الخميس، 13 مارس 2025

01:24 م

ترامب بين ضغوط الأسواق ورهانات السياسة، هل يتراجع أمام العاصفة الاقتصادية؟

الخميس، 13 مارس 2025 09:44 ص

دونالد ترامب

دونالد ترامب

كتب/كريم قنديل

مع تصاعد التقلبات الحادة في "وول ستريت" وارتفاع مؤشر الخوف بين المستثمرين، يعود السؤال القديم إلى الواجهة: هل يمكن للاضطرابات المالية أن تجبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إعادة النظر في سياساته الاقتصادية؟

ترامب وأسواق المال

خلال ولايته الأولى، كانت الأسواق تمثل له كابحًا سياسيًا يدفعه أحيانًا للتراجع عن بعض قراراته المثيرة للجدل، مثل فرض الرسوم الجمركية على شركاء أمريكا التجاريين. لكن اليوم، تبدو الصورة أكثر تعقيدًا، مع تصاعد المخاوف من أنه قد يكون أقل ميلًا للتراجع، حتى مع حدوث اضطرابات مالية واسعة.

سياسات ترامب والأسواق المالية

يواجه المستثمرون حالة من عدم اليقين بشأن قدرة ترامب على التراجع عن سياساته الاقتصادية الصارمة، خاصة مع التراجعات الحادة التي تشهدها "وول ستريت" نتيجة التعرفات الجمركية التي فرضها مؤخرًا، أشار تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن المستثمرين كانوا يأملون في أن يتراجع ترامب عن بعض السياسات إذا ردت الأسواق بعنف، لكن هذه الآمال بدأت تتلاشى.

وقال بنك "يو بي إس" في مذكرة للعملاء إن الأسواق تتساءل عما إذا كانت إدارة ترامب ستعدل سياساتها استجابة للتقلبات المالية، فيما أشار المدير الإداري لمشتقات الأسهم العالمية في "نومورا"، أليكس كوسوجليادوف، إلى أن المستثمرين كانوا يراهنون على احتمال كبح جماح التعرفات الجمركية، إلا أن الأيام الأخيرة أظهرت أن ترامب مستمر في نهجه دون تراجع.

الرئيس الأميركي 

رد فعل الأسواق والمؤشرات الاقتصادية

لم تقتصر المخاوف على أسواق الأسهم، فقد خفض كل من "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" توقعاتهما للنمو الاقتصادي الأمريكي بسبب تداعيات التعرفات الجمركية وردود الفعل التجارية من الشركاء الدوليين.

كما ارتفع مؤشر التقلبات "VIX" من 12 إلى 28، متجاوزًا المتوسط الطويل الأجل البالغ 20، فيما انخفض مؤشر "ناسداك"، الذي يعتمد على أسهم التكنولوجيا، بأكثر من 13% عن أعلى مستوى له في ديسمبر الماضي.

موقف إدارة ترامب

رغم هذه التحديات، تواصل الإدارة الأمريكية التأكيد على رفض المخاوف بشأن اضطرابات السوق، وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن "ما يحدث في سوق الأوراق المالية هو مجرد لقطة من لحظة زمنية"، مشيرة إلى أن الاقتصاد الأميركي يمر بمرحلة انتقالية.

من جانبه، أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن توقعات ترامب بشأن الأسواق تعتمد على تنفيذ "سياسات جيدة"، مؤكدًا أن "الاقتصاد الأمريكي ربما يحتاج إلى فترة من إزالة السموم ليصبح أقل اعتمادًا على الإنفاق الحكومي".

دونالد ترامب

هل يتغير نهج ترامب؟

يقول خبير الشؤون الاقتصادية والسياسية، الدكتور حميد الكفائي، إن ترامب يتخذ قراراته وفق قناعاته الشخصية دون التأثر بالمستشارين أو الضغوط الخارجية، لكنه أشار إلى أن إمكانية تعديل سياساته قد تعتمد على مدى ضغط أعضاء الكونغرس الجمهوريين عليه، لا سيما إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية في التدهور.

كما يرى الكفائي أن ترامب قد يغير سياساته بشكل مفاجئ إذا شعر بأن ذلك قد يخدم مصالحه السياسية، تمامًا كما فعل مع التعرفات الجمركية على كندا والمكسيك في السابق. لكن حتى الآن، يبدو أنه متمسك بنهجه.

مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق وتزايد المخاوف من الركود، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيواصل ترامب تحدي الأسواق، أم أن الاضطرابات المالية قد تجبره على تعديل مساره؟ الواقع يشير إلى أن التغير في سياساته قد يكون مسألة وقت، ولكن ليس قبل أن يحقق أهدافه الاقتصادية والسياسية وفق رؤيته الخاصة.

Short Url

search