الجمعة، 14 مارس 2025

10:37 م

"DeepSeek"، كيف غير البرنامج الصيني موازين الذكاء الاصطناعي؟

الجمعة، 14 مارس 2025 05:03 م

منصة DeepSeek

منصة DeepSeek

كتب/كريم قنديل

في عالم تهيمن عليه شركات التكنولوجيا الغربية، يأتي DeepSeek ليكسر هذه السيطرة ويضع الصين في موقع المنافسة الجدية في مجال الذكاء الاصطناعي. خلال الأشهر القليلة الماضية، أصبح هذا البرنامج حديث الأوساط التكنولوجية، ليس فقط لقوته التقنية، ولكن أيضًا لاستراتيجيته في الانفتاح على المصدر المفتوح، مما يمنحه طابعًا فريدًا في السوق المتنامية بسرعة.

DeepSeek

ولادة DeepSeek.. البداية من الصين نحو العالمية

تم تطوير DeepSeek بواسطة شركة ناشئة مقرها هانغتشو، بقيادة ليانغ، وهو مهندس بارز في الإلكترونيات والمعلومات، لم يكن إطلاق هذا البرنامج مجرد تجربة أخرى في عالم الذكاء الاصطناعي، بل كان خطوة استراتيجية ضخمة من الصين لمنافسة عمالقة المجال مثل OpenAI وGoogle.

مع إطلاق نموذج "DeepSeek-V3" في ديسمبر 2024، أثبت البرنامج نفسه كمنافس جدي، حيث يحتوي على 671 مليار متغير، متجاوزًا حتى بعض النماذج الرائدة مثل نموذج Meta، الذي يضم 405 مليارات متغير فقط. هذه القوة الحاسوبية جعلت من DeepSeek أحد أقوى أدوات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في العالم.

DeepSeek 

ما الذي يميز DeepSeek؟

أبرز ما يميز هذا البرنامج عن غيره هو اعتماده على الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وهو توجه غير شائع بين الشركات الكبرى التي غالبًا ما تحصر تقنياتها داخل أنظمتها المغلقة، هذا الانفتاح أتاح للمطورين إمكانية التعديل والتخصيص، مما جعله خيارًا مفضلًا للعديد من الشركات التي تبحث عن حلول مرنة وقابلة للتطوير.

كما أن DeepSeek يتمتع بقدرات تحليلية متقدمة، حيث يمكنه التعامل مع كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعله أداة مثالية للبحث العلمي، تحليل الأسواق، والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية. ومع دعمه الكامل للغة العربية، أصبح البرنامج أكثر جاذبية للمستخدمين في العالم العربي، الذين يعانون غالبًا من محدودية الدعم اللغوي في أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

نجاح ساحق وانتشار عالمي

منذ إطلاقه، شهد DeepSeek انتشارًا سريعًا، حيث تم تحميله 1.6 مليون مرة بحلول يناير 2025، متصدرًا متاجر التطبيقات في دول كبرى مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أستراليا، وكندا، هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية واضحة تعتمد على توفير أداة قوية، مرنة، ومتاحة للمطورين حول العالم.

DeepSeek و ChatGPT

تفوق DeepSeek على ChatGPT 

يتفوق DeepSeek بشكل كبير على ChatGPT من حيث أوقات الاستجابة، وخاصة للمهام الفنية.

  • ميزة السرعة: يُعرف DeepSeek بأنه أسرع كثيرًا، وخاصةً عند التعامل مع الاستعلامات المتعلقة بالبرمجة بلغات مثل Python وJava. على سبيل المثال، يمكن أن تكون أوقات الاستجابة لإنشاء المحتوى سريعة مثل 10 ثوانٍ بالنسبة لـ DeepSeek مقارنة بـ 30 ثانية بالنسبة لـ ChatGPT.
  • المعالجة في الوقت الفعلي: تم تصميم بنية DeepSeek للمعالجة في الوقت الفعلي، مما يساهم في قدرات الاستجابة السريعة، في السيناريوهات العملية، أبلغ المستخدمون عن انخفاض بنسبة 40% في الوقت المستغرق في المهام عند استخدام DeepSeek عبر ChatGPT4.
  • الأداء الخاص بالمهمة: في المهام المحددة مثل تحليل البيانات واستجابات استفسارات العملاء، يمكن لـ DeepSeek تقديم إجابات بشكل فوري تقريبًا، بينما يستغرق ChatGPT عادةً وقتًا أطول، حوالي 10 ثوانٍ للاستعلامات المماثلة.
DeepSeek و OpenAI 

هل يهدد DeepSeek عمالقة الذكاء الاصطناعي؟

مع أن DeepSeek لا يزال في مراحله الأولى مقارنة بمنصات مثل ChatGPT من OpenAI أو Bard من Google، إلا أنه يقدم نموذجًا بديلاً قادرًا على المنافسة بفضل حجمه الهائل وانفتاحه على التعديلات الخارجية، إذا استمرت الشركة المطورة له في هذا النهج، فقد يشكل تهديدًا حقيقيًا لهيمنة الشركات الأمريكية في هذا المجال.

يبدو أن DeepSeek ليس مجرد برنامج آخر في عالم الذكاء الاصطناعي، بل هو خطوة صينية جريئة لإعادة رسم خريطة هذا المجال. مع نموه السريع واعتماده على تقنيات متطورة، قد يكون المستقبل حافلًا بالمزيد من المفاجآت التي ستعيد ترتيب القوى في عالم الذكاء الاصطناعي.

Short Url

showcase
showcase
search