الثلاثاء، 15 أبريل 2025

09:56 ص

الحرب التجارية العالمية تُقرع طبولها، وترامب يعلن بداية المواجهة

الأحد، 13 أبريل 2025 08:57 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

في مشهد أقرب إلى قاعة صف دراسي، بداخلها مدير صارم، يوزّع العقوبات على تلاميذه المشاغبين، لكن هذه المرة المدير هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والصف هو الاقتصاد العالمي، أما العقوبات فتعريفات جمركية تتساقط على رؤوس الدول واحدة تلو الأخرى.

نعم، تم الإعلان رسميًا عن بداية حرب تجارية عالمية، عنوانها: أمريكا أولًا... والبقية يدفعون الثمن.

دونالد ترامب
دونالد ترامب

لماذا يفعل ترامب ذلك؟ وهل يملك الحق؟

القضية ليست مجرد نزوة رئاسية أو شهوة سلطة، بل أزمة اقتصادية خانقة تقترب من حافة الانهيار، الولايات المتحدة، رغم مظهرها القوي، ترزح تحت جبل متزايد من الديون، ولا تجد حلًا سوى رفع سقف الاستدانة مرة تلو الأخرى، كمن يمد حبله نحو الهاوية.

في المقابل، شركات أمريكية كبرى تفضل فتح مصانعها في الخارج، حيث التكلفة أقل، فتعود البضائع إلى أمريكا على هيئة واردات، رغم أن منشأها الأساسي أمريكي، مشهد عبثي لكنه واقع يثير غضب ترامب.

أمريكا لم تعد وحدها في ساحة الابتكار

كانت الولايات المتحدة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، منارة التكنولوجيا والاختراعات، تجذب العقول من كل أنحاء الأرض.

أما اليوم، فقد خرجت الصين من عباءة التلميذ إلى مقعد المنافس، وبدأت تزاحم أمريكا في مجالات كانت تعتبر أمريكية بامتياز؛ الذكاء الاصطناعي، السيارات الكهربائية، وحتى غزو الفضاء.

لقد انقلبت العولمة على من دعى إليها، ولم تعد تخدم مصالح أمريكا كما كانت في السابق.

ترامب

من يسرق من؟ رواية ترامب تحت المجهر

ترامب يردد: "العالم يسرق أمريكا"، لكن الواقع يُظهر العكس.

فالعالم بأسره مجبر على استخدام الدولار الأمريكي في تعاملاته التجارية، مما يعني أن الولايات المتحدة تربح من كل عملية بيع وشراء تدور في أرجاء الكرة الأرضية.

ولمزيد من المفارقة، فإن البنوك المركزية حول العالم تحتفظ بالدولار كعملة احتياط، مما يعزز من قوته وطلبه، ويفرض هيمنته على النظام المالي العالمي.

وحين فكّرت مجموعة البريكس في إنشاء عملة بديلة للتجارة بين دولها، جاء الرد الأمريكي مملوءًا بالتهديدات والتحذيرات.

ما الذي يريده ترامب حقًا؟

يريد ترامب أن يجبر الشركات على التصنيع داخل أمريكا، كما يريد أن تتوقف الدول عن الاستفادة من فارق التكلفة لصالحها، إلى جانب التحكم بكل مفصل من مفاصل العملية الاقتصادية، من الإنتاج حتى الربح.

ليس فقط أن تكسب أمريكا من الدولار، بل أن تتحكم في الصناعة، وتُعيد الشركات والمصانع إلى أرضها، ولو كان الثمن هو إشعال حرب تجارية عالمية.

ترامب - شي جين بينج
ترامب - شي جين بينج

العالم يرد.. وأمريكا ليست وحدها

لكن الرد لم يتأخر، الصين أعلنت موقفها الحازم بفرض رسوم هى الأخرى، الاتحاد الأوروبي لم يصمت، ودول كبرى بدأت تخرج عن صمتها، وتؤكد أن العالم لم يعد مستعدًا للانحناء أمام الهيمنة الأمريكية.

لقد وُضعَت قواعد اللعبة على الطاولة، وبدأت الجولة الأولى من معركة اقتصادية لا هوادة فيها.

النهاية لم تُكتب بعد

لكن الواضح أن النظام الاقتصادي العالمي على وشك التغيّر، هناك من يقول كفى، وهناك من يخطط لنظام جديد لا يدور فقط في فلك الدولار الأمريكي.

إذن، هل سينجح ترامب في إعادة تشكيل التجارة العالمية وفق هواه؟ أم أن صعود قوى جديدة سيكسر تلك الهيمنة ويكتب نهاية حقبة؟ ... الأيام القادمة ستكشف المزيد.

Short Url

showcase
showcase
search