الشركات الناشئة وكيفية الحفاظ على النجاح

يجب أن تكون الشركات الناشئة قادرة على دراسة البيانات وتحديد وفصل الاتجاهات المهمة، وفي بعض الأحيان يكون القول أسهل من الفعل، خاصة إذا كان المؤسسون يحاولون القيام بكل ما يعرفون أنهم بحاجة إلى القيام به للحفاظ على الشركة الناشئة وتعزيز قاعدتها المالية. تحتاج الشركات ذات النمو المرتفع إلى اهتمام بأبحاث السوق أكثر من الشركات الصغيرة. تطرح الأسواق ذات النمو المرتفع كميات هائلة من البيانات التي غالبا ما تكون معقدة ومتناقضة في بعض الأحيان. يعد الحصول على صورة واضحة للسوق أمرًا مهمًا بالنسبة للشركات ذات النمو المرتفع لأن تكلفة الفرصة الضائعة، والفرصة الضائعة بمجرد عدم تحقيق فرصة السوق، تعتبر فرصة ضائعة أمرًا مهمًا.

ولا ينبغي أبدًا أن تكون أبحاث السوق هي العامل الوحيد الذي يحدد استراتيجية الشركة، لأن القرارات الاستراتيجية طويلة المدى يجب أن تعكس التطور والرؤية التي تتضمن قضايا مثل التكنولوجيا، أو المنافسة العالمية، أو الدخول إلى أسواق مختلفة، أو تعظيم ثروة المساهمين، ما يمكن أن تفعله أبحاث السوق بالمعنى العملي هو توفير قاعدة دعم من المعلومات المفيدة وفي الوقت المناسب لصانعي القرار الذين لديهم احتياجات عمل معينة.

ما هو أثر دمج أبحاث السوق في استراتيجية الأعمال؟

يجب أن تكون أبحاث السوق عنصراً أساسياً في عملية التخطيط الاستراتيجي للأعمال، و لا يحبذ فصلها عن الأنشطة الأخرى، و فى حقيقة الأمر، تتمتع الشركات الناشئة التي تُدمج أبحاث السوق بفعالية في خططها الاستراتيجية وتستخدمها لاتخاذ قرارات حاسمة، ومراقبة التطورات في السوق، وتحديد وتتبع الأهداف الاستراتيجية، والاستجابة للتغييرات غير المتوقعة، بميزة تنافسية كبيرة في بيئة الأعمال الديناميكية اليوم.

و لا تكتمل قيمة أبحاث السوق إلا عندما تُطبق نتائجها على أرض الواقع، حيث تُشير نتائج البحث الحاجة إلى اتخاذ إجراءات محددة، وتقع مسؤولية تحديد مسار العمل المناسب على عاتق الإدارة، ولكن في كثير من الشركات، يلعب الباحث دورًا هامًا في تنفيذ النتائج، على سبيل المثال يمكن للمهارات المتنوعة التي يتمتع بها المُحاور أن تُساعد الإدارة في تحديد التغييرات الرسمية في السياسات لإعادة تنظيم الدعم والقوى الميدانية لدعم منتجات معينة، وشرح أسباب تلك التغييرات للموظفين المعنيين، لذلك يُعدّ تحديد كفاءة الموظفين وتكاليف تنفيذ التوصيات جزءًا حيويًا من عملية التنفيذ. كما يجب إجراء دراسات متابعة لتقييم فعالية التوصيات المُطبقة.

يمكن للمستهلكين تقديم رؤى قيّمة، لكن تظل ذات فائدة محدودة ما لم يتم تطبيقها على العمليات التجارية، خاصة أن دمج نتائج البحث بشكل فعال في جميع جوانب العمل هو المفتاح لتحقيق أقصى استفادة من أبحاث السوق، وسيتطلب ذلك تعاونًا وثيقًا بين المسوقين وأخصائيي الأبحاث، ممّا يُساهم في نشر ثقافة "الذكاء" في جميع أنحاء المنظمة.

وبالتالي، فإن دمج أبحاث السوق في التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات يُمكّن الشركات من:
    فهم احتياجات العملاء بشكل أفضل وتطوير منتجات وخدمات تلبي تلك الاحتياجات.
    اتخاذ قرارات مستنيرة قائمة على البيانات.
    اكتساب ميزة تنافسية في السوق.
    التكيف مع التغييرات في السوق بشكل سريع وفعال.
    تحسين كفاءة العمليات وتقليل التكاليف.
    تعزيز رضا العملاء وتحقيق النمو.

و ختاماً، يمكننا القول أنه أبحاث السوق هي أداة لا غني عنها لنجاح رواد الأعمال، فهى تُعدّ استثمارًا ذكيًا ، ويمكن لرواد الأعمال اتخاذ قراراتٍ أفضل، وتحسين فرصهم في النجاح، وبناء أعمالٍ مستدامةٍ على المدى الطويل، وتحليل المستهلكين والعملاء المحتملين، وفهم احتياجاتهم وتفضيلاتهم والبحث عن فرص جديدة لتلبية هذه الاحتياجات، وفهم عميق للفجوات في السوق والطلبات غير الملباة.