الإثنين، 10 مارس 2025

07:37 م

«واتساب» رحلة من الابتكار البسيط إلى الاستحواذ التاريخي بـ 19 مليار دولار (فيديو)

الإثنين، 10 مارس 2025 12:38 م

واتساب

واتساب

شيماء عادل

في عام 2009، وعلى الرغم من التحديات التي كانت تواجه سوق تطبيقات الهواتف الذكية، أطلق المبرمج الأوكراني جان كوم تطبيق "واتساب". 

بدايةً، كان الهدف من التطبيق بسيطًا جدًا؛ فقد كانت فكرتُه مقتصرة على تمكين المستخدمين من مشاركة حالاتهم الشخصية مع أصدقائهم عبر هواتفهم المحمولة. 

وقد نشأت الفكرة بعد أن حصل كوم على أول هاتف iPhone، ولاحظ أنه من غير المجدي أن يرسل الناس رسائل نصية قصيرة (SMS) فقط ليُعلموا أصدقائهم بأنهم مشغولون أو في اجتماع.

ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن المستخدمين بدأوا باستخدام التطبيق لغاية مختلفة تمامًا، وهي الدردشة الفورية، كان هذا التحول غير المتوقع في سلوك المستخدمين هو الذي دفع كوم إلى إعادة النظر في التطبيق، حيث قرر تطويره ليصبح أداة للمراسلة الفورية، خالية من الإعلانات، بما يميزها عن باقي التطبيقات الموجودة آنذاك في السوق.

التوسع والنمو السريع

شهد "واتساب" في أولى سنواته نموًا لافتًا. ففي عام 2011، وصل عدد المستخدمين إلى 10 ملايين مستخدم، وهو رقم بدا واعدًا آنذاك، لكن المفاجأة الحقيقية حدثت في عام 2013، عندما وصل العدد إلى 200 مليون مستخدم، ليصبح التطبيق واحدًا من أكثر التطبيقات تحميلًا في العالم، وأكثرها استخدامًا في مجال المراسلة.

وقد ساهم تصميم التطبيق البسيط والخالي من الإعلانات في زيادة شعبيته بين المستخدمين، كما كان قابلًا للاستخدام في مجموعة متنوعة من الأجهزة المحمولة، مما جعله يصل إلى شريحة واسعة من الناس على مستوى العالم، بغض النظر عن أنظمة التشغيل أو الأجهزة التي يستخدمونها.

الاستحواذ والتأثير العالمي

بفضل النجاح الكبير الذي حققه "واتساب"، وقع في عام 2014 اتفاق استحواذ تاريخي مع شركة "فيسبوك" (المعروفة الآن باسم "ميتا")، حيث اشترت "فيسبوك" التطبيق بمبلغ يقدر بحوالي 19 مليار دولار أمريكي، كان هذا الاستحواذ بمثابة تأكيد على أهمية "واتساب" في عالم تطبيقات المراسلة، وكذلك اعترافًا بحجم التأثير الذي يملكه هذا التطبيق على مستوى العالم.

اليوم، يعد "واتساب" واحدًا من أهم منصات المراسلة الفورية التي يستخدمها أكثر من 2 مليار شخص حول العالم، فقد أثبت التطبيق أنه لم يعد مجرد وسيلة للتواصل بين الأصدقاء والعائلة، بل أصبح أداة أساسية في مجال الأعمال أيضًا، حيث يعتمد عليه الكثير من الشركات في التواصل مع عملائهم.

التحديات المستقبلية

على الرغم من النجاح الباهر الذي حققه "واتساب"، فإنه يواجه عددًا من التحديات في المستقبل، ومن بين هذه التحديات القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمان، خاصة مع الانتقادات التي تطال التطبيق بشأن استخدام بيانات المستخدمين. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن المنافسة مع تطبيقات أخرى مثل "تلغرام" و"سيغنال" تظل تهدد ريادة "واتساب" في هذا المجال، إلا أن ما يميز "واتساب" عن غيره هو التزامه المستمر بتقديم تجربة مستخدم مريحة وسهلة، وهو ما جعله لا يزال يحتفظ بمكانته بين أفضل التطبيقات في مجال المراسلة.

منذ بدايته في عام 2009، وحتى اليوم، أثبت "واتساب" أنه تطبيق فريد من نوعه، قادر على التكيف مع احتياجات المستخدمين المتغيرة، ومن خلال تكامل التكنولوجيا البسيطة مع أفكار مبتكرة، استطاع "واتساب" أن يكون واحدًا من أكبر التطبيقات في العالم، ويحقق نجاحًا غير مسبوق، ويظل جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.

Short Url

showcase
showcase
search