عقوبات ترامب على نفط فنزويلا، هل تفتح الباب لهيمنة روسيا والصين؟
الأحد، 30 مارس 2025 12:52 م

الرئيس الأمريكي/ دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
يُعد قرار إدارة ترامب بإجبار شركات النفط على وقف أعمالها في فنزويلا ليس مجرد حركة سياسية، ولكن هذا قرار له تداعيات اقتصادية كبيرة هتأثر على فنزويلا نفسها، والشركات العالمية، وحتى سوق الطاقة ككل.
ونستعرض في هذا التحليل أبرز التداعيات على اقتصاد فنزويلا، ومستقبل الشركات الأجنبية المعتمدة على النفط الفنزويلي، وكيفية تغير حركة أسعار النفط.

ضربة قوية لاقتصاد فنزويلا
يقوم اقتصاد فنزويلا على تصدير النفط، أي أكثر من 90% من دخلها يأتي من النفط. فإذا انسحبت الشركات الأجنبية، العائدات ستقل بشكل مرعب، والدولة التي تصارع من أجل تلبية الضروريات مثل الأكل والدواء ستجد نفسها في وضع أسوأ بكتير.
على الجانب الآخر، هناك آلاف العمال في قطاع النفط، ومع توقف العمليات، تفقد نسبة كبيرة منهم وظيفتهم، مما يزود معدلات الهجرة للدول القريبة مثل كولومبيا والبرازيل، هذا يعني إن الأزمة لن تكون داخل فنزويلا فقد، ولكنها ستمتد لدول أخرى.
ماذا يحدث للشركات الأجنبية؟
الشركات التي كانت معتمدة على النفط الفنزويلي، مثل: "ريلاينس" الهندية و"ريبسول" الإسبانية، ستواجه أزمة، حيث سيقطع عنهم مصدر مهم فجأه، مما يدفعهم للبحث عن بديل، وهذا معناه تكلفة أعلى، مما يؤثر على أسعار البنزين والمنتجات النفطية في العالم كله.
تُعد الهند من أكبر الدول التي تشتري النفط من فنزويلا، وفرض ضريبة 25% على الدول والشركات التي تشتري منها، يعني إن الهند قد تلجأ لروسيا أو إيران كمصدر بديل، مما يغير خريطة تجارة النفط بشكل كبير.
تغير حركة أسعار النفط
ببساطة، عندما يقل المشروع، الأسعار قد ترتفع، كما إن وقف تصدير النفط من فنزويلا يجعل الأسواق العالمية تشهد ارتفاعات، خاصة إذا لم تغطي دول "أوبك" الفجوة، لكن في المقابل، أصبحت أمريكا تنتج كميات ضخمة من النفط، فالتأثير لن يكون بنفس الحجم في الماضي.
هل روسيا والصين هما المستيفدان؟
في الغالب سيكون لروسيا والصين النصيب الأكبر في هذه الأحداث، تحتاج فنزويلا إلى دعم مالي حاليًا، ومن الممكن أن تلجأ لروسيا والصين، ومن المؤكد أن لن يعطوها قروض أو مساعدات بدون مقابل، بل بأسعار فائدة مرتفعة، وفي المقابل، يحصلوا على النفط الفنزويلي بأسعار أرخص.
إذا حدث هذا الأمر، تجد أمريكا نفسها فقدت السيطرة على جزء كبير من تجارة النفط هناك، وبدلًا من أنها كانت مصدر الضغط على فنزويلا، ستجد موسكو وبكين يزودوا نفوذهم في المنطقة أكثر.

الموضوع ليس مجرد أزمة اقتصاد.. السياسة داخلة في اللعبة
هذه العقوبات ليس مجرد محاولة لضرب الاقتصاد الفنزويلي، لكنها أيضًا رسالة سياسية قوية، تستخدم الولايات المتحدة الاقتصاد كوسيلة ضغط، مما يضطر حكومة فنزويلا أن تتخذ قرارات أكتر تطرفًا، مثل تأميم الشركات الأجنبية المتبقية هناك، مما يجعل المستثمرين الأجانب يقلقوا من ضخ أموالهم في السوق الفنزويلي.
كما إن هذا القرار قد يكون له تأثير على الانتخابات الأمريكية، لأن الرئيس القادم أكيد سيستخدمه كورقة في السياسة الخارجية، خاصة إن الصراع على الطاقة أصبح واحد من أهم الملفات التي تحدد من الأقوى في العالم.
ختامًا
بغض النظر عن السياسة، قد يؤدي وقف عمليات النفط في فنزويلا إلى حدوث هزة اقتصادية، وبالتالي تعاني الحكومة الفنزويلية، كما تخسر الشركات الأجنبية، وتتحرك أسعار النفط، لكن المستفيد من هذه الأحداث هم روسيا والصين، الذين سيجدوا أنفسهم فجأة لديهم فرصة أكبر للسيطرة على نفط فنزويلا، وبالتالي تعزيز نفوذهم الاقتصادي في المنطقة، هذا القرار ليس مجرد خطوة إدارية، بل قادر على تغير شكل خريطة الطاقة في العالم في السنين القادمة.
Short Url
في ظل التقلبات الحالية، هل تنخفض معدلات الرهن العقاري في 2025؟
01 أبريل 2025 12:00 م
أسواق النفط تتجاهل تهديدات ترامب على النفط الروسي، هل انتهى تأثير العقوبات؟
31 مارس 2025 12:21 م
من «دولي إلى البشر»، هل أصبح الاستنساخ على وشك أن يصبح واقعًا؟ (تقرير)
30 مارس 2025 05:00 م


أكثر الكلمات انتشاراً