تحت شعار أمريكا أولا، «ترامب» يمنع الدعم عن منظمة التجارة العالمية

الخميس، 27 مارس 2025 09:33 م

«ترامب» يمنع الدعم عن منظمة التجارة العالمية

مصعب فرج -

قررت الولايات المتحدة تعليق مساهماتها في ميزانية منظمة التجارة العالمية، في خطوة تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقليص الإنفاق الحكومي، وفقا لما نقلته رويترز مساء اليوم الخميس، عن 3 مصادر تجارية.

ويأتي هذا القرار ضمن نهج أوسع تتبناه الإدارة الأمريكية، يهدف إلى الحد من دعم المؤسسات الدولية التي ترى واشنطن أنها تتعارض مع سياساتها الاقتصادية المبنية على شعار "أمريكا أولاً".

وتشمل هذه السياسة الانسحاب من بعض الهيئات، مثل منظمة الصحة العالمية، وتقليص التمويل لمؤسسات أخرى في إطار مراجعة شاملة للإنفاق الاتحادي.

تأثيرات سابقة على منظمة التجارة العالمية

لم يكن هذا القرار الأول من نوعه، فقد سبق أن تأثرت منظمة التجارة العالمية بقرار أمريكي في عام 2019، عندما منعت واشنطن تعيين قضاة جدد في هيئة الاستئناف التابعة للمنظمة، مما أدى إلى شلل جزئي في آلية تسوية النزاعات التجارية.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت الهيئة بتجاوز صلاحياتها القانونية عند الفصل في القضايا التجارية الدولية.

تفاصيل تعليق التمويل الأمريكي

تبلغ الميزانية السنوية لمنظمة التجارة العالمية، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، نحو 205 ملايين فرنك سويسري (ما يعادل 232.06 مليون دولار أمريكي) لعام 2024.

وكان من المفترض أن تساهم الولايات المتحدة بنحو 11% من هذه الميزانية، وفقاً لنظام رسوم يتناسب مع حصتها في التجارة العالمية، وفقاً للوثائق العامة للمنظمة.

وكشف مصدران مطلعان أن مندوباً أمريكياً أبلغ اجتماع المنظمة بشأن الميزانية، الذي عُقد في الرابع من مارس، بأن مدفوعات واشنطن لميزانيتي 2024 و2025 قد أُوقفت مؤقتاً، ريثما تُراجع الولايات المتحدة مساهماتها في المنظمات الدولية، وأكد المصدران أن المندوب لم يحدد جدولاً زمنياً لإعلان القرار النهائي.

قلق داخل المنظمة وخطط بديلة

أكد مصدر تجاري ثالث صحة هذه المعلومات، مشيراً إلى أن منظمة التجارة العالمية تبحث "خطة بديلة" في حال استمرار تعليق التمويل لفترة طويلة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الخطة.

وبسبب حساسية الموضوع، طلبت المصادر الثلاثة عدم الكشف عن هويتها، حيث إن الاجتماع كان مغلقاً ولم يُعلن رسمياً عن تعليق التمويل الأمريكي.

ورغم ذلك، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض حتى الآن، كما لم تستجب البعثة الأمريكية لدى منظمة التجارة العالمية في جنيف لطلبات التعليق.

تداعيات محتملة على المنظمة

من جانبه، أكد إسماعيل دينج، المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية، أن مساهمات الولايات المتحدة كانت في طريقها، لكنها "تعطلت بسبب تعليق جميع المدفوعات الأمريكية للوكالات الدولية".

وأضاف دينج: "بشكل عام، يمكن أن تؤثر هذه المتأخرات على القدرة التشغيلية لأمانة منظمة التجارة العالمية، لكننا نواصل إدارة مواردنا بحكمة، ولدينا خطط جاهزة لمواصلة العمل في ظل أي قيود مالية محتملة".