4 سيناريوهات لمستقبل التجارة بين أمريكا وتايوان بعد تهديدات واشنطن
الإثنين، 31 مارس 2025 11:53 ص

أمريكا وتايوان
تحليل/ ميرنا البكري
الإحصائيات في الاقتصاد ليس مجرد أرقام، لكن لها تأثيرات حقيقية على العلاقات بين الدول، خصوصًا إذا كان الفارق كبير كما بين أمريكا وتايوان، بلغت صادرات تايوان لأمريكا 111.4 مليار دولار في 2024، كما ارتفع الفائض التجاري بنسبة 83% (وفقًا لبيانات البنك المركزي التايواني)، يشكل هذا الوضع قلق لواشنطن، التي بدأت تهدد بفرض رسوم جمركية على المنتجات التايوانية بحلول 2025، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أمريكا تنفذ تهديدها؟ ، وهل هذا التهديد يحل المشكلة أم سيخلق أزمة جديدة؟
لماذا ارتفع الفائض التجاري بين تايوان وأمريكا؟
هذا الارتفاع الكبير في 2024، ليس صدفة، تايوان وصلت لهذا الفائض لأسباب واضحة، منها:
تفوقها في الصناعات التكنولوجية، خاصة "أشباه الموصلات" أي الرقائق الإلكترونية، التي تعتمد الشركات الأمريكية عليها.
منتجات تايوان أرخص وأكثر تنافسية؛ نظرًا لأن تكاليف الإنتاج قليلة مقارنة بالولايات المتحدة.
ارتفاع الطلب العالمي على الإلكترونيات، مما جعل الصادرات التايوانية ترتفع بشكل كبير.
لم تضع الولايات المتحدة هذه الأسباب في الاعتبار، ولكنها تركز على الميزان التجاري المختل، وهو مضر للصناعة المحلية في البلاد، ولذلك بدأت في التفكير في فرض رسوم على الواردات التايوانية.

ماذا سيحدث إذا فرضت أمريكا رسومًا على المنتجات التايوانية؟
إذا نفذت أمريكا فعلاً هذا التهديد، سينتج عنه عدة تأثيرات، أهمها:
ترتفع أسعار المنتجات التايوانية في السوق الأمريكي، فالشركات التي تشتري منها قد تقلل الطلب.
الشركات الأمريكية ستتضرر، لأن جزء كبير من صناعتها يعتمد على التكنولوجيا التايوانية، وإذا ارتفعت الأسعار، المستهلك الأمريكي هو الذي يدفع الثمن في النهاية.
بالنسبة لتايوان، تايوان قد تجد بدائل، مثل تصدير أكثر للصين وأوروبا، لكنهذا الامر لن يكون سهل أو سريع.
بالتالي، القرار لن يضر تايوان بمفردها، لكن سيؤثر ذلك على أمريكا نفسها وعلى المستهلكين والشركات التي تعتمد على الإلكترونيات التايوانية.

تداعيات الاضطراب على الاقتصاد العالمي
أي اضطراب في التجارة بين أي دولتين يكون ليه تأثير على باقي الدول. وإذا تصاعد الصراع التجاري، قد نواجه:
ارتفاع أسعار الإلكترونيات عالميًا؛ نظرًا لأن تايوان من أكبر منتجي أشباه الموصلات في العالم.
اضطراب في سلاسل التوريد، مما يؤثر على صناعات كثيرة، مثل السيارات والتكنولوجيا.
توتر في العلاقات التجارية الدولية، لأن أي قرار مثل ذلك غالبًا ما يكون له رد فعل مضاد من تايوان أو شركائها.
بمعنى تاني، القرار لن يؤثر على أمريكا وتايوان فقط، لكنه قد يخلق موجة جديدة من الأزمات الاقتصادية على مستوى العالم.
ختامًا، السياسة والاقتصاد دائما مترابطين، والولايات المتحدة تدرك إن تايوان ليس مجرد شريك تجاري، لكنها حليف مهم ضد النفوذ الصيني، وبالتالي فرض ضرائب على الواردات التايوانية قد يضر العلاقات بين البلدين، ويدفع تايوان للتقارب أكثر مع الصين، كما إن الشركات الأمريكية الكبيرة التي تعتمد على التكنولوجيا التايوانية لن تصمت، وستحاول تشكيل ضغطًا على الحكومة لكي تلغي هذا القرار أو على الأقل تخففه.
Short Url
كيف يمكن أن تكون الهاشتاجات مجرد فقاعة رقمية؟
01 أبريل 2025 10:13 م
صناعات المستقبل، المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في 2025
01 أبريل 2025 09:43 م
«الصين» من محرك الطلب إلى لغز سوق النفط العالمي
01 أبريل 2025 09:00 م


أكثر الكلمات انتشاراً