الحرب التجارية تتصاعد، الصين تواجه الرسوم الأمريكية بـ4 إجراءات حاسمة

الجمعة، 04 أبريل 2025 07:45 م

الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني

مصعب فرج

في تصعيد جديد للحرب التجارية، أعلنت الصين اليوم الجمعة عن أربع خطوات لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على صادراتها.

وشملت هذه الإجراءات فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على بعض السلع الأمريكية، وفرض قيود على تصدير المعادن النادرة الحيوية لصناعات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إدراج 11 شركة أمريكية في قائمة "الكيانات غير الموثوقة"، مما يتيح لها فرض عقوبات على الشركات المرتبطة بصفقات الأسلحة مع تايوان.

كما قدمت الصين شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، في محاولة لحشد الدعم الدولي ضد السياسة الأمريكية.

يأتي هذا التصعيد وسط تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود جديد، واضطراب الأسواق المالية، بينما تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليل تأثير هذه الخطوات على المستثمرين.

وفي السطور التالية، نرصد تفاصيل الإجراءات الصينية وردود الفعل العالمية عليها.

بكين تفرض رسوماً جمركية إضافية على الواردات الأمريكية

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت الصين اليوم الجمعة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على بعض السلع الأمريكية، مما يزيد من حدة النزاع التجاري مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي واضطراب الأسواق المالية.

قيود صينية على تصدير المعادن النادرة

لم تقتصر الإجراءات الصينية على الرسوم الجمركية فقط، بل أعلنت بكين عن فرض قيود على تصدير المعادن النادرة، وهي مواد حيوية للصناعات التكنولوجية في الولايات المتحدة، كما قدمت الصين شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، في محاولة لحشد الدعم الدولي ضد الإجراءات الأمريكية.

إدراج شركات أمريكية ضمن قائمة الكيانات غير الموثوقة

في تصعيد إضافي، أدرجت الصين 11 شركة أمريكية على قائمة "الكيانات غير الموثوقة"، مما يتيح لها فرض عقوبات على الشركات المرتبطة بصفقات الأسلحة مع تايوان، وتؤكد بكين أن هذه الإجراءات تأتي رداً على التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالجزيرة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.

الأسواق العالمية تتفاعل مع التصعيد التجاري

جاء رد الفعل في الأسواق المالية سريعاً، حيث شهدت مؤشرات وول ستريت انخفاضاً حاداً بعد إعلان الصين عن فرض الرسوم الجديدة، وقدرت الخسائر السوقية للأسهم الأمريكية بنحو 2.4 تريليون دولار، فيما أشار محللو بنك "جيه بي مورجان" إلى ارتفاع احتمالات حدوث ركود اقتصادي عالمي إلى 60%، بعد أن كانت التقديرات السابقة تشير إلى 40%.

ترامب يقلل من تأثير الأزمة على المستثمرين

في المقابل، حاول الرئيس الأمريكي تهدئة المخاوف عبر منشور على منصات التواصل الاجتماعي، قائلاً: "هذا هو الوقت المثالي للاستثمار والثراء أكثر من أي وقت مضى"، كما أكد أن سياسته الاقتصادية لن تتغير، حتى مع تصاعد التوترات مع الصين.

التكنولوجيا على خط المواجهة في الحرب التجارية

تسببت التوترات المتزايدة في تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "أبل" و"إنفيديا"، بسبب اعتمادها الكبير على التصنيع في الصين وتايوان، كما دخل تطبيق "تيك توك" المملوك لشركة "بايت دانس" ضمن دائرة الصراع، حيث اقترح ترامب إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنه مقابل تخفيف الرسوم الجمركية.

اليابان والاتحاد الأوروبي يعبران عن القلق

من جانبه، وصف رئيس وزراء اليابان الأزمة الحالية بأنها "أزمة وطنية"، مشيراً إلى التأثير الكبير للرسوم الجمركية على الاقتصاد الياباني.

وفي أوروبا، دعا مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي إلى إعطاء الأولوية للحوار مع واشنطن لتجنب مزيد من التصعيد، وسط انقسامات بين الدول الأعضاء حول أفضل السبل للرد على الإجراءات الأمريكية.

انعكاسات الرسوم الجمركية على المستهلكين

تشير التقديرات إلى أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات في الأسواق الأمريكية، بدءًا من المواد الاستهلاكية وصولاً إلى الهواتف الذكية.

ووفقًا لتحليل "روزنبلات للأوراق المالية"، فإن سعر هاتف "آيفون" قد يرتفع إلى 2300 دولار إذا قررت "أبل" تحميل المستهلكين تكاليف الرسوم الإضافية.

مواجهة مفتوحة دون حل قريب

مع استمرار التصعيد بين الطرفين، يرى الخبراء أن الأزمة لن تنتهي في القريب العاجل، ويبدو أن الصين تحاول اتباع استراتيجية "العين بالعين" عبر فرض رسوم مضادة، مما يعكس استعدادها لخوض معركة طويلة الأمد في المجال التجاري.

تظل الأسواق والمستهلكون في حالة ترقب، وسط توقعات بمزيد من الإجراءات التصعيدية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن يؤدي هذا النزاع إلى تحول اقتصادي عالمي، أم أن المفاوضات ستسفر في النهاية عن اتفاق يحد من الخسائر لكلا الطرفين؟