الصين والولايات المتحدة، سباق نحو السيطرة على النظام التجاري الجديد

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 11:48 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني

تحليل/ ميرنا البكري

لم تعد الحرب بين أمريكا والصين مجرد أزمة تجارية، بل تحولت إلى صراعٍ بين أقوى اقتصادين في العالم، ومن الممكن أن تغير شكل الاقتصاد العالمي، حيث تصاعد الأمر، بسبب الرسوم الجمركية الجديدة، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولم تصمت الصين حيال هذه الرسوم، بل ردت بسرعة وذكاء، حيث بدأت المشكلة تتصاعد أكثر ليس بينهم فقط، لأن هذا لا يؤثر فقط عليها، لكن أيضًا على دولٍ كثيرة حوال العالم.

ترامب يُصعِّد الأمور، والصين ترد في 48 ساعة

وأعلن ترامب عن رسوم جديدة على واردات الصين بنسبة 34%، ما رفع إجمالي الرسوم إلى 54% على كل القادم من الصين، حيث ردت الدولة الأسيوية بنفس القوة، بفرضها رسومًا على البضاعة الأمريكية بنفس النسبة تقريبًا، كما أنها فرضت قيودًا على شركات أمريكية كبيرة، وكان أغلبها يعمل في الصناعات التكنولوجية والمعادن.

“السماء لن تقع”، جمهورية الصين الشعبية لا تهاب المواجهة

وقالت صحيفة الشعب الصينية، إن الرسوم لن تؤثر علينا، لكن "السماء لن تقع"، ونحن جاهزون للحرب التجارية، ومضمون الرسالة واضح، وهو أن بكين لن تهب شيئًا، وعندما يزداد الضغط، ستزداد الصين قوة.

هل أمريكا تخسر مكانتها العالمية؟

وأكد أحد المحللين الكبار بعد عودته من الصين، أن أغلب الناس تعتقد أن أمريكا، تضعف من مكانتها العالمية، وتخسر مكانها كقائد اقتصادي للعالم، وعلى الجانب الآخر، تحاول الصين أن تكون بديل في حماية العولمة ومركز التجارة المفتوحة.

رسالة واضحة للشركات الأمريكية، “فكّروا بعقل”

وفي الأيام الأخيرة، قابل نائب وزير التجارة الصيني 20 شركة أمريكية، من بينهم "تسلا" و"جنرال إلكتريك"، قائلًا لهم، يجب أن تكونوا عقلانيين، واحموا الإنتاج وسلاسل التوريد، بمعنى آخر، "لا تجعلوا السياسات تؤثر على التجارة".

ليس فقط الصين، دول أخرى تدفع التمن

لن تتأثر الصين وحدها، بل فرضت أمريكا رسومًا على اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي أيضًا، كما تسود حالة من القلق في دول جنوب شرق أسيا، كما أصبح المناخ العام في المنطقة، في حالة من الذعر والقلق.

اقتصاد الصين لن يتأثر، الحل في السوق المحلي

وتوضح التقارير، أن اقتصاد الصين قد يخسر حوالي 0.7% بسبب رسوم ترامب، ولكن الحكومة الصينية، لديها خطة استراتيجية وهي تحفيز الاستهلاك المحلي، وتشجيع الشعب على الشراء والمصانع على الإنتاج، حتى لا يعتمدوا على التصدير فقط.

هل يواجه العالم نظامًا اقتصاديًا جديدًا؟

يرى الخبراء في الصين، أن الموضوع ليس مجرد رسومٍ، بل هي مرحلة إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، والصين لن تترك أمريكا تلعب لوحدها، بل جاهزة للمنافسة وبقوة.

الخلاصة: من يكسِب المعركة؟

ومازالت المعركة في بدايتها، وكل طرف يشد في اتجاه مختلف، فالصين ترد بسرعةٍ وذكاءٍ، وفي نفس الوقت تحاول الهيمنة على الأمور داخليًا، وترامب يسعى لفرض سيطرة أمريكا على العالم، والواضح أن العالم سيواجه شكلًا جديدًا من التجارة، وقد يكون خارج أمريكا.

الصراع لن ينتهي قريبًا، وكل طرف يحاول فرض نفسه وإثبات أنه الأقوى، فالصين تتلاعب على كل الجبهات، وتحاول أن تتماسك داخليًا لتكسب دعمًا خارجيًا، وأمريكا تستخدم قوتها الاقتصادية، للضغط على الأسواق العالمية وخصوصًا الصين، وقد يظهر في العالم، قوانين مختلفة وأبطال جدد.

Short Url

أخبار متعلقة