الفيدرالي الأمريكي يتخذ أول قرار بشأن الفائدة بعد تطبيق رسوم ترامب

الأربعاء، 19 مارس 2025 04:23 م

مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

من المقرر أن يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اليوم الأربعاء 19 مارس 2025، أول قرار بشأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بعد تطبيق الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع الشهر الجاري.

ويعتبر اجتماع اليوم بالنسبة للفيدرالي الأمريكي، هو ثاني اجتماع في عام 2025، والذي قد يحدد الاتجاه للأسواق في العام الجديد.

ومن المتوقع أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة المرجعي ثابتًا عند نطاق 4.25%-4.50% في نهاية اجتماعه للسياسة النقدية.

وقد ظل هذا السعر ساريًا منذ ديسمبر 2024، ومن المتوقع أن يشهد عام 2025 تخفيضين بمقدار ربع نقطة مئوية، في حين يتوقع المستثمرون حاليا 3 تخفيضات من هذا القبيل.

ويبقى السؤال الأهم، هو كيف سيواجه الفيدرالي الأمريكي التحركات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والتي من المرجح أن تشكل ملامح الاقتصاد هذا العام بما يشمل المطالبات بأن يستمر الفيدرالي في خفض تكاليف الاقتراض.

توقعات الاقتصاد الأمريكي

وتوقع المسؤولون في ديسمبر، أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.1% هذا العام، مع ارتفاع معدل البطالة قليلا لينهي العام عند 4.3% ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، الذي يستخدم في تحديد هدف التضخم لدى البنك المركزي بنسبة 2%، لينهي العام عند 2.5%، وفقا لرويترز.

خطط ترامب السياسية والاقتصادية

ولكن هذه التوقعات صدرت قبل أن تصبح خطط ترامب السياسية أكثر واقعية، مع مضاعفة التعريفات الجمركية على السلع من الصين، وضريبة جديدة بنسبة 25٪ على واردات الصلب والألمنيوم، وضريبة بنسبة 25٪ على معظم السلع من المكسيك وكندا والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، والتعريفات الجمركية "المتبادلة" العالمية القادمة أيضا والتي من شأنها أن تطابق الرسوم الجمركية التي تفرضها دول أخرى على السلع الأميركية.

وخطط ترامب تعد مشروعا معقدا، تثير مقارنة بالرسوم الجمركية التي فرضت في ثلاثينيات القرن الماضي والتي أدت إلى تفاقم الكساد الأعظم، مما دفع أعضاء إدارة ترامب نفسها إلى القول إنه قد تكون هناك تعديلات مؤلمة في الطريق.

رئيس الفيدرالي الأمريكي يرجح تثبيت الفائدة في ظل سياسات ترامب

وردًا على سياسات ترامب، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إن البنك من المرجح أن يثبت سعر الفائدة الرئيسي في الأشهر المقبلة في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وأشار باول، في مؤتمر صحفي بمدينة نيويورك، إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم بتغييرات كبيرة في عدة مجالات، مثل التجارة، والضرائب، والإنفاق الحكومي، والهجرة، والتنظيمات، مشدداً على أن التأثير المباشر لهذه السياسات سيكون حاسماً في تقييم البنك للاقتصاد ووضع سياسات أسعار الفائدة المستقبلية، بحسب ما نقلته شبكة CNN.

حالة من عدم اليقين الكبير بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب

كما أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إلى حالة من عدم اليقين الكبير بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب وتأثيراتها، لكنه أكد أن البنك المركزي ليس بحاجة إلى التسرع في تعديل أسعار الفائدة.

وأوضح باول في تصريحات في منتدى اقتصادي في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو في مدينة نيويورك "الإدارة الجديدة بصدد تنفيذ تغييرات سياسية كبيرة في 4 مجالات بعينها: التجارة والهجرة والسياسة المالية والتنظيم.. لا يزال الغموض بشأن التغييرات وتأثيراتها المحتملة مرتفعا".

الرسوم الجمركية تدفع توقعات التضخم إلى الارتفاع

وتحدث باول في وقت يشهد تقلبات، مع انخفاض أسواق الأسهم وعائدات السندات في أعقاب إعلانات الرئيس دونالد ترامب المتغيرة عن الرسوم الجمركية الباهظة على الشركاء التجاريين الرئيسيين المكسيك وكندا، تليها تأخيرات في تنفيذها. كما ضاعف ترامب الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى المثلين.

جيروم باول: البيانات تشير إلى تباطؤ إنفاق المستهلكين

ورغم أن باول قال إن الاقتصاد "لا يزال في وضع جيد"، فإن البيانات تشير أيضا إلى تباطؤ محتمل في إنفاق المستهلكين و"غموض متزايد بشأن التوقعات الاقتصادية" بين الشركات.

