اللوجستيات العكسية، طريق الشركات نحو الاستدامة وتقليل الهدر البيئي
الإثنين، 17 مارس 2025 06:57 م

اللوجستيات
تحليل/ ميرنا البكري
تُعد اللوجستيات العكسية، عملية إرجاع المنتجات من المستهلكين إلى الشركات، سواءًا لإعادة التدوير، أو الإصلاح، أو إعادة البيع، أو التخلص منها بطريقة آمنة، وببساطة، هي عكس اللوجستيات التقليدية، التي تنقل المنتجات من الشركات إلى العملاء، بينما تهدف اللوجستيات العكسية، إلى استعادة القيمة، وتقليل الهدر، كعملية إرجاع الأجهزة الإلكترونية القديمة إلى الشركات، لإعادة تدويرها أو إصلاحها بدلًا من التخلص منها.

حجم سوق اللوجستيات العكسية عالميًا
وفقًا لتقرير صادر عن “Data Bridge Market Research”، بلغ حجم سوق الخدمات اللوجستية العكسية العالمي 737.28 مليار دولار أمريكي في عام 2024م، ويُتوقع أن يصل إلى 1,114.45 مليار دولار أمريكي، بحلول عام 2032م، بمعدل نموٍ سنويٍ مركب بنسبة 5.3% خلال الفترة من 2025م إلى 2032م.
أهمية اللوجستيات العكسية عالميًا
الاستدامة البيئية:- تساعد اللوجستيات العكسية في تقليل النفايات، من خلال إعادة تدوير المنتجات المرتجعة وإعادة استخدامها، ما يقلل من الهدر السلبي البيئي.
تحسين صورة الشركة:- فتقديم خدمات لوجستية عكسية، يعكس التزام الشركات بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، ما يعزز سمعتها بين المستهلكين، ويساعدها على بناء قاعدة عملاء طويلة الأجل.
استعادة القيمة:- تمكن الشركات من استعادة قيمة المنتجات المرتجعة، من خلال إعادة بيعها أو إعادة تصنيعها، وبالتالي زيادة الأرباح.
تطبيقات اللوجستيات العكسية عالميًا
قطاع الإلكترونيات:- تقوم شركات مثل "Apple" ببرامج لاستعادة الأجهزة الإلكترونية القديمة، لإعادة تدويرها أو إعادة بيعها من جديد.
صناعة السيارات:- تقوم شركات مثل "Toyota" و"Ford"، ببرامج لاستعادة المكونات لإعادة تدويرها وتقليل النفايات.
التجارة الإلكترونية والتجزئة:- شركات مثل "Amazon" و"Alibaba"، لديها أنظمة متقدمة لمعالجة المرتجعات وإعادة توزيع المنتجات القابلة للبيع.
تحديات اللوجستيات العكسية عالميًا
التكاليف المرتفعة
تحتاج عمليات استرجاع المنتجات، وفرزها، ونقلها، وإعادة تدويرها استثمارات كبيرة في البنية التحتية والخدمات اللوجستية، كما يمكن أن تكون تكاليف النقل العكسي مرتفعة، خاصة عند التعامل مع المرتجعات الخارجية.
تعقيد إدارة سلسلة التوريد العكسية
تتطلب اللوجستيات العكسية، تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا عاليًا بين مختلف الجهات المختصة، مثل الموردين، والموزعين، وشركات النقل، ومرافق إعادة التدوير، ومن الممكن أن تكون عمليات الفرز والفحص وإعادة التصنيع معقدة إلى حد ما، خاصة مع المنتجات الإلكترونية أو الصناعية.
الجودة وحالة المنتجات المرتجعة
في بعض الأحيان، تكون المنتجات المرتجعة غير قابلة لإعادة البيع أو إعادة التصنيع، ما يؤدي إلى خسائر مالية جسيمة، حيث يتطلب تحديد ما إذا كان المنتجات سيُعاد تصنيعها، أو إصلاحها، أو التخلص منها، وهي قرارات دقيقة ومكلفة.
عدم وجود معايير واضحة
وتختلف سياسات إعادة المنتجات واللوجستيات العكسية من دولة لأخرى ومن قطاع لآخر، ما يخلق تعقيدات في العمليات، كما أن غياب المعايير الموحدة، يجعل من الصعب على الشركات، وضع استراتيجيات فعالة لإدارة المرتجعات.
التحديات البيئية والقانونية
وتفرض بعض الدول، لوائحًا صارمة على إعادة تدوير النفايات، والتخلص من المنتجات بطريقة صديقة للبيئة، كما تحتاج الشركات إلى الامتثال لهذه القوانين، ما قد يفرض عليها تكاليف إضافية وجهودًا إدارية معقدة.
نقص التكنولوجيا والبيانات الدقيقة
وتحتاج الشركات، إلى أنظمة متطورة لإدارة البيانات الخاصة بالمنتجات المرتجعة وتحليلها لتحسين العمليات، عدم توفر بيانات دقيقة حول تدفق المنتجات العكسية، يجعل من الصعب اتخاذ قرارات تعتمد على المعلومات.
سلوك المستهلكين وتأثيره على كفاءة النظام
قد يواجه المستهلكون، صعوبات في اتباع سياسات إعادة المنتجات أو فرز المخلفات بشكل صحيح، كما أن تزايد عدم الوعي بأهمية اللوجستيات العكسية، يؤدي إلى ارتفاع معدل المنتجات التالفة، أو غير القابلة للاسترداد.
ختامًا، وتُعتبر اللوجستيات العكسية، عنصرًا حيويًا في سلاسل التوريد الحديثة عالميًا، حيث تساهم في تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق الكفاءة التشغيلية، وفي ظل تزايد الوعي البيئي وتطور التشريعات المتعلقة بإدارة النفايات، أصبح من الضروري للشركات، تبني ممارسات لوجستية عكسية فعّالة.
Short Url
96.3 مليون مستخدم للإنترنت في 2025، مصر تقترب من التغطية الرقمية الكاملة
17 مارس 2025 11:35 م
مصر تنجح في تحسين أوضاع العمالة بالخارج بنسبة 95%
17 مارس 2025 09:22 م
مصر بالمرتبة الثانية في الشرق الأوسط استحواذًا على أقوى شركات التكنولوجيا المالية
17 مارس 2025 08:24 م


أكثر الكلمات انتشاراً