الشرق الأوسط يعود بقوة إلى ساحة الاستثمار الجريء والسعودية تواصل الهيمنة في 2025

الأحد، 13 أبريل 2025 07:25 م

الاستثمار الجرئ في الشرق الأوسط

تحليل/ كريم قنديل

بيّن تقرير Impact 46، والذي أتى بعنوان الاستثمار الجريء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عودة الزخم مجددًا إلى قطاع الاستثمار الجريء في المنطقة وشمال إفريقيا، خلال الربع الأول من عام 2025م، محققًا نموًا لافتًا بنسبة 75.7% في القيمة، مقارنة بالعام الماضي، ليبلغ إجمالي الاستثمارات 475 مليون دولار، من خلال 85 صفقة.

وتصدرت السعودية المشهد بجدارة، مستحوذة على ما يقارب الـ60% من إجمالي الاستثمارات، مدفوعةً بجولة ضخمة لشركة "تابي" وفعاليات مؤتمر ليب، فيما حافظت الإمارات ومصر، على موقعهما في مقدمة المشهد الاستثماري، حيث شهد الربع طفرة لافتة في استثمارات الذكاء الاصطناعي، على حساب تراجعٍ ملحوظٍ في قطاع التجارة الإلكترونية، الأمر الذي يعكس تحولات جذرية في أولويات المستثمرين بالمنطقة.

الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وعاد الزخم مجددًا لقطاع الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الربع الأول من 2025م، بعد تراجعه كثيرًا في الربع الأول من 2024م، مقارنة مع العام 2023م.

وشهدت الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري، استثمارات بقيمة تزيد عن 475 مليون دولار من خلال 85 صفقة، كانت المملكة العربية السعودية المسيطرة عليها، من حيث قيمة الصفقات وعددها، باستحواذها على ثلثي الصفقات المعلنة.

السعودية تستمر بتصدر المشهد

وبفضل احتضانها مؤتمر "ليب 2025" في فبراير، حاولت الشركات الناشئة والصناديق الاستثمارية، الاستفادة من الصخب المصاحب للمؤتمر، بالإعلان عن العديد من الصفقات، كما جرت العادة مع النسخ السابقة، ومنها أكبر صفقة خلال الربع الأول، والتي كانت من نصيب تابي.

التقنية المالية لاتزال صاحبة السيادة

وشكلت جولة شركة تابي البالغة 160 مليون دولار، ثلث قيمة صفقات الاستثمار الجريء المعلنة في الربع الأول، حيث تتجهز الشركة للطرح في السوق المالية، كما عززت صفقات الشركات الأخرى المقدمة لخدمات الدفع الآجل في الربع الأول من سيطرة التقنية المالية على رأس المال الجريء في المنطقة.

الذكاء الاصطناعي يقفز عاليًا

ويسير الذكاء الاصطناعي، بوتيرة متصاعدة في المنطقة على غرار المناطق الأخرى في العالم، فقد أعلنت نحو 14 شركة ذكاء اصطناعي، عن إغلاق جولاتها الاستثمارية منذ بداية العام، وتتواجد معظمها في المملكة العربية السعودية والإمارات.

منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وبلغت قيمة استثمارات رأس المال الجريء، نحو 475 مليون دولار في الربع الأول من 2025م، فيما بلغ عدد الجولات الاستثمارية المعلنة خلال نفس الفترة 85 صفقة، وجاء ذلك بزيادة قدرها 75.7% عن الربع الأول من 2024م، من حيث قيمة الاستثمارات، ونمو 40% من حيث عدد الصفقات.

التوزيع الجغرافي

وسيطرت المملكة العربية السعودية، على 59.6% من الاستثمارات بقيمة بلغت 283 مليون دولار عبر 38 صفقة، ثم تبعتها الإمارات بنحو %30 من الاستثمارات، بقيمة وصلت 142.5 مليون دولار عبر 20 صفقة، ثم مصر باستحواذها على 7.7%، بقيمة 36.4 مليون دولار من خلال 9 صفقات.

مقارنة الدول على أساس سنوي

ونمت قيمة صفقات رأس المال الجريء المعلنة في السعودية، بنسبة %33.6 في الربع الأول لـ2025م، مقارنة مع الربع الأول من 2024م، حيث جاءت الإمارات ثانية بنمو بلغ 373.2%، وأكملت مصر مثلث الأسواق المسيطرة، بنمو بلغ 56.9% على أساس سنوي.

كما احتلت عمان المرتبة الرابعة من حيث قيمة الصفقات المعلنة في ربع 2025 الأول، تبعها تونس والمغرب اللتان شهدتا نشاطًا في عدد الصفقات، بواقع 4 صفقات و3 أخرى على التوالي.

توزيع القطاعات

واستحوذ قطاع التقنية المالية على 60.6% من قيمة الاستثمارات المعلنة في الربع الأول من 2025م، بقيمة 283.9 مليون دولار، تلاه قطاع التقنية العقارية بنسبة 12.3%، ثم قطاع حلول الأعمال بنحو 6.3%، فالذكاء الاصطناعي بنحو 5.4%.

يأتي ذلك، على عكس الربع الأول من 2024م، والذي استحوذت التجارة الإلكترونية على 55.9% من قيمة الاستثمارات فيه، حيث لم يكن الذكاء الاصطناعي، ضمن أكثر القطاعات حصولًا على استثماراتٍ خلاله، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بالذكاء الاصطناعي مؤخرًا.

مقارنة القطاعات على أساس سنوي

وسيطرت التقنية المالية، على أكثر القطاعات جذبًا للاستثمار خلال الربع الأول من 2025م، فيما شهدت التجارة الإلكترونية، انخفاضًا كبيرًا مقارنة مع العامين الماضيين، خاصة وأن جزءًا من الجولات كانت غير معلنة القيمة، لكن تجدر الإشارة إلى أن شركات الخدمات اللوجستية، والتي أعلنت عن جولات استثمارية، تقدم خدماتها لقطاع التجارة الإلکترونیة.

أكبر الجولات الاستثمارية

وحصدت تابي، على نحو ثلث قيمة الاستثمارات المعلنة خلال الربع الأول من خلال جولتها (Series E)، بقيمة 160 مليون دولار، والتي تأتي ما قبل الطرح، كما ساهمت باستحواذ السعودية على النسبة الأكبر من الاستثمارات خلال الشهور الأولى من العام، وتبعتها Nymcard و Zension Technologies التابعتان لدولة الإمارات العربية المتحدة.

صفقات الاستحواذ

ووصلت عمليات الاستحواذ، على الشركات الناشئة في المنطقة إلى نحو 19 في الربع الأول من 2025م، وكان معظمها في السعودية، فيما تمثلت الصفقة الأكبر باستحواذ Pinewood من المملكة المتحدة، على Seez الإماراتية، مقابل 42 مليون دولار، تلاها استحواذ طلبات على "إنستاشوب" مقابل 32 مليون دولار.