الأزمة بين الهند وباكستان وتأثيرها المحتمل على الشرق الأوسط (فيديو)

النزاع الدائر حالياً بين الهند وباكستان ليس مجرد بعض المشكلات الحدودية العابرة، بل هو أزمة سياسية كبرى قد تهدد استقرار منطقة جنوب آسيا بأكملها، بل وتمتد آثارها إلى الاقتصاد والاستثمار، ليس فقط في تلك المنطقة، بل كذلك في الشرق الأوسط.

ورغم أن الأمر قد يبدو بعيداً للبعض، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك؛ فتصاعد النزاع بين الهند وباكستان قد يزعزع استقرار الشرق الأوسط، ويؤثر على أسعار النفط والتجارة والاستثمارات الدولية.

فماذا حدث بالتحديد؟

قررت الهند طرد جميع المواطنين الباكستانيين من أراضيها، وأمهلتهم حتى 29 أبريل لمغادرة البلاد. في المقابل، ردت باكستان بقوة، فقامت بإغلاق المجال الجوي والمعابر الحدودية، وأوقفت التجارة مع الهند، وطردت الدبلوماسيين الهنود، بل وتم تعليق إصدار التأشيرات بين البلدين.
بمعنى آخر، العلاقات بينهما قد قُطعت بالكامل.

كيف سيؤثر هذا الصراع على الاستثمار في قارة آسيا؟

في ظل هذا التوتر، أصبح أي مستثمر أجنبي يفكر في ضخ أمواله في جنوب آسيا مضطراً لإعادة حساباته؛ فلا أحد يرغب في استثمار أمواله في منطقة قد تنفجر عسكرياً أو سياسياً في أي لحظة.
الشركات العالمية تفضل الاستثمار في بيئات آمنة ومستقرة بعيداً عن التوترات والنزاعات المسلحة، خاصةً أن الهند وباكستان لهما سجل حافل بالنزاعات منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، وقد وصل الأمر بهما إلى امتلاك ترسانات نووية موجهة كل تجاه الأخرى.

وماذا يعني ذلك بالنسبة لنا في الشرق الأوسط؟

إذا نظرنا إلى الصورة الأشمل، سنجد أن هناك فرصاً وسط هذه الأزمة. فالهند وباكستان من الدول الرائدة في صناعة الأدوية والمنسوجات والمواد الغذائية، وأي تصعيد في النزاع بينهما قد يؤدي إلى تأخير أو ارتفاع في أسعار هذه المنتجات.
وفي حال توقف التجارة بينهما، سيبدأ التجار والمستوردون في البحث عن أسواق بديلة، مما قد يفتح المجال أمام الشرق الأوسط ليكون بديلاً موثوقاً.

أيضاً، قد يؤدي ارتفاع التوترات إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما قد يصب في مصلحة بعض دول الشرق الأوسط، بينما يضر باقتصادات أخرى.
أما في حال وقوع الأسوأ، وهو استخدام الأسلحة النووية -لا قدر الله- فإن الكارثة ستطال الجميع، بما في ذلك دول الشرق الأوسط.

لذلك، ما يحدث بين الهند وباكستان ليس ببعيد عنا، ومن الضروري أن نتابع تطورات الأحداث عن كثب، ونعمل على حماية اقتصادنا، بل والاستفادة من أي فرص قد تلوح في الأفق نتيجة لهذه الأزمة.