أسواق النفط تتجاهل تهديدات ترامب على النفط الروسي، هل انتهى تأثير العقوبات؟
الإثنين، 31 مارس 2025 12:21 م

دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
عندما يعلن البيت الأبيض تهديدًا بفرض عقوبات أو رسوم جمركية، تتجه أنظار الأسواق دائمًا إلى تداعياته. لكن هذه المرة، لم تتأثر أسواق النفط كثيرًا بتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم تتراوح بين 25% و50% على الدول التي تشتري النفط الروسي، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أصبح السوق معتادًا على هذه التهديدات؟ أم أن تأثير القرار نفسه غير مضمون؟

لماذا لم تهتز أسعار النفط بتهديدات ترامب؟
عادةً، أي تصريح من ترامب بشأن العقوبات يؤثر بشكل مباشر وبسرعة على الأسعار، لكن ما حدث هذه المرة كان مفاجأة. فقد تراجعت أسعار النفط يوم الاثنين الموافق 31 مارس 2025، مع انخفاض خام برنت بنسبة 0.2% إلى 72.59 دولارًا للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3% إلى 69.18 دولارًا للبرميل.
هذا التجاهل من السوق يعكس عدة أمور، منها:
تكرار التهديدات الأمريكية: بدأ المستثمرون يفقدون الثقة في تنفيذ هذه التهديدات فعليًا.
عدم وضوح القرار: لم يتم إضار أب أمر تنفيذي بشأن هذا القرار، مما يجعل التجار لا يتسرعوا في اتخاذ القرارات.
توازن العرض والطلب: رغم العقوبات، لا يزال هناك مشترون جاهزون للنفط الروسي، ما يجعل السوق في حالة استقرار نسبي.
هل يمكن أن تتأثر صادرات النفط الروسي؟
يُعتبر الصين والهند هما أكبر مشتري النفط الروسي، وأي تغيير في قراراتهما سيؤثر بشكل واضح على السوق. ومع التهديدات الأمريكية الأخيرة، بدأت بعض الشركات الصينية مثل "سينوبك" و"تشنهوا أويل" في تقليص مشترياتها من النفط الروسي. لكن هذا لا يعني انهيار الصادرات الروسية، لأن موسكو لديها خيارات أخرى: تقديم خصومات أكثر لجذب مشترين جدد، وبيع النفط عن طريق قنوات بديلة مثل الوسطاء الإقليميين، والتعاون مع دول أخرى مثل إيران وفنزويلا لتجاوز العقوبات.
لكن سيكون التحدي الحقيقي في مدى صرامة تطبيق العقوبات، خاصة أن بعض المشترين قد يجدوا طرقًا للتكيف مع القيود كما حدث سابقًا مع العقوبات المفروضة على النفط الفنزويلي.

هل يمكن أن تتدخل أوبك؟
إذا تم تنفيذ العقوبات الأمريكية بصرامة وأثرت بشدة على صادرات روسيا، هنا من الممكن أن تتدخل منظمة أوبك لتعويض النقص. لكن القرار هنا لن يكون سهلًا على الغطلاق، لأن بعض الدول كالسعودية والإمارات قد لا ترغب في زيادة الإنتاج بسرعة حتى لا تنخفض الأسعار أكثر من المعتاد.
وأي قرار أمريكي صارم ضد النفط الروسي قد يمهد الطريق أمام المزيد من التقارب بين روسيا والصين، ما قد يؤدي إلى تحالفات جديدة تؤثر على القوى الكبرى في سوق الطاقة العالمي.
ختامًا، حاليًا يُعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي غير كافي لزعزعة الأسواق، على الأقل في الوقت الحالي. السبب الرئيسي وراء ذلك هو إن المستثمرين أصبحوا أقل تأثرًا بالتصريحات السياسية غير المدعومة بإجراءات تنفيذية. لكن إذا تحولت هذه التهديدات إلى قرارات حقيقية صارمة، فقد نشهد تغيرًا كبيرًا في خريطة تجارة النفط العالمية.
وأخيرًا، هل ستتمكن روسيا من الالتفاف على العقوبات كما فعلت في السابق، أم أن هذه العقوبات قد تشكل تحولًا في سوق الطاقة العالمي؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.
Short Url
كيف يمكن أن تكون الهاشتاجات مجرد فقاعة رقمية؟
01 أبريل 2025 10:13 م
صناعات المستقبل، المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في 2025
01 أبريل 2025 09:43 م
«الصين» من محرك الطلب إلى لغز سوق النفط العالمي
01 أبريل 2025 09:00 م


أكثر الكلمات انتشاراً