وقال "علينا أن ننتظر لنرى كيف قد تؤثر هذه التطورات على الإنفاق والاستثمار في المستقبل".

الاحتياطي الفيدرالي يكافح التضخم منذ مارس 2022

يكافح مجلس الاحتياطي الفيدرالي التضخم منذ مارس 2022، عندما بدأ في تصعيد أسعار الفائدة لتهدئة الاقتصاد، مما دفع في النهاية سعر الفائدة القياسي إلى أعلى مستوى له منذ 23 عامًا. بينما انخفض التضخم بشكل كبير منذ ذلك الحين، وارتفع مؤشر أسعار المستهلك لشهر نوفمبر بنسبة 2.7٪، متجاوزًا هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في خفض التضخم إلى معدل سنوي 2٪.

المعركة ضد التضخم لم تنته بعد

يشير هذا إلى أن المعركة ضد التضخم لم تنته بعد، على الرغم من أن تقرير التضخم لشهر نوفمبر كان متوافقًا مع توقعات الاقتصاديين. في الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة قليلاً هذا العام، مما أثار مخاوف من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن نقاط الضعف في سوق العمل، وساعد في فتح الباب أمام تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة، كما أشار أحد الاقتصاديين.

سياسة ترامب قد تتسبب في عودة ظهور التضخم

ونظرًا لأن سياسات إدارة ترامب الاقتصادية قد تتسبب في عودة ظهور التضخم أو تخلف الاقتصاد عن التوازن، فقد يختار بنك الاحتياطي الفيدرالي اتباع نهج الانتظار والترقب والحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعهم في فبراير.

موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مارس

يأتي اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 18 إلى 19 مارس، وهو يعتبر اجتماعها الثاني لهذا العام.

وقت إعلان الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة

من المقرر أن يعلن البنك المركزي قراره بشأن سعر الفائدة في 19 مارس في حدود الساعة 9:00 مساءً، بتوقيت مصر.

وسيتبع ذلك مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الساعة 9:30 مساءً، بتوقيت مصر، حيث سيناقش باول التوقعات الاقتصادية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ويتلقى أسئلة من الصحفيين.

معدل الأموال الفيدرالية

إذا تم تخفيض سعر الفائدة فسيتم تخفيض معدل الأموال الفيدرالية - سعر الفائدة الذي تفرضه البنوك على بعضها البعض مقابل القروض قصيرة الأجل - إلى نطاق من 4.25٪ إلى 4.5٪، بانخفاض من النطاق المستهدف الحالي البالغ 4.5٪ إلى 4.75٪.

كيف سيؤثر خفض سعر الفائدة على أموال المواطنين؟

أي تخفيض في معدل الأموال الفيدرالية يمكن أن يخفف تكاليف الاقتراض لملايين الأمريكيين، لكن من غير المرجح أن يحدث خفض 0.25% نقطة فرقًا كبيرًا، حيث أشار كبير محللي الائتمان في LendingTree، مات شولز إلى أنه «قد يؤدي إلى خفض دولار أو اثنين من سداد الديون الشهرية».

وقال شولز «تخفيض آخر لسعر الفائدة هو أخبار مرحب بها في نهاية عام فوضوي، لكنه في النهاية لا يرقى إلى حد كبير لمن لديهم ديون».

معدلات الرهن العقاري لم تتأثر من تخفيضات أسعار الفائدة

على الرغم من تخفيضات أسعار الفائدة، لم تتزحزح معدلات الرهن العقاري كثيرًا وتستمر في التحليق بالقرب من أعلى مستوياتها في 20 عامًا، مما ترك العديد من مشتري المنازل المحتملين محبطين. في حين أن السعر القياسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يؤثر على تكاليف اقتراض المنازل، فإن الرهون العقارية تتأثر أيضًا بالاتجاهات الاقتصادية الأوسع والتغيرات في عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.

وقالت قناة LendingTree: «من الآن فصاعدًا، من المرجح أن تستمر معدلات الرهن العقاري في التذبذب على أساس أسبوعي ومن المستحيل تحديد المكان الذي سينتهي به الأمر على وجه اليقين».

احتمال ارتفاع التضخم في عام 2025

وبسبب احتمال ارتفاع التضخم في عام 2025 إذا فرض ترامب تعريفات واسعة النطاق، يتوقع العديد من الاقتصاديين أن يتباطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي أو يتوقف مؤقتًا في قراراته بشأن أسعار الفائدة العام المقبل في نهج الانتظار والترقب.

هل سيخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في عام 2025؟

يتوقع الاقتصاديون أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في 2025، على الرغم من أن بعض البنوك المركزية تقوم بتقليص عدد التخفيضات التي بدأوها.

Short Url

أخبار متعلقة