بين النووي السعودي والفحم الأميركي.. السباق على طاقة الذكاء الاصطناعي

الأحد، 13 أبريل 2025 04:24 م

الذكاء الاصطناعي يهدد البيئة

تحليل/ ميرنا البكري

تعتبر زيارة وزير الطاقة الأمريكي ونظيره السعودي ليس مجرد زيارة دبلوماسية، بل زيارة تحمل دلالات ومعاني قوية، كما إن أمريكا تعلن استعدادها لدعم المملكة في برنامجها النووي السلمي، والسعودية تثبت إنها قادرة على دخول مجال الطاقة النووية بقوة ضمن خطتها لتنويع مصادر الكهرباء وتحلية المياه، وهو ما يخدم رؤية 2030.

الموضوع ليس مجرد تقني، بل هو خطوة لها أبعاد سياسية كبيرة، خصوصًا إن أمريكا تنوي الحفاظ على وجودها وتأثيرها في المنطقة، وبالتالي يفتح باب جديد للشراكة في مجال حساس مثل الطاقة النووية.

9 طرق — **هل يسهم الذكاء الاصطناعي في تفاقم ازمة الطاقة؟**

تحول استراتيجي في مزيج الطاقة السعودي

تعمل السعودية على مشروع أول محطة نووية، وهو جزء من خطة وطنية للتحول نحو مصادر الطاقة المستدامة، بعيدًا عن البترول، كما إن المملكة تركز على الطاقة الذرية والمتجددة، وهذا له تأثير مباشر على سوق الطاقة العالمي، خاصة في ظل التغيرات المناخية.

التنوع في مصادر الطاقة ليس رفاهية، بل ضرورة اقتصادية واستراتيجية لكي تستغل كل مواردها وتواجه تقلبات السوق العالمي، وهذا يؤكد على النضج الذي وصلت له السياسات الاقتصادية السعودية.

موقع مباشر - السعودية | #عاجل .. الإعلان رسميًا عن بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة

مراكز البيانات، الوحش الجديد الذي يأكل كهرباء

على الجانب الآخر، العالم كله يواجه تحدي جديد، وهو الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات العملاقة، التي تستهلك كميات كهرباء مرعبة، ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات يتضاعف حتى 2030، وإن الطاقة المتجددة لن تقدر على تغطية ذلك وحدها، فالدور الأكبر سيذهب للغاز والفحم.

وهذا أمر خطير، لأن رغم إن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، إلا إن تشغيل يزود الانبعاثات الكربونية، مما يخلق حالة من التناقض، ويجعل العالم في حيرة، نطور أم نحافظ على الكوكب؟

ترامب، يراهن على الفحم مرة أخرى

يدخل ترامب السباق الرئاسي برهانات واضحة، وهي دعم صناعة الفحم، لإن الفحم سيتصدر المشهد مرة أخرى لكي يغذي مراكز البيانات ويجعل أمريكا تحافظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، والأمر التنفيذي الذي ينوي توقيعه لا يسهل التعدين فقط، بل يتم تصنيفه كمعدن حرج، وهذا يعني دعم حكومي وتمويل وتسهيلات ضخمة للصناعة.

صراع الطاقة والذكاء الاصطناعي، من يربح؟

يتطلب التحول نحو الذكاء الاصطناعي بنية تحتية قوية وطاقة ضخمة، وتريد الولايات المتحدة أن تسبق الصين في هذا الصراع، حتى لو على حساب البيئة، الصين معتمدة على الفحم، وأمريكا تميل أكثر للغاز، لكن في الآخر كلا منهما يراهنوا على مصادر تقليدية لكي يضمنوا سرعة النمو، لكن في وسط هذا الأمر، هل هناك رؤية حقيقية للاستدامة؟ أم ندخل عصر الذكاء الاصطناعي بأي ثمن؟

الذكاء الاصطناعي يفاقم التغير المناخي؟ | اندبندنت عربية — **الصراع بين الطاقة والذكاء الاصطناعي**

تحالفات الطاقة الجديدة، هل السعودية ستظل لاعب نووي إقليمي؟

إذا استطاعت السعودية أن تكمل مشروعها النووي، خصوصًا بدعم أمريكي، فالنفع لن يكون مصدر طاقة جديد فقط، بل تصبح قوة إقليمية نووية (بشكل سلمي)، مما يغير موازين القوى في المنطقة، هذه الاتفاقيات قد تفتح أبواب للاستثمار في البحث العلمي ونقل التكنولوجيا، مما يجعل المملكة ليس مستورِدة فقط، بل مُصدّرة للمعرفة.

في الآخر، الطاقة أصبحت سلاح وليس مجرد مورد

من الواضح إن الطاقة، سواء نووية أو فحم أو غاز أو ذكاء اصطناعي، أصبحت أداة للهيمنة السياسية والاقتصادية، أميركا ترغب فرض وجودها بالطاقة الذكية، والصين تنافسها، والسعودية تحاول أن تستغل اللحظة لكي تلعب على أكثر من وتر.

مما يثير عدة تساؤل: من القوة التي ستوازن بين النمو والتكنولوجيا وبين البيئة والاستدامة؟ ومين يربح سباق الذكاء الاصطناعي مقابل الكوكب؟

Short Url

أخبار متعلقة