نساء هذه الدولة الأوروبية طويلات القامة في مأزق بسبب قلة الرجال!
الأحد، 30 مارس 2025 02:26 م

نساء لاتيفيا
مصعب فرج
في لاتفيا، الدولة المطلة على بحر البلطيق، تبرز مشكلة ديموغرافية تؤثر بشكل كبير على حياة النساء في البلاد، حيث تشهد البلاد توازنًا غير طبيعي بين عدد الرجال والنساء.
ووفقًا للتقرير الصادر عن البنك الدولي في 2023، بلغ نسبة النساء 53.68% من السكان البالغين، بينما شكل الرجال 46.32% فقط، مما يخلق واقعًا اجتماعيًا يضع النساء في موقف صعب عند محاولة العثور على شريك.

الفجوة الديموغرافية، تزايد عدد النساء مقارنة بالرجال
تؤدي هذه الفجوة إلى ظاهرة مقلقة حيث لكل 84 رجلًا هناك 100 امرأة في لاتفيا، هذا الخلل ليس مجرد إحصائية، بل له تأثيرات اجتماعية وديموغرافية عميقة.
وتشير البروفيسورة بايبا بيلا، أستاذة علم الاجتماع في جامعة لاتفيا، إلى أن هذا التفاوت يؤدي إلى قلق متزايد لدى النساء اللاتي يخشين من البقاء وحيدات، خصوصًا مع الفارق في متوسط العمر بين الجنسين، حيث يعيش الرجال في لاتفيا بمعدل 70.1 عام مقابل 79.9 عامًا للنساء.

معدلات الوفيات بين الرجال، دور حوادث المرور وإدمان الكحول
وتساهم عوامل أخرى في تعميق الفجوة بين الجنسين، مثل ارتفاع معدلات الوفيات بين الرجال، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا.
هذه الوفيات ناتجة عن حوادث المرور، بالإضافة إلى مشكلات مرتبطة بإدمان الكحول، ما يزيد من اتساع الفجوة بين عدد النساء والرجال في المجتمع اللاتفي.
وقد أكدت بيلا أن معدل وفيات الذكور أعلى بثلاث مرات مقارنة بالنساء في نفس الفئة العمرية.

النساء المتعلمات يواجهن تحديات إضافية في البحث عن شريك
يواجه العديد من النساء اللاتفيات صعوبة في إيجاد شريك، خاصة أولئك الأكثر تعليمًا وذكاءً. هذه الظاهرة تؤكدها المؤثرة الشهيرة على موقع "يوتيوب" دانا لوسيا، التي تشير إلى أن النساء المتعلمات أو ذوات الطموحات العالية يواجهن تحديات أكبر في العلاقات العاطفية.
وتعبر داس إحدى النساء الشابات، عن تجربتها قائلة: "النساء الأذكى يظللن وحيدات، أما الجميلات جدًا فيبقين وحيدات إذا كن ذكيات".
وهذا يبرز التحدي الكبير الذي تواجهه النساء، خاصة في بلد توفر فيه النساء فرصًا تعليمية متقدمة.
_1790_021550.jpg)
التاريخ والهجرة، تأثير الحروب على التوازن السكاني
تاريخ لاتفيا يلعب دورًا بارزًا في هذا التفاوت بين الجنسين، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، خسرت البلاد عددًا كبيرًا من الذكور، مما ساهم في أن تهاجر العديد من النساء اللاتفيات إلى دول أخرى بحثًا عن فرص أفضل في العمل والحياة، وكذلك عن شركاء محتملين، بسبب محدودية الفرص داخل البلاد.
هذا التاريخ الطويل من الهجرة كان له تأثير طويل الأمد على التوازن الديموغرافي في لاتفيا.
النساء اللاتفيات، الأطول قامة في العالم
ويضاف إلى هذه القضايا ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام، حيث تعتبر النساء اللاتفيات الأطول قامة في العالم، بمتوسط طول يبلغ 1.70 متر.
وعلى الرغم من أن الطول ليس العامل الوحيد الذي يؤثر في العلاقات، فإن هذا الفرق في الطول قد يعزز من التحديات التي تواجه النساء في البحث عن شريك.
وبعض الرجال قد يشعرون أن طول القامة يمثل عائقًا في التفاعلات الرومانسية، مما يضيف عبئًا إضافيًا على النساء في لاتفيا.

تأثير هذه الظاهرة على المجتمع والاقتصاد
تترتب على هذا الاختلال بين الجنسين آثار اقتصادية واجتماعية واسعة، وعلى الرغم من أن النساء في لاتفيا يشكلن نسبة كبيرة من طلاب التعليم العالي، حيث بلغت نسبة المسجلين في المؤسسات التعليمية 60% من النساء في العام الدراسي 2022-2023، إلا أن هذه الفرص التعليمية المتقدمة لم تترجم إلى بيئة أكثر تكافؤًا في العلاقات الرومانسية.
ولا تزال مشكلة العثور على شريك تمثل مصدر قلق كبير للنساء في لاتفيا، مما يبرز التحديات التي يواجهها المجتمع اللاتفي في معالجة هذا التفاوت الديموغرافي.
تستمر هذه الظاهرة في التأثير على حياة النساء اللاتفيات، ويظل السؤال مفتوحًا حول كيفية معالجة هذه المشكلة في المستقبل.
وفي ظل التحديات الاجتماعية، الاقتصادية، والديموغرافية، يبقى الأمل في إيجاد حلول يمكن أن توازن بين الجنسين في لاتفيا، وتخلق بيئة أكثر تساويًا وفرصًا للجميع.
Short Url
أكبر شركة لإنتاج المنجنيز الخام في مصر، تعرف على التفاصيل بالكامل
01 أبريل 2025 12:53 م
في ظل التقلبات الحالية، هل تنخفض معدلات الرهن العقاري في 2025؟
01 أبريل 2025 12:00 م
أسواق النفط تتجاهل تهديدات ترامب على النفط الروسي، هل انتهى تأثير العقوبات؟
31 مارس 2025 12:21 م


أكثر الكلمات انتشاراً