النفط الروسي تحت مجهر ترامب, تصعيد جديد أم ضغط سياسي؟
الإثنين، 31 مارس 2025 10:29 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
تمثل قرارات السياسات الاقتصادية، خاصة المتعلقة بالطاقة، واحدة من أهم العوامل التي تؤثر على استقرار الأسواق العالمية وتوازن العلاقات التجارية بين الدول الكبرى، ويأتي تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي كعامل جديد من الممكن أن يؤدي إلى اضطرابات في سوق الطاقة العالمي.
ويثير هذا القرار المحتمل العديد من التساؤلات حول تأثيره على أسعار النفط العالمية، والاقتصاد الروسي، والتجارة العالمية، بالإضافة إلى تداعياته على مستقبل الصراع في أوكرانيا.
تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النفط
إذا فرض ترامب بالفعل رسوم جمركية بين 25% و50% على النفط الروسي، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة استيراده، وبالتالي تضطر الدول التي تعتمد على النفط الروسي أن تبحث عن بدائل مثل النفط الأمريكي أو الخليجي، وينتج عن ذلك ارتفاع أسعار النفط عالميًا بسبب تغير أنماط التجارة، وخصوصًا إذا كان المعروض في السوق غير كافي لتعويض النفط الروسي.
تأثير القرار على الاقتصاد الروسي
تُعد روسيا واحدة من أكبر الدول المُصدرة للنفط في العالم، و أي محاولة لفرض قيود على صادراتها تُعتبر ضربة مصدر دخل رئيسي لها، ولكن تمتلك روسيا بدائل مثل بيع النفط للصين والهند بأسعار مخفضة، وهذا المتبع خاصةً من بعد العقوبات الغربية عليها بسبب الحرب في أوكرانيا.
إنما إذا زادت العقوبات، وأصبحت التجارة أصعب، قد تواجه روسيا ضغوطًا اقتصاديًا.
رد فعل الأسواق والركود المحتمل
تتأثر الأسواق عادة بالقرارات السريعة غير المتوقعة، وإذا حدث تصعيد بين أمريكا وروسيا، سيتوقع المستثمرون ركود اقتصادي عالمي، كما إن ارتفاع أسعار النفط يؤثر على تكلفة الإنتاج والنقل، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع التضخم في دول كثيرة، وبالتالي يشكل ضغطًا على الاقتصاد العالمي.
مدى واقعية تنفيذ التهديدات
من الممكن أن يكون تهديد ترامب جزء من (حملته الانتخابية)، وقد يكون هذا التهديد ليثبت إنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن في الواقع تنفيذ العقوبات بهذا الشكل، قد يواجهه مقاومة من الشركات الأمريكية التي تعتمد على استقرار أسعار الطاقة.
تأثير القرار على العلاقات التجارية بين أمريكا وباقي الدول
فرض هذه العقوبات على النفط الروسي، قد يدفع بعض الدول إلى إعادة التفكير في علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة إذا اتأثرت الشركات الكبيرة بالسلب. كما دول مثل الصين والهند بتستغل الفرصة وتقوي علاقتها مع روسيا أكثر، مما يضعف النفوذ الأمريكي في السوق العالمي.
ختامًا، إذا تم تنفيذ تهديد ترامب، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في سوق النفط العالمي، قد تتضرر روسيا، ولكن هناك بديل مثل البيع للصين والهند، قد تتأثر الأسواق سلبًا، مما يرفع احتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي، وقد يكون التهديد جزء من حملة ترامب الانتخابية أكتر من كونه خطة واقعية، كما إن العلاقات التجارية بين الدول الكبرى قد تتغير بسبب القرار، مما يؤثر على موازين القوى الاقتصادية.
Short Url
كيف يمكن أن تكون الهاشتاجات مجرد فقاعة رقمية؟
01 أبريل 2025 10:13 م
صناعات المستقبل، المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في 2025
01 أبريل 2025 09:43 م
«الصين» من محرك الطلب إلى لغز سوق النفط العالمي
01 أبريل 2025 09:00 م


أكثر الكلمات انتشاراً