الثلاثاء، 25 مارس 2025

02:30 م

الذكاء الاصطناعي التوليدي، رحلة تطور من الخمسينات إلى الابتكار في العصر الرقمي

الأحد، 23 مارس 2025 01:39 م

الذكاء الاصطناعي التوليدي

الذكاء الاصطناعي التوليدي

تحليل/ ميرنا البكري

مع التطورات  العالمية غير المسبوقة في التقنيات التكنولوجية، شهد العالم ظهور عدد من الابتكارات التي غيرت أداء الأعمال، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي أيرز هذه الابتكارات التي أصبحت محل اهتمام الأفراد والمؤسسات والشركات، كما أصبح جزءًا أساسيًا في حياتنا اليومية؛ نظرًا لقدرته على إنجاز المهام المعقدة في وقت أسرع، والمساعدة في تعزيز بعض الوظائف والأعمال.

ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت تقنيات “الذكاء الاصطناعي التوليدي”، وتتمثل قدرتها في إنتاح محتوى كالنصوص ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية والأكواد البرمجية.

وسجل حجم السوق العالمي للذكاء  الاصطناعي التوليدي 40 مليار دولار في عام 2022، خاصة بعد إطلاق شركة (Open AI) نموذج (GPT3.5)، وبلغ عدد المستخدمين له إلى مليون مستخدم في 5 أيام فقط منذ إطلاقه.

وقُدر حجم السوق العالمي بـ 67 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو حجم السوق بمعدل نمو سنوي مركب 42.5%.

Picture background

ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

يعكس الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى توليد محتوى جديد ومبتكر بأنواع مختلفة كالنصوص والصور والمقاطع الصوتية.

يختلف الذكاء الاصطناعي التوليدي عن الذكاء الاصطناعي التقليدي في عدة جوانب ، أبرزها قدرة الذكاء الاصطناعي التقليدي على القيام بمهام معقدة أكثر كتوليد المحتوى، بينما يقوم الذكاء الاصطناعي التقليدي بتنفيذ مهام التنبؤ، وتقديم توصيات.

فالذكاء الاصطناعي التقليدي يركز أكثر على البيانات المتخصصة لأغراض ضخمة، أم الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على التعامل مع بيانات عامة ضخمة وغير موجهة لمؤسسة ما.

خصائص الذكاء الاصطناعي التوليدي

تعدد الإمكانيات: الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على أداء مجموعة كبيرة ومتنوعة من المهام في قطاعات مختلفة.

المحاكاة: لديه القدرة على توليد محتوى مبتكر وإبداعي.

الإبداع: إمكانية توليد محتوى جديد مشابه للبيانات الأصلية ولكن غير مكررة.

سهولة الاستخدام: يمكن استخدامه من خلال واجهات تفاعلية، باستخدام اللغات الطبيعية.

Picture background

مراحل تطور الذكاء الاصطناعي عبر الزمن

تعود نشأة الذكاء الاصطناعي إلى بداية الخمسينات من القرن الماضي، ومع زيادة القدرات الحوسبية في التخزين والمعالجة، شهدت خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحولًا، حيث طُور أول نموذج ذاتي التعلم باستخدام خوارزمية "بيرسبترون" عام 1985.

ثم ظهر نظام إليزا (ELIZA)، وهو أول نظام بدائي قائم على الذكاء الاصطناعي في عام 1966 في معهد ماساتشوستش للتقنية، وهو يهدف إلى إجراء محادثات باللغة الإنجليزية للمعالجة النفسية.

واستمر التطور في الذكاء الاصطناعي حتى بداية القرن اواحد والعشرين، حيث شهد نموًا كبيرًا لظهور "البيانات الضخمة"، وهي مجموعة كبيرة جدًا تتضمن أنواع مختلفة من البيانات.

في عام 2014، ظهرت شبكات التوليد التنافسية Generatve  Adversarial) Network)، وهي من أكثر النماذج التوليدية نجاحًا وتم استخدامها في عدة تطبيقات.

وفي عام 2017، ظهرت بُنية المحولات (Transformers)، التي تعتمد على آليات الانتباه وأحدثت ثورة كبيرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

ختامًا،  ُيعد الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد أبرز الابتكارات التكنولوجية التي أحدثت تحولًا كبيرًا في قطاعات عديدة، بفضل قدرته على توليد محتوى مبتكر ومبدع يحاكي المخرج البشري، أصبح جزءًا ضروري في حياتنا اليومية، حيث يساعد في تسريع أداء الأعمال وتعزيز الكفاءة. ومع استمرار التطور في هذا المجال، من المتوقع أن يشهد العالم المزيد من التقدمات التي ستغير وجه الصناعات والوظائف بشكل مستمر.

Short Url

search