أموال أثرياء الصين تتدفق سرًا إلى شركات «إيلون ماسك»، استثمار أم اختراق؟

الإثنين، 17 مارس 2025 05:51 م

أموال أثرياء الصين تتدفق سرًا إلى شركات إيلون ماسك

يضخ مستثمرون صينيون، ملايين الدولارات في شركات إيلون ماسك، أحد أبرز رجال الأعمال الأميركيين، عبر طرق استثمارية ملتوية تخفي هوياتهم، وتجنبًا لحساسية الاستثمارات الصينية في التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، لا تذهب هذه الأموال إلى شركات مدرجة في البورصة مثل "تيسلا"، بل تتجه إلى شركات ماسك غير المسجلة، مثل "إكس إي آي"، و"نيورالينك"، و"سبايس إكس"، وفقًا لما نشرته الإندبندنت العربية.

أدوات الاستثمار الخفي

يتم توجيه هذه الاستثمارات، عبر ما يسمى بـ"أدوات الغرض الخاص"، وهي آليات تتيح لمديري الأصول، إخفاء الهوية الحقيقية للمستثمرين، ورغم أن هذه الوسيلة قانونية، إلا أن غياب الشفافية يثير القلق، خصوصًا في ظل التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، كما تطرح هذه الاستثمارات، تساؤلات حول تضارب المصالح، نظرًا لدور ماسك الحالي، كمستشار مقرب من الإدارة الأميركية.

العائد المغري وسرية المستثمرين

المستثمرون الصينيون، لا يشترون أسهم شركات ماسك مباشرة، بل يضخون أموالهم في كيانات استثمارية مسجلة في مناطق أوفشور مثل جزر كايمان، وهذه الكيانات تقوم بعد ذلك باستثمار الأموال في صناديق أميركية تابعة لشركات رأس مال خاص، والتي تمتلك بدورها حصصًا في شركات ماسك، ونتيجة لهذه الطبيعة غير الشفافة، يصعب تحديد الحجم الحقيقي للاستثمارات الصينية، سواءًا كانت بالملايين أو حتى بالمليارات.

حجم الاستثمارات الصينية في شركات ماسك

وفقًا لمديري أصول تحدثوا لصحيفة "فايننشيال تايمز"، فإن المستثمرين الصينيين، اشتروا خلال العامين الماضيين أسهمًا بقيمة 30 مليون دولار في "سبايس إكس"، و"إكس إي آي"، و"نيورالينك"، وتشير بيانات شركة "بيتشبوك" إلى أن "سبايس إكس" وحدها، جمعت أكثر من 10 مليارات دولار من مستثمرين حول العالم، منذ تأسيسها عام 2002م، لكن لم يتم الكشف عن نسبة الأموال القادمة من الصين.

لماذا يستثمر أثرياء الصين في شركات ماسك؟

يبحث المستثمرون الصينيون، عن فرص خارجية نتيجة تباطؤ الاقتصاد الصيني، والذي لم يعد ينمو بنفس الوتيرة السابقة قبل جائحة كورونا، ورغم أنهم لا يحصلون على معلومات تفصيلية عن أوضاع الشركات التي يستثمرون فيها، إلا أن العائد المرتفع، يجعل هذه الاستثمارات مغرية للغاية.

تفادي القيود الصينية والأميركية

وتساعد هذه الطريقة، في تجنب القيود الصينية على الاستثمار في الخارج، خاصة في شركات أميركية ذات صلة بالمجال العسكري مثل "سبايس إكس"، وفي الوقت نفسه، تقلل هذه الآلية، من المخاوف الأميركية بشأن نقل التكنولوجيا أو تسرب أسرار تشغيل الشركات الناشئة إلى الصين.

وفي النهاية، مديرو الأصول الأميركيون والغربيون يستغلون فائض رأس المال في الصين، حيث تقل فرص الاستثمار المحلي، مقارنة بالطلب الكبير على المشروعات عالية الجودة، ويقول أحد مديري الاستثمار في نيويورك، "الصين لديها فائضٌ في رأس المال، ونقص في المشاريع الجيدة، وهنا يأتي دورنا".

Short Url

أخبار متعلقة