الأحد، 13 أبريل 2025

10:03 م

الذهب يواصل الصعود عالميًا ومحليًا.. هل نحن على أعتاب قمة تاريخية جديدة؟

الأربعاء، 09 أبريل 2025 11:29 م

الذهب

الذهب

تحليل/كريم قنديل

شهدت أسعار الذهب، خلال تعاملات الفترة الماضية، طفرة جديدة أعادت المعدن الأصفر إلى الواجهة بقوة، ليس فقط كأصل استثماري تقليدي، بل كـمرآة تعكس هشاشة النظام الاقتصادي العالمي، وسط تصاعد التوترات التجارية، واضطرابات الأسواق المالية، وتغيرات حادة في أسعار الصرف.

قفزة غير مسبوقة في أسعار الذهب 

في السوق المصرية، قفز الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، حيث بلغ متوسط سعر عيار 21، الأكثر شيوعًا، نحو 4445 جنيهًا للجرام، بزيادات مريبة تحدث دفعة واحدة، فيما بلغ متوسط سعر عيار 18 حوالي 3776 جنيهًا، ووصل الجنيه الذهب إلى 35,560 ومن المتوقع أن يتخطى 35,800 جنيه، وكلها أرقام غير مسبوقة.

الذهب محليًا.. ارتفاع مزدوج بفعل الدولار والأسعار العالمية

الارتفاع في الأسعار محليًا ليس مجرد انعكاس لتغيرات الأسواق العالمية، وإنما نتاج مزدوج لتطورات داخلية وخارجية:

خارجيًا: ارتفعت أسعار الذهب العالمية لتتجاوز حاجز 3085 دولارًا للأونصة، مدعومة بعودة المستثمرين للبحث عن الأمان، وسط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

داخليًا: قفز سعر الدولار مقابل الجنيه إلى مستويات تاريخية جديدة، في ظل ارتفاع الطلب عليه عقب عودة الأسواق للعمل بكامل طاقتها بعد عطلة العيد، إلى جانب تأثير هروب رؤوس الأموال الأجنبية من الأسواق الناشئة نتيجة تقلبات الأسهم العالمية.

هذا التزامن بين ارتفاع الذهب عالميًا وتدهور الجنيه أمام الدولار، خلق بيئة مثالية لصعود الذهب محليًا بشكل متسارع.

ترامب والحرب التجارية.. المحرك الأكبر للمخاوف

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجّر قنبلة اقتصادية جديدة هذا الأسبوع، بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات المستوردة، مما فُهم على نطاق واسع بأنه تصعيد كبير في الحرب التجارية الجارية مع الصين، وقد تمتد لتشمل أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.

ردود الفعل جاءت غاضبة من عدة أطراف أبرزها الصين وكندا والمكسيك، وهددت بإجراءات انتقامية قد تدخل الاقتصاد العالمي في حلقة من الجمركة المتبادلة، تفتح الباب أمام ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، وهي بيئة مثالية لارتفاع أسعار الذهب.

الفيدرالي الأمريكي والذهب.. علاقة معقدة ولكن واضحة

رغم إبقاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير، فإن تلميحاته الأخيرة بإمكانية خفضها لاحقًا خلال العام زادت من حدة الاتجاه الصعودي للذهب.

في فترات أسعار الفائدة المنخفضة، يفقد الدولار بعضًا من جاذبيته، بينما يستفيد الذهب كأصل غير مدر للعائد، لكنه آمن ومستقر نسبيًا، في ظل اضطرابات الأسواق.

توقعات الذهب.. هل نرى 3300 دولار للأونصة؟

وفقًا لتحليلات صادرة عن جولدمان ساكس، فإن سقف التوقعات لسعر الذهب ارتفع ليصل إلى 3300 دولار للأونصة بنهاية عام 2025، بدعم من:

  • زيادة مشتريات البنوك المركزية خاصة في آسيا.
  • دخول قوي لصناديق الاستثمار المتداولة ETFs.
  • استمرار التوترات الجيوسياسية والتجارية.
  • احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة يدفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة.

كما تشير التوقعات إلى أن البنوك المركزية في الأسواق الناشئة ستواصل شراء الذهب بكثافة خلال الثلاث إلى ست سنوات القادمة، ضمن خطة لتعزيز الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار.

هل نرى الذهب يتجاوز 4500 جنيه في مصر؟

في السوق المحلية، طالما بقي سعر صرف الدولار في اتجاه صعودي، وواصل الذهب العالمي تحطيم أرقامه التاريخية، فإن السيناريو الصاعد للذهب المصري يبدو مرجحًا.

لكن الأمر مرهون بعدة عوامل:

  • مسار الجنيه أمام الدولار.
  • وتيرة تدخل البنك المركزي.
  • استقرار أو اضطراب الأسواق العالمية.

الذهب الآن ليس فقط ملاذًا آمنًا، بل مؤشر حقيقي على عمق القلق في النظام المالي العالمي، ومع كل خطوة تصعيدية في الحرب التجارية، وكل تلميح من البنوك المركزية بالتيسير النقدي، تزداد جاذبية المعدن الأصفر.

في مصر، يبقى الذهب أداة للتحوط من تآكل القوة الشرائية، وسلوكًا تقليديًا يعكس فقدان الثقة في العملة المحلية في أوقات الأزمات، وبينما تتسارع التغيرات عالميًا، قد يكون من الحكمة مراقبة الذهب عن كثب، لأنه ببساطة.. لا يلمع إلا حين تظلم الصورة الاقتصادية.

Short Url

search