تصديري المفروشات: شركات أجنبية تراجعت عن إنشاء مشروعاتها لارتفاع التكاليف

الأربعاء، 26 فبراير 2025 03:52 م

المهندس سعيد أحمد رئيس المجلس التصديري للمفروشات

أكد المجلس التصديري للمفروشات أن تكاليف التشغيل والإنتاج في صناعة المفروشات والوبريات تضاعفت خلال السنوات الخمس الأخيرة، نتيجة ارتفاع أسعار الخامات، وزيادة نولون الشحن بنسب كبيرة، مما تسبب في أعباء إضافية على الشركات المصرية عند التصدير للأسواق الخارجية، وهو ما يُضعف من قدرتها التنافسية مقارنة بالدول الأخرى.

منافسة شرسة من دول جنوب شرق آسيا

وأوضح المجلس أن صناعة المفروشات تواجه منافسة شرسة من دول جنوب شرق آسيا، خاصة من باكستان والهند وبنجلاديش، حيث أصبحت الأخيرة تصدر بما يقارب 55 مليار دولار سنويًا، وذلك بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج لديها، مما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في الأسواق العالمية.

وأشار أعضاء المجلس إلى أن أسعار المنتجات الباكستانية والهندية أقل من نظيرتها المصرية بنسبة لا تقل عن 25%، مما يجعل المستوردين يفضلون التعاقد مع الشركات الآسيوية بسبب رخص أسعارها مقارنة بالمنتج المصري.

تراجع الشركات الأجنبية عن الاستثمار في مصر

وخلال الاجتماع، كشف المهندس سعيد أحمد، رئيس المجلس التصديري للمفروشات، عن أن المجلس قام بدعوة شركات عالمية من ألمانيا والصين وروسيا لضخ استثمارات وإنشاء مشروعات جديدة في مصر، خاصة في مجالات "الوبريات" و"الملايات"، إلا أن هذه الشركات تراجعت عن تنفيذ مشروعاتها بعد أن اكتشفت أن الأسعار في باكستان والهند أقل من الأسعار في مصر بنسبة 25%، إلى جانب التحديات الاقتصادية التي يواجهها المستثمرون في السوق المصري.

وأشار إلى أن هناك العديد من العقود التي لم يتم إبرامها بسبب الفارق السعري الكبير بين المنتجات المصرية ومنتجات الدول المنافسة، وهو ما يعني أن تنافسية المنتجات المصرية في قطاع المفروشات أصبحت مهددة بشكل كبير، مما يتطلب إجراءات عاجلة لدعم هذا القطاع الاستراتيجي.

تحذيرات من خطر فقدان التنافسية

أكد أعضاء المجلس أن الصناعة الوطنية تواجه تحديات حقيقية قد تعيق قدرتها على التوسع في الأسواق الخارجية، مطالبين الحكومة بضرورة زيادة المخصصات المالية لقطاع المفروشات في برنامج رد الأعباء، حتى تتمكن الشركات المصرية من المنافسة في الأسواق العالمية والحفاظ على حصتها التصديرية.

صادرات المفروشات تواجه تحديات رغم تفوقها في ميزان الاستيراد

وأوضح المهندس سعيد أحمد أن صناعة المفروشات من القطاعات التي تتميز بانخفاض وارداتها مقارنة بصادراتها، حيث بلغت صادرات المفروشات في عام 2024 نحو 622 مليون دولار، مقابل 29 مليون دولار فقط للواردات، مما يجعلها من أقل القطاعات التي تعتمد على الاستيراد، على عكس العديد من القطاعات الأخرى التي تكاد تمثل وارداتها 50% من حجم صادراتها.

وشدد على أن هذا الأمر يبرز أهمية برنامج رد الأعباء ومساندة المصدرين، حيث يسهم البرنامج في تقليل الفجوة بين القدرة التنافسية للمنتجات المصرية والدول المنافسة، مؤكدًا أن أي تخفيض في دعم القطاع سيؤثر بشكل مباشر على صادراته، وقد يؤدي إلى فقدان الأسواق التصديرية التي تم اكتسابها خلال السنوات الماضية.

تخفيض الدعم يهدد صادرات المفروشات

وأشار رئيس المجلس التصديري للمفروشات إلى أن تخفيض النسبة المخصصة لقطاع المفروشات في برنامج رد الأعباء إلى 3% أثر سلبًا على أرقام صادرات القطاع، خاصة أن نسب الدعم والمساندة في الدول المنافسة تصل إلى 17% و20%، وهو ما يمنحها أفضلية كبيرة في الأسواق العالمية، بينما تعاني الشركات المصرية من ارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن، مما يجعل قدرتها على المنافسة ضعيفة.

وأكد أن الفرص لا تزال متاحة لزيادة صادرات المفروشات والوبريات المصرية، ولكن هذا مشروط بتقليل الفجوة التنافسية بين مصر ودول جنوب شرق آسيا، والتي توفر دعمًا أكبر لقطاعاتها الصناعية، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستوردين العالميين.

مطالب بعقد اجتماع مع وزير الاستثمار

واتفق أعضاء المجلس التصديري للمفروشات على ضرورة عقد اجتماع عاجل مع وزير الاستثمار والتجارة، حسن الخطيب، لبحث معوقات التصدير التي تواجه القطاع خلال المرحلة المقبلة، والعمل على إيجاد حلول عملية لدعم المصنعين والمصدرين.

وأشاروا إلى أن الوزير سبق أن أكد عزمه على مراجعة نسب برنامج رد الأعباء، وتحديد نسب جديدة لكل قطاع بما يراعي احتياجاته الفعلية، وهو ما يأمل المجلس التصديري للمفروشات في تحقيقه خلال الفترة المقبلة، لضمان الحفاظ على تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الخارجية، وتعزيز مكانة القطاع كأحد أبرز القطاعات التصديرية في البلاد.

Short Url

أخبار متعلقة