموعة ما بالترويج لسهم أو سوق معين، وهو ما يجعل الناس تتحمس وتقبل على الشراء (هذا اسمه الـ "Pump" – يعني نفخ السوق)، وعندما يرتفع السعر بسبب هوجة الطلب، الناس الذي بدأت اللعبة تبيع كل الأسهم المملوكة (هو الـ "Dump" – يعني التخلي عن السهم والكسب من وراءه)، وأخيرًا السوق ينهار، والناس التي دخلت متأخر تخسر كل شيء.

بعد أسوأ تراجع في البورصة الأمريكية.. ترامب: الأمور جيدة

من الوعود الوردية، للجيوب الفارغة

وهي تعني رفع وهبط ومكسب على حساب غيرك، لكن في هذه الحالة ليس مضارب صغير، بل رئيس دولة يستخدم منصبه لكي يتحكم في السوق ويحقق مكاسب شخصية.

المشكلة ليس في المكسب فقط، بل هو تضارب مصالح واضح، واستغلال منصب رسمي لتحقيق أرباح خاصة، ومن المفترض أن يتم الحساب عليه بالسجن، ولكنه ترامب الذي يمتلك نفوذ وقوة وتأثير، الموضوع  انتهى، والمواطن العادي الذي وثق في الدولة والرئيس  هو الذي خسر.

الخطة كانت جاهزة، والسوق هو الضحية

التقارير توضح إن تأجيل الرسوم كان متجهز له من أسبوع ماضي، كما إن حجم تداول الخيارات (الـCall Options) على أسهم معينة زاد بشكل غير طبيعي قبل القرار. وكأن هناك من يعرف بهذا الأمر ويجهز نفسه.

ويعتبر صدور فيديو من داخل البيت الأبيض، يضحك فيه ترامب مع رجال من دائرته ويقول: “اليوم ربحتوا 2.5 مليار و900 مليون”، هذا يعكس أن سياسات ترامب ليست عشوائية، بل هذا مخطط مُعد مسبقًا للنصب العلني.

العالم يواجه انهيار ثقة في النظام بأكمله، الرئيس بدلًا من أن يوجه جهوده لبناء الاقتصاد، يسخر جهوده كوسيلة مضاربة، وبدلًا ما يطمئن السوق، بقى هو نفسه السبب في ضرب السوق لكي يربح.

ختامًا،  تعتبر قرارات ترامب هي أخطر عملية نقل ثروة في العصر الحديث، من جيوب الشعب لجيوب الأغنياء.
ترامب خضّ السوق، الناس اتجهت للبيع، هو قام بالشراء، ثم طير السوق، وربح بمفرده، والكارثة؟  إن هذا المخطط بعلم الإدارة، وبتواطؤ واضح، وبسكوت رسمي، السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أمريكا مازالت دولة قانون؟
أم دولة يحكمها مؤشر DJT؟

Short Url

showcase
showcase
search