من كمبوديا لـ سريلانكا، رسوم ترامب الجمركية سلاح اقتصادي يحطم الدول الضعيفة
الجمعة، 11 أبريل 2025 03:10 ص

دونالد ترامب
في قلب التحولات الاقتصادية العالمية، تواجه دول الجنوب معركة غير متكافئة، حيث يقف الطموح بالتنمية والاستقرار في مواجهة سياسات تجارية قمعية، خاصة في ظل استخدام الولايات المتحدة للرسوم الجمركية كسلاح اقتصادي فعال ضد الشركاء الأضعف.

هذه السياسة الأمريكية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، والتي تفرض قيوداً على صادرات الدول النامية، ليست مجرد تجاذبات تجارية، بل إنها تهدد بفتح أبواب جديدة لأزمات مركبة في اقتصادات تلك الدول المثقلة بالأعباء المالية والديون.
الرسوم الجمركية.. سلاح اقتصادي يؤثر على الفئات الأضعف
يتصاعد القلق في دول مثل كمبوديا وسريلانكا من هذه الرسوم التي، بحسب التقارير، قد تتحول إلى كارثة اقتصادية حقيقية، كمبوديا، التي تعتمد مئات الآلاف من مواطنيها وخاصة النساء على صناعة الملابس، أصبحت الآن تواجه تهديداً وجودياً لفرص العمل والرواتب الشهرية نتيجة الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة.
هذا يشير إلى أن ترامب، في محاولاته المزعومة لتقليل العجز التجاري الأمريكي، يدفع اقتصادات هذه الدول إلى حافة الهاوية.
_1787_014041.jpg)
سياسات ترامب.. تفاقم الأزمات الاقتصادية في الجنوب العالمي
ومن المؤكد أن هذه السياسات ليست مجرد رد فعل على العجز التجاري الأمريكي، بل هي سعي واضح لتغيير موازين القوى العالمية لصالح الاقتصاد الأمريكي.
الرسوم الجمركية على دول مثل كمبوديا (49%) وبنغلاديش (37%) وسريلانكا (44%) تظهر بجلاء كيف أن ترامب يستخدم سياسات تجارية صارمة لا تلتزم بمبادئ المعاملة بالمثل، بل تهدف إلى فرض إرادة الولايات المتحدة على اقتصادات ضعيفة بالكاد تستطيع المقاومة.
الآثار الاقتصادية.. تعميق الفجوة بين الشمال والجنوب
لكن الوضع لا يقتصر فقط على هذا الجانب؛ فالدول النامية تجد نفسها في حلقة مفرغة من الأزمات الاقتصادية، هذه الدول التي تعتمد على تصدير المواد الأولية والمنتجات الزراعية، تجد نفسها مضطرة لمواجهة تحديات إضافية تتمثل في تباطؤ النمو العالمي وزيادة تكاليف الإنتاج.
إذا استمر هذا التوجه، فإن النتائج قد تكون كارثية متمثلة في:
- زيادة العجز التجاري
- تفاقم أزمة الديون
- تدهور القدرة على مواجهة الفقر والبطالة

إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي.. حروب تجارية وتوازنات جديدة
ومع تأثر اقتصاديات الجنوب العالمي، لا بد من التذكير أن هذه السياسات التجارية ليست مجرد صراع بين قوتين، بل هي جزء من حروب اقتصادية جديدة تؤدي إلى مزيد من تعميق الفجوة بين الشمال والجنوب.
فالولايات المتحدة لم تكتفِ بتقليص مساعداتها التنموية، بل تبنت نهجاً يفرض قيوداً على شركائها دون مراعاة لقدراتهم الاقتصادية أو ظروفهم الخاصة.
وفيما تسعى بعض دول الجنوب مثل كمبوديا إلى التفاوض مع واشنطن لتخفيف الرسوم، فإن تداعيات هذه السياسة قد تمتد لتشمل موجات إفلاس اقتصادية تشمل العديد من الدول المثقلة بالديون.
بل إن الحرب التجارية التي يشنها ترامب قد تدفع بعض الدول إلى تعزيز شراكات تجارية جديدة مع قوى أخرى مثل الصين وروسيا، ما يفتح أبواباً لمنافسة اقتصادية جديدة قد تعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي.

استراتيجيات دول الجنوب.. التكيف مع الواقع الاقتصادي الجديد
وعلى الرغم من هذه الضغوط، لا تزال دول الجنوب بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها التنموية، فالخطوة الأهم ستكون في تعزيز التعاون الإقليمي وتوسيع شراكاتها التجارية، بما يضمن استقلالية أكبر وقدرة على مقاومة التقلبات الاقتصادية العالمية.
والهدف هو تقليل الاعتماد على تصدير المواد الأولية، وتطوير قدرات الإنتاج المحلي، والتحول التدريجي نحو التصنيع، وهو ما قد يوفر مساحة أكبر للمرونة في مواجهة هذه التحديات.
توقعات مستقبلية.. الجنوب أمام مفترق طرق
بناءًا على المشهد الاقتصادي الراهن والتوجهات السياسية التي تنتهجها الولايات المتحدة في ظل قيادة ترامب، يُتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين الشمال والجنوب خلال السنوات المقبلة، سياسات الرسوم الجمركية، إذا استمرت، قد تُفضي إلى موجة من الركود في عدد من اقتصادات دول الجنوب، خصوصاً تلك المعتمدة بشكل كبير على التصدير إلى الأسواق الأمريكية.
ومن المرجّح أن تتجه هذه الدول إلى البحث عن شركاء تجاريين جدد وتعزيز علاقاتها مع قوى اقتصادية بديلة مثل الصين والهند وروسيا، في محاولة للخروج من عباءة التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة.
في المقابل، قد تدفع هذه الضغوط المستمرة دول الجنوب إلى إعادة النظر في نماذجها التنموية، مع تسارع خطى التحول نحو التصنيع المحلي والاستثمار في الاقتصاد الرقمي والابتكار الصناعي.
كما ستشهد المرحلة المقبلة بروز تحالفات تجارية جديدة على المستوى الإقليمي، بهدف خلق تكتلات اقتصادية أكثر قدرة على التفاوض والمواجهة، ومع ذلك سيبقى التحدي الأكبر هو كيفية تحقيق هذا التحول في ظل محدودية الموارد، وأعباء الديون المتراكمة، وضعف الدعم الدولي، ما يجعل الطريق نحو الاستقرار والنمو أكثر تعقيدًا وتطلبًا للحلول الإبداعية والتعاون الجاد.
نحو نظام تجاري عالمي أكثر عدالة
بغض النظر عن الخطط المستقبلية، تظل الحقيقة الواضحة هي أن الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة ضد دول الجنوب العالمي لا تهدد فقط فرص التنمية، بل قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يضعف قدرة هذه الدول على تحقيق أي نوع من الاستقرار والازدهار في المستقبل القريب.
Short Url
بيئة الاستثمار في مصر، انطلاقة واعدة ولا سباق مؤجل
13 أبريل 2025 03:28 م
معلومة تهمك.. الفرق بين الأسهم والسندات وإزاي تستثمر فيهم؟
20 يناير 2025 12:30 ص
مركز المعلومات: 10 مليارات دولار هدف الاستثمار المباشر وفق استراتيجية 2026
13 أبريل 2025 12:05 م


أكثر الكلمات انتشاراً