644 مليار دولار في الطريق، هل يقود الذكاء الاصطناعي الثورة الصناعية القادمة؟

الجمعة، 11 أبريل 2025 09:28 ص

الذكاء الاصطناعي

تحليل/ كريم قنديل

في مشهد لم يكن يتخيّله حتى أكثر الكُتّاب جرأةً في الخيال العلمي، يقف العالم الصناعي اليوم على أعتاب ثورة شاملة، تقودها الخوارزميات والروبوتات بدلًا من الأيدي العاملة، حيث تحلّ المصانع المظلمة مكان خطوط الإنتاج التقليدية، وتصبح القرارات الحيوية من اختصاص الذكاء الاصطناعي، لا المدير التنفيذي.

تقرير جديد صادر عن شركة جارتنر يكشف ملامح هذا التحوّل العميق، مع توقّعات بارتفاع الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى 644 مليار دولار في عام 2025، بزيادة قدرها 76.4% عن عام 2024، القفزة الهائلة ليست وليدة ضجة إعلامية أو موضة رقمية مؤقتة، بل تمثّل تحوّلًا استراتيجيًا نحو نماذج تشغيل أكثر كفاءة وذكاء.

المصانع المظلمة.. عصر الإنتاج بلا بشر

في الصين، أصبحت "مصانع الظلام" حقيقة لا يمكن تجاهلها، من Midea إلى Changying Precision Technology، تنخفض أعداد العاملين بينما ترتفع معدلات الإنتاج بشكل لافت، تصل في بعض الأحيان إلى 250%.

تُدار هذه المنشآت بالكامل بواسطة روبوتات، مدعومة بشبكات الجيل الخامس (5G)، وتُراقَب لحظيًا عبر أنظمة تحليل بيانات فائقة التطوّر.

هذه المصانع لا تحتاج لإضاءة أو تهوية أو دورات مياه ببساطة، لا أحد يعمل فيها سوى الآلات، وتلك ليست مجرد كفاءة تشغيلية، بل فلسفة جديدة في الإنتاج، تنقل الصناعة من الاعتماد على العنصر البشري إلى نماذج تعتمد على الذكاء والتحليل والاستجابة الفورية.

الذكاء الاصطناعي.. المحرّك الصامت للتحوّل

البيانات تشير إلى أن 80% من الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2025 سيذهب إلى الأجهزة، بدءًا من الهواتف الذكية إلى السيرفرات العملاقة، لكن البرمجيات والخدمات تسجّل نموًا أسرع، 93.9% للبرمجيات و162.6% للخدمات، ما يُعزز من مكانة الذكاء الاصطناعي كقلب رقمي نابض لأي منشأة صناعية تبحث عن التفوق.

لم يعد السؤال هل ستعتمد الشركات على الذكاء الاصطناعي؟، بل إلى أي مدى يمكنها اللحاق بركب المنافسة قبل أن تُقصى خارج المشهد؟

الروبوتات والجيل الخامس.. الشراكة التي تعيد تشكيل خطوط الإنتاج

تشير أحدث الدراسات إلى أن 34% من المصنّعين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالفعل في مجالات مثل الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، ومع إدخال الجيل الخامس (5G) كحامل رئيسي للتواصل بين الآلات، يتم تقليص زمن الاستجابة إلى 1 مللي ثانية، ما يتيح تحكمًا فوريًا في كل جزء من العملية الإنتاجية.

هذا التكامل بين الذكاء الاصطناعي والشبكات المتقدمة يمنح الشركات ميزة تنافسية يصعب تقليدها، ويجعلها أكثر استعدادًا لتغيّرات السوق وأعطال خطوط الإنتاج.

توقّعات مستقبلية.. أين نقف من التحوّل الصناعي؟

سوق التصنيع الذكي إلى تريليون دولار، حيث تشير التقديرات إلى أن قيمة سوق التصنيع الذكي عالميًا ستقفز من 300 مليار دولار في 2023 إلى أكثر من 1 تريليون دولار بحلول عام 2032، هذا النمو مدفوع بانتشار إنترنت الأشياء، التوأم الرقمي، والتكامل بين البرمجيات والآلات في الوقت الحقيقي.

الذكاء الاصطناعي يضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي، بحلول عام 2030، من المتوقع أن يُضيف الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي، من خلال رفع كفاءة الإنتاج، خفض التكاليف، وتسريع الابتكار، ذلك يمثل تحوّلًا بنيويًا في طريقة إنتاج وتقديم السلع والخدمات على مستوى الكوكب.

المستقبل يبدأ الآن.. إعادة تعريف سوق العمل

قد تكون الأتمتة ستحل محل 85 مليون وظيفة بحلول 2025، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، لكن في المقابل ستخلق 97 مليون وظيفة جديدة في مجالات ناشئة كصيانة الروبوتات وتحليل البيانات وتطوير الخوارزميات.

في هذه المعادلة، التعليم والمهارات هما العملة الجديدة، الاستثمار في رأس المال البشري، لا يقل أهمية عن الاستثمار في الآلات، فبينما قد تعمل المصانع في الظلام، إلا أن العقول التي تُطوّر هذه الأنظمة يجب أن تكون أكثر إشراقًا من أي وقت مضى.

Short Url

أخبار متعلقة