السعوديون يتحولون إلى الشاشة، اقتصادٌ رقميٌ يُعيد رسم يوميات المواطن

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 10:00 ص

التحول الرقمي السعودي

تحليل/ كريم قنديل

يشهد المشهد الرقمي في المملكة العربية السعودية، تحوّلًا لافتًا في سلوك المستهلكين، حيث باتت الخدمات الإلكترونية، تتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية، من سلال التسوق إلى مقاعد الطائرات ومقاعد سيارات الأجرة، وكشفت بيانات عام 2024م، قفزات نوعية في الاعتماد على الخدمات الرقمية، مدفوعة بثقة المستهلكين، وتوسع البنية التحتية الرقمية، وازدياد الراحة والسهولة في عمليات الحجز والشراء.

التسوق الغذائي عبر الإنترنت، من عادة استثنائية إلى نمط حياة

أكثر من 9.39 مليون شخص في السعودية، لجأوا إلى المنصات الرقمية لشراء احتياجاتهم الغذائية خلال عام 2024م، بزيادة سنوية لافتةً بلغت 14.2%، أي أكثر من 1.17 مليون مستخدم جديد مقارنة بالعام السابق، بحسب بيانات Statista وMeltwater.

والقيمة السنوية للسوق، بلغت 1.55 مليار دولار أمريكي، ما يعكس قفزة بنسبة 29% بزيادة قدرها 347 مليون دولار، في تأكيد واضح على أن الإنفاق لا يزداد فقط عدديًا، بل نوعيًا كذلك، أما متوسط الإنفاق السنوي لكل مستخدم فبلغ 165 دولار، ما يشير إلى تحول حقيقي في العادات الاستهلاكية.

السفر والسياحة الرقمية .. إنفاق سخي وشغف بالتجوال

الإنفاق الرقمي على خدمات السفر والسياحة، وصل إلى أرقام ضخمة في 2024م، إذ تجاوز حاجز 8.3 مليارات دولار على تذاكر الطيران وحدها، بزيادة سنوية نسبتها 7.4%، أي ما يعادل 575 مليون دولار إضافية.

الطيران يتصدر المشهد الرقمي للسفر

ولاتزال حجوزات الطيران عبر الإنترنت، تمثل العمود الفقري للإنفاق الرقمي في قطاع السفر السعودي، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 8.3 مليارات دولار في عام 2024م، بنمو سنوي ملحوظٍ قدره 7.4%، أي ما يعادل 575 مليون دولار إضافي مقارنة بالعام السابق.

هذه القفزة، تعكس تزايد الطلب على السفر الجوي الدولي والداخلي، وتزايد الثقة في أدوات الحجز الرقمية كوسيلة مفضّلة لتنظيم الرحلات.

القطارات والباصات تواكب التحول .. وتأجير السيارات خيار متصاعد

ورغم أن الأرقام المطلقة ما زالت أقل من الطيران، فإن خدمات النقل الأرضي، تشهد نموًا مستقرًا في الطلب الرقمي، فقد سجلت حجوزات القطارات إلكترونيًا 71.1 مليون دولار بنمو 3.1%، بينما بلغ إنفاق المسافرين على الباصات بعيدة المدى 175 مليون دولار، بنموٍ قويٍ نسبته 5.0%.

أما تأجير السيارات، فحقق 630 مليون دولار بزيادة 3.4%، ليؤكد مكانته كخيار مرن للمسافرين الذين يفضلون التنقل بحرية داخل المدن أو خلال الرحلات البرية، وهذا التوجه يدل على نضوج منظومة السفر الإلكتروني، وتنوع خيارات التنقل أمام المسافر السعودي.

بقية القطاعات السياحية لم تكن أقل نشاطًا حيث سجلت الآتي:

الفنادق: 2.02 مليار دولار (+3.4%).
العطلات الشاملة (Package Holidays): 578 مليون دولار (+6.7%).
الإيجارات السياحية (Vacation Rentals): 534 مليون دولار (+5.4%).
رحلات الكروز: سجلت نموًا بنسبة 5.9%، رغم أنها لا تزال فئة محدودة، بقيمة 9.1 مليون دولار فقط.

وهذه الأرقام، تُظهر بأن السعوديين لا يسافرون فقط أكثر، بل يقومون بتخطيط رحلاتهم بشكل متزايد عبر الإنترنت، مع بحث عن الراحة، والتنوع، والأسعار المنافسة.

النقل التشاركي، نمو متواصل وخدمة يومية

منصة النقل التشاركي، شهدت أيضًا توسعًا مهمًا، حيث بلغ عدد المستخدمين 12.6 مليون شخص، أي بزيادة قدرها 4.3% (نحو 520 ألف مستخدم جديد)، والقيمة الإجمالية للحجوزات، بلغت 910 ملايين دولار، بنمو 4.6%، في حين بلغ متوسط ما ينفقه المستخدم الواحد سنويًا 72.44 دولار.

وتدل هذه الأرقام، على استقرار القطاع، وتحوله إلى خيارٍ يوميٍ يعتمد عليه المواطن والمقيم على حدٍ سواء، ليس فقط كبديل للتنقل الشخصي، بل كجزء من الثقافة الحضرية المتسارعة.

المواطن السعودي يثق بالشاشة

وسواءً تعلق الأمر بشراء الخضار، أو حجز مقعد على طائرة، أو طلب سيارة عبر تطبيق، فإن السلوك الاستهلاكي الرقمي في السعودية، يتجه نحو مزيد من الاعتمادية والنضج، والقاسم المشترك في جميع هذه القطاعات، هو الثقة المتزايدة في المنصات الإلكترونية، والانفتاح على الابتكار، والذي جعل من عام 2024م، نقطة تحول لاقتصاد رقمي أكثر تكاملًا وتأثيرًا في حياة السعوديين.

Short Url

أخبار متعلقة