الأربعاء، 16 أبريل 2025

08:50 ص

من البحر الأحمر إلى السوق العالمية، مصر تواكب مستقبل الطاقة النظيفة

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 01:17 م

إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر

إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل التوجه العالمي نحو تبني الطاقة النظيفة في جميع القطاعات، بدأت مصر تخطو بخطوات كبيرة للأمام، ومن ضمن هذه الخطوات اتفاق ضخم بين مصر وفرنسا لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهذا يقع ضمن خطة الدولة للتحول للطاقة المتجددة وجذب الاستثمارات الأجنبية لتحفيز عجلة النمو الاقتصادي، هذا المشروع يمثل خطوة بيئية، وخطوة اقتصادية تعود على مصر بعوائد اقتصادية هامة.

مصر وفرنسا توقعان اتفاقيات استراتيجية - الاتحاد للأخبار
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون

تفاصيل المشروع، أمونيا خضراء على البحر الأحمر

تم توقيع اتفاق بين شركتين:"EDF Renewables" الفرنسية، و"Zero Waste" المصرية الإماراتية، بهدف تنفيذ  محطة على ساحل البحر الأحمر لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والمرحلة الأولى تتكلف 2 مليار يورو، ويتم فيها إنتاج 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.

وعند اكتمال المشروع على 3 مراحل، يكون الإنتاج وصل إلى  مليون طن سنويًا، بتكلفة إجمالية تُقدر بـ 7 مليار يورو، وكلها من القطاع الخاص دون تحمل الدولة أي أعباء.

لن يتطلب المشروع أي بنية تحتية من الدولة، ولا يتم توصيله على شبكة الكهرباء الحكومية، وهذا يُعني إنه لن يشكل أي ضغط على المرافق الحكومية.

لكن بالمقابل، مصر تكسب من رسوم الخدمات والتراخيص، ومقابل الانتفاع بالأراضي، والضرائب بكل أنواعها، ورسوم تصدير كل طن، وكل المقابل سيكون بالدولار، وهذا يعكس تعدد مصادر الدخل للدولة من كل اتجاه دون تحمل أي تكاليف.

البُعد السياسي، ليس اقتصاد فقط بل سياسة دبلوماسية

بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون في القاهرة، تم الإعلان عن مشروع الأمونيا الخضراء، كما تم الاتفاق على رفع مستوى العلاقات لشراكة استراتيجية. 

وتم توقيع مجموعة اتفاقيات في قطاعات متعددة، بقيمة تصل إلى أكثر  من 250 مليون يورو، في مجالات الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وغيرها.

كما إن الحكومة تستهدف جذب استثمارات فرنسية جديدة بمليار يورو السنة القادمة، مما يجعل إجمالي الاستثمارات الفرنسية في مصر يقترب من 8 مليار يورو.

أبوقير، أول شركة مصرية تستخدم الهيدروجين الأخضر

بدأت شركة أبوقير للأسمدة بالفعل في استخدام الهيدروجين الأخضر كبديل جزئي للغاز الطبيعي، والمخطط أن تستخدم 50 طن يوميًا من الهيدروجين لكي تزود إنتاج الأمونيا في مصنعها من 1100 لـ1200 طن يوميًا، ويتم تنفيذ المشروع  في خلال 12 شهر.

جاءت هذه الخطوة بعد أزمة نقص الغاز التي ضربت مصر الصيف الماضي، وجعلت مصانع عديدة تتوقف عن العمل، خاصةً مصانع الأسمدة التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز.

Picture background

تحالف جديد للمستقبل، أبوقير + حلوان + الأهلي كابيتال

هناك تجهيزات لمشروع آخر بين أبوقير للأسمدة، وحلوان للأسمدة، والأهلي كابيتال، ويهدف المشروع إلى إنتاج الأمونيا من الهيدروجين الأخضر باستثمارات تصل إلى 1.2 مليار دولار في المرحلة الأولى، مما يعكس جدية مصر في التحول للطاقة النظيفة وتعزيز مبادىء الاستدامة.

خطة مصر للهيدروجين الأخضر، خطوة نحو الحياد الكربوني

منذ قمة المناخ التي عُقدت في شرم الشيخ، وقعت مصر 27 مذكرة تفاهم لمشروعات طاقة نظيفة بإجمالي 115 جيجا واط، منهم: 63 جيجا واط من الرياح، و52 جيجا واط من الشمس.

ولن تكتفي الخطة بذلك، تستهدف الدولة رفع استثمارات الهيدروجين الأخضر لـ 81.6 مليار دولار حتى سنة 2035، ضمن استراتيجية وطنية متكاملة للتحول للطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات.

ختامًا، الهيدروجين الأخضر ليس مجرد مصدر طاقة بل فرصة ذهبية

الأحداث التي تدور الآن في ملف الهيدروجين الأخضر ليس مجرد استثمار، بل تحول اقتصادي واستراتيجي كبير، ومصر تثبت إنها قادرة على مواكبة المستقبل، وأن تصبح مركز إقليمي للطاقة النظيفة، وفي نفس الوقت تحقيق عوائد مالية قوية دون تحمل أي عبء مالي، ومع الشراكات الدولية القوية مثل فرنسا، أصبح الطريق للحياد الكربوني ليس حلم، بل خطة استراتيجية تُنفذ  على أرض الواقع. 

Short Url

showcase
showcase
